دع الحب يأخذ في التبرعم والازدهار في قلبك في التمدد والانتشار في كيانك يوماً بعد يوم، رويداً رويداً، حتى يسري في عروقك وشرايينك ومساراتك وكل ذرة من ذرات وجودك ويسكن فيك السكون دائماً وأبداً، يذيقك طعم حلاوة الأسرار وما لا تراه الأعين.
حالما تعي حقيقة وجوده في داخلك تقع جدران سجنك وتنهار، فيسكب أسراره عميقاً داخل لب قلبك، هو يحاول منذ الأزل أن يسكب أسراره داخلك، أن يكشف السر لك، لكنك أنت تقف بينك وبينه حجاباً فلا يفتح الباب، إن كل الحياة بما فيها من شمس الوجود وشلالات المياه وعطور الأزهار، تدعوك وتناجيك حتى تعود إلى ذات المساحة الصافية داخلك الخالية من كل محتوى، مساحة ترتعش كل ذرة فيك بصدى الصمت تحت ظلالها، هي حالة البراءة الصافية الشافية، إنها رسائل إليك تناجيك راجية دخول قلبك والسكن فيك، هذا هو الاستسلام، فاستسلم للحب تسلم نفسك فيه لحكمة الوجود حتى تدخلك وتحيا فيك.
حالما تغدو رقيقاً شفافاً تتحطم كل الأقفال والأبواب وتدب فيك الحياة هو ما يحدث لك حينما تلمس قلبك، تجده بالطاقة الحية يفيض طاقة تستمدها من الوجود، تراهم جميعهم في الحب مثلك وقعوا، أنت في الحب والوجود أجمع في الحب موجود. هكذا يعيدك الحب إلى البراءة وجنة الحياة لأن البراءة الصافية هي دوماً الباب والجواب، البراءة دربك وخطواتك فهي من يساعدك حتى تذوب وتختفي جدران أناك فتتحرر وتعود للحياة من جديد.
علي العرادي
أخصائي تنمية بشرية