كتبت شيخة العسم:
أكد مواطنون أن إيران تسعى بتدخلاتها في شؤون المنطقة عامة والبحرين على وجه الخصوص إلى إشعال الصراع الطائفي، مشيرين إلى أن تدخلاتها استفزازية ومرفوضة من جميع مكونات المجتمع.
وأجمعوا، في تصريحات لـ«الوطن»، على رفض تدخلات إيران في البحرين، مؤكدين ضرورة الحزم معها وردعها قبل أن تزيد في تجاوزاتها اللامشروعة في شعب وحكومة البحرين، وكبح جماحها عبر عقوبات اقتصادية ودبلوماسية خليجية - عربية تسكت هذه العدائية.
ودعوا إلى وقفة شعبية تضم كافة مكونات المجتمع البحريني بلا استثناء.
وأعربوا عن رفضهم التام وانزعاجهم الشديد للتدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للبحرين وعدد من الدول العربية من خلال التصريحات التي صدرت مؤخراً وسابقاً، معتبرين أن هذه التصريحات تعد تدخلاً غير مقبولٍ وتعدياً واضحاً على سيادة واستقلال البحرين، وتتناقض تماماً مع مبادئ حسن الجوار.
وطالبوا إيران بضرورة الكف عن مثل هذه التصريحات التي تعمق الكراهية بين الدول والشعوب، وتخلق مُناخاً من التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، وتزيد من حدة الصراع الطائفي والمذهبي بين أبناء الدين الواحد وأبناء الوطن الواحد، وهو ما يخدم بالأساس أعداء الأمة الإسلامية.
تدخلات إيران استفزازية
قال المواطن إبراهيم العمري إن «التدخلات الإيرانية في البحرين ليست وليدة اليوم فهي منذ سنين قائمة على تقوية ودعم يد الإرهاب في دول الخليج العربي وبالأخص في البحرين وما شهدناه في السنوات الأخيرة في البحرين من ظهور خلايا إرهابية مدعومة من إيران وجمعيات سياسية تدين بالولاء لها كشف لنا مدى خبثها وتدخلاتها السافرة في الشأن البحريني».
وأضاف العمري «إيران التي تخوض حرباً بالوكالة في عدة دول ضاربة بكافة المواثيق والعهود الدولية عرض الحائط أصبحت اليوم في موقف أفضل من السابق بعد الاتفاق النووي ورفع العقوبات عنها وانتعاش خزينتها من أموال العقوبات، وبالتالي فإن ما تقوم به حكومة البحرين من استنكار لتلك المواقف والتصريحات الإيرانية لا يكفي فنحن بحاجة إلى وقفة شعبية تضم كافة مكونات المجتمع البحريني بلا استثناء إضافة الجمعيات السياسية في المملكة تستنكر هذه التدخلات وترفضها بكل صراحة، من جهة أخرى لابد من العمل داخل البيت الخليجي على كبح جماحها عبر عقوبات اقتصادية ودبلوماسية خليجية - عربية تسكت هذه العدائية».
وقالت المواطنة سميرة بوجيري «نرفض بشدة هذا التدخل، ويجب على إيران احترام الآخرين وخاصة الدول المجاورة، وإذا كنا نتكلم في مطالب البعض في الحرية والديمقراطية فنحن وبفضل من الله ثم قيادتنا موجودة لدينا في حين أنهم يفتقرون هذا الشيء في بلدهم حتى أبسط الأمور لا يستطيعون أن يقومون فيها. أتمنى أن يركزوا على شعبهم أفضل. ويتركون شعوب العالم تعيش في سلام وإذا أرادوا أن يلعبوا دوراً بأنهم الدولة الأقوى في المنطقة فنقول إنهم «غلطانين» لأن دول الخليج بتجمعهم وتمسكهم بدينهم فهم قوة بإذن الله».
وقال المواطن عبدالله السهلي «التدخلات الإيرانية ليست بجديدة فمنذ أكثر من 50 سنة وهي تتدخل في شؤون البحرين ودول الخليج وكل يوم تتمادى أكثر وأكثر ويجب على دول الخليج وقف هذه التدخلات بتلاحم بين هذه الدول وشعوبها الضغط السياسي عليها وكشف زيف ادعاءاتها الباطلة أمام العالم ومع قرب رفع العقوبات الدولية عن إيران والتصالح مع الدول الغربية سوف تزداد في التطاول وتدخل في دول الخليج وهنا يجب أن يكون موقف دول الخليج حازماً وشديداً وأن تغير سياستها مع إيران والدول التي تتعاطف معها».
وأكد المواطن محمد خليفة أن تدخلات إيران استفزازية فيقول «لا يختلف اثنان مدى طول بال القيادة في البحرين على هذه التجاوزات الاستفزازية، التي لا تحترم حقوق الجوار ولا تكترث بالمعاهدات الدولية، رسالتنا نحن شعب واحد مهما حاولت إيران أو من يعوم على حبرها تفتيت أشده، لقد عاشت البحرين حالة رائعة من التعايش السلمي بين كافة مكونات الشعب، واليوم أزعج ذلك إيران التي لن تهدأ حتى تثير الفتن في المنطقة بأكملها فهي تتغذى على ذلك، نحن نؤكد أن هذه التدخلات السافرة سيكون شعب البحرين بقيادته الحكيمة لها بالمرصاد، في الوقت نفسه نشد على يد وزارة الداخلية التي تحافظ على أمن المواطن والمقيم ،في كافة إجراءتها المتخذة، حفظ الله البحرين من كل سوء وبلية».
وقال المواطن عمر عبدالعزيز «هذه التدخلات في الشأن الداخلي للمملكة إن دلت على شيء فإنما تدل على قمة عدم احترام الجوار وعلى سوء الإدارة وقمة التطرف من الحكومة الإيرانية، وكذلك على الحكومة الإيرانية أن تنظر إلى حالها وسوء أوضاع بلادها المعيشية والإنسانية ... فكل المؤشرات والدلائل تدل على أزمات تتفاقم في الشأن الإيراني، فهذه التدخلات السافرة في أي من البلدان العربية يجب أن لا تمر مر السحاب بل يجب أن يتم ردعها واتخاذ الإجراءات ضدها».
إيران تنوي جر المنطقة لأزمة
وقال خالد القعود إن تدخلات إيران وتصريحات قياداتها ليست وليدة الحدث فهو واضح أمام المجتمع الدولي ولكن توقيتها الآن وخصوصاً بعد الاتفاقات الأمريكية مع إيران والتي من شأنها أن تشق الصف العربي عامة والخليجي خاصة تحت مسمى الاتفاق الدولي حول النووي الإيراني كما كان هناك مسميات أخرى لتأزيم المنطقة مثل حرب العراق لوجود أسلحة كيماوية وقضية ليبيا وسوريا وداعش والتي هي مؤامرات لما يسمى الشرق الأوسط الجديد.
وأشار إلى أن إيران تنوي جر المنطقة لأزمة كبيرة باستخدام البحرين ككيان مستقل لبناء وزرع فتيل شق صف الوحدة الخليجية وذلك تحت مراء ومباركة أمريكية ولا ننسى بأن إيران كانت ومازالت أحد أهم أسباب الاحتجاجات في البحرين وقبل الأزمة الأخيرة، ففي 2009 على سبيل المثال، صرح رئيس مكتب المساءلة في مكتب المرشد الأعلى والمتحدث السابق باسم «مجلس الشورى الإيراني» علي أكبر ناطق نوري، أن البحرين كانت «المحافظة الرابعة عشر لإيران حتى عام 1970». وقد رددت هذا التصريح افتتاحية في صحيفة كيهان ذات النفوذ (والخاضعة لتأثير خامنئي) نُشرت في 9 يونيو 2007، وصفت فيها أن «البحرين كانت جزءاً من الأراضي الإيرانية.
وقال إن الإيرانيين قضوا سنوات طويلة في تمتين العلاقات مع التجمعات المؤزمة في دول مجلس التعاون الخليجي, واستطاعوا اختراق جماعات المعارضة المؤزمة بعناصر نشطة مدربة، كما تؤكد مصادر المخابرات الأمريكية بحسب التقارير أن عديداً من عناصر الحرس الثوري الإيراني يعملون في دول مجلس التعاون تحت ستار أنهم عمال.إن إيران لديها رجال في البحرين تابعون لها ويعملون وفق أجندتها كما لوحظ من حركة حق المتطرفة. وحركة تحرير البحرين وغيرها من المنظمات الخفية.
وأضاف أن أكبر فخ سياسي وورقة حرب تستخدمها إيران هي إشعال الصراع الطائفي وتجنيد المحتجين بالتنسيق الكامل مع دعم من التنفيذيين الإيرانيين، ومنهم «حزب الله البحرين» الذي تأسس عام 1985، ويعتبر المنظمة السرية الأساسية المتطرفة في البحرين، وأنه يعمل بالتنسيق الكامل مع الحرس الثوري الإيراني، الذي تولى إمداد حزب الله البحريني بأسلحة من العراق.
وأكد أنه «يجب علينا أن لا نقع في الفخ الطائفي فنحن جميعاً عشنا في هذا البلد كبيرين شرفاء في دولة مستقلة».
وأعرب عن رفضه التام وانزعاجه الشديد للتدخل الإيراني في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين وعدد من الدول العربية من خلال التصريحات التي صدرت مؤخراً وسابقاً.
وأكد أن تصريحات إيران تعد تدخلاً غير مقبولٍ وتعدياً واضحاً على سيادة واستقلال البحرين، وتتناقض تماماً مع مبادئ حسن الجوار التي أكدها وأوصى بها ديننا الإسلامي الحنيف.
وطالب خالد القعود إيران بضرورة الكف عن مثل هذه التصريحات التي تعمق الكراهية بين الدول والشعوب، وتخلق مُناخًا من التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، وتزيد من حدة الصراع الطائفي والمذهبي بين أبناء الدين الواحد وأبناء الوطن الواحد، وهو ما يخدم بالأساس أعداء أمتنا الإسلامية، ونحن فداء للبحرين ودول الخليج ووقوفنا ملزم إلى جوار أي دولة عربية في كل ما من شأنه حفظ أمنها واستقرارها وتدعيم الوئام والوفاق بين أبناء شعبها.
وقال نوح خليفة إن تجاوزات إيران ضد البحرين معادية لكل ضمير إنساني مسالم، معتبراً أن التدخلات العدائية المستمرة مخالفة للأعراف الدولية وقيم حسن الجوار ومؤشر فاضح على تدني استقرار العقل السياسي الإيراني، وضعف بين في الأبعاد السياسية القائمة على التعايش السلمي مع العالم.
وأكد خليفة، في تصريح له أمس، استنكاره لتدخلات إيران، مضيفاً أن نزعات الشر ضد البحرين مخذولة دائماً في ظل ما تحقق من منجزات شعبية وأمنية كبيرة حفظت للبحرين استقرارها وأمانها بقيادة عاهل البلاد المفدى جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
وأشار إلى أن «شعب البحرين يعيش أكبر تلاحم من نوعه في تاريخ البلاد وهو على استعداد لتجديد مواقفه الوطنية الشاملة والتاريخية إزاء الأمن والاستقرار الوطني في أي وقت وتحت أي ظرف وطني».
ووصف خطاب وزير داخلية البحرين مساء أمس تجاه التدخلات الإيرانية بشؤون البحرين بالمهم، والمؤثر، والمبشر بقوة الصحوة الوطنية التي تعيشها البلاد، ووعيها الكبير، وعيشها شراكة وطنية شاملة مع قوى المجتمع، وعملها بروح وطنية واحدة لا ترضى المساس بمكتسبات البحرين. وأشاد خليفة بالحس الوطني الذي يتحلى به وزير الداخلية تجاه أمن وسلامة البحرين وشعب البحرين «المتجدد والشامل» لأبعاد وطنية عميقة تتدفق دائماً إلى البحرين على شكل استجابات سريعة للضمير الوطني المخلص، المدافع، والساعي دائماً لتحصين البحرين وشعب البحرين، ومدهم بالوعي المجتمعي والأمني اللازم.