كتب - علي الشرقاوي:
الذهاب عميقاً في الاختلاف هو الوقود الذي يزيت قلب الفنان الحقيقي، لرسم أو كتابة أو عزف الجديد المغاير للمألوف، والعمل على تشكيل ما لم يتشكل من قبل، وإعطاء معنى جديد وطازج، لحرف أو جملة أو طريقة تناول، لا يعرفها إلا من تمكن من الدخول في الجانب الروحي من الحياة، في بعدها الأسمى، وهو المحبة الكونية الخالصة.
والفنانة الحروفية العراقية التي سكنت فضاءات العالم فريال الأعظمي، واحدة من الفنانات، أو بالأحرى بالفنانين جميعاً، التي واصلت حفرها في سرد اللون والصورة والظل، في لوحاتها التي لا تتوقف عن تحريك الأسئلة في رؤوسنا ونحن نتأمل في ما تطرحه علينا من أعمال. غاية في الإدهاش والمغايرة.
وقبل فترة صدر لها حديثاً في المنامة كتاب بعنوان «لا ترفع وشاح ألواني، هناك ينام الوطن» وبطباعة فاخرة في مطبعة الاتحاد البحرينية.
يضم الكتاب مجموعة من لوحات الفنانة الحروفية والتي عرفت بتعاملها مع الحروف في بناء لوحتها، وقد رافقت تلك اللوحات قصائد للشاعر السوري المقيم في المملكة العربية السعودية لؤي طه ودراسة نقدية للفنان والناقد التشكيلي العراقي المقيم في المملكة المتحدة محسن الذهبي بعنوان مغامرة القول «الحرف واللون، سمفونية المعنى».
حاول الذهبي من خلالها قراءة النص التشكيلي للفنانة والكشف أن أثر الموروث القولي في الإبداع التشكيلي وقدرة الحرف على الإباحة بسحر وأسرار الخطاب الجمالي وقدرته على تجسيد موسيقى الشعر بلغة التشكيل من لأجل استنطاق القيمة الفكرية والجمالية»، فهو يؤكد أن الفنانة فريال الأعظمي تتحسس روح الحرف في التعبير وتعيش معه قبل أن تعيد صياغته بأسلوبها الإبداعي الخاص المعتمد على تجسيد مكنون ذاتية القول والحرف بتكوين معماري، تتشابك به حروف القول وتتقاطع مع بعضها بانسيابيتها مما يعطيها إحساساً بعمق الحقيقة وقوتها لتخلق نص جمالي آخر يضيف للنص القولي لوناً وتعبيرية تجعله مؤثراً في روح المتلقي مبنياً في تركيبه المعماري على تسطيح الشكل في قلب اللوحة مع المحافظة على منظور تجسيمي لشكل الحرف وبأبعاده الثلاثة.
على خدود البحرين
تقول فريال في مقدمة كتابها: «حدود لوحتي وألوان حروفي من حيث يشرب الطائر ماء النيل، إلى حيث أغصان الزيتون بالقدس العتيق، إلى أن يلثم ثغر النخيل شطي دجلة والفرات، إلى قبة الأموي والحمائم ترفرف لدمشق الياسمين، إلى أشجار الأرز لحظة الأصيل، وعلى الخليج كألوان الفراشات تحوم تخطف اللؤلؤ المنثور على خدود البحرين».
ما هي الحروفية؟
في مقال «الحروفية والحروفيون... بين القديم والجديد» يقول د.محمود شاهين «أصبحت الحروفية التي يشتغل عليها عدد كبير من الفنانين التشكيليين العرب والمسلمين المعاصرين، تياراً له ثقله الكمي والنوعي، في الحياة الفنية الحديثة للعالمين العربي والإسلامي، وهي على قدر كبير من التنوع والاختلاف والتفرد، من فنان لآخر، ومن بلد لآخر أيضاً. والتنوع هذا، يطال الشكل والمضمون، والصياغة والفكرة والحاضن والمحضون، إضافة إلى التقانات وطرائق توظيف بنية الحرف في بنية عمارة اللوحة». ويرى د.محمود شاهين أنه من المؤكد أن الخط العربي، يعد من أهم وأبرز العناصر التشكيلية القادرة على التجاوب مع الفنان التشكيلي ومساعدته على استنهاض عمارة تشكيلية متفردة في منجزه البصري، نظراً لصفة الخط العربي الكامنة التي تتيح لهذا الفنان، إمكانيات كبيرة، للتعبير عن الحركة والكتلة.
وليس المقصود هنا بالتعبير عن الحركة المعنى المرتبط بأشياء متحركة، وإنما المقصود معناها الجمالي والتشكيلي الذي يعني الحركة الذاتية التي تجعل الخط يتراقص في رونق مستقل عن أي غرض آخر. ومع أن المعنى الذي تحمله الكتابة العربية له أهميته البالغة، لكن الفنان يعتقد أن الوظيفة التشكيلية للخط هي أيضاً ذات أهمية بالغة، وأن المعنى الذي تحمله العبارة أو الكلمة أو الكتابة، هو معنى كامن فيها، تتحقق به البركة التي ينشدها، بغض النظر عن عدم إمكان قراءتها للوهلة الأولى.
درويش في لوحات الأعظمي
تعتبر الأعظمي درويش «ليس مجرد قصيدة وحروف نثر، بل حالة حب عميقة، حدثت في مكان ما، وفي زمان ما نحن نفتقدها في هذا الزمن، الذي بات الحب يأتي بسرعة الضوء، وينتهي بوقت أسرع لأن مشاعر هذا الزمن ليست عميقة».
كتاب فريال الأعظمي تتخلله دراسة نقدية برع في صياغتها الفنان والناقد التشكيلي المقيم في المملكة المتحدة «محسن الذهبي» تطرق فيها لتاريخ اللوحات الحروفية وبداياتها في الأربعينات على يد الفنانة التشكيلية «مديحة عمر» وكيف استلهمت من أشكال الحروف العربية ووظفتها في بناء لوحة فنية.
يقول الذهبي «تشتغل الفنانة «الأعظمي» على إيقاع تكويني ضمن مفارقة مقصودة تأخذ حركتها من اتجاه قراءة النص التشكيلي للكتابة العربية، لتؤكد على فاعلية الحركة الكامنة لروح الحرف المنفرد، في مسعى لاستغلال الإيقاعات المتشابهة لترتيب التكوين الفني ولخلق صدى أنغام مرئية، تتخللها فراغات صامته تتحدث عن روح حكائية مشبعة بالشاعرية. فهي تحافظ على الشكل الواقعي للحرف المقروء ولا تتجاوز واقعيته البنائية وهندسته الشكلية تأكيداً لروحانية الحرف كثيمة لها قدسية في ذاكرة المتلقي وتقرباً من تجسيدها لروح الجملة الشعرية أو الحكائية التي تطرحها».
ويستطرد «الذهبي» بالقول إن الحرف لدى «الأعظمي» هو رمز أيقوني يذهب بعيداً في تأمل فلسفي باطني وأن الحرف لم يعد لغة «تمثيل» بل «تشكيل» تسعى للكشف عن معان من وراء الألوان والتكوينات الحروفية لخلق عوالم ابداعية تتميز بشاعريتها.
وفي المعرض الشخصي الذي أقيم في البحرين كتبت فريال الأعظمي «كما لكل منا منهجه وفلسفته الخاصة مع الأشياء التي يتعاطى معها، أنا جعلت لنفسي «فلسفة الألوان» المتضاربة والصارخة واخترت الفلسفة العفوية والبسيطة، لأنها أقرب إلى الروح من تلك الفلسفات المعقدة والخطوط التي تمشي بخطوات أنيقة».
«لو تعمقنا بداخل أنفسنا لوجدنا أننا نعيش الضجيج والصراخ وفوضى الحواس، كما هو حال ضربات الريشة باللون على جسد اللوحة الصامتة وكأنها حالة ثورة وتمرد لا تكون بالصوت الغاضب، بل باللون الحر».
سيمفونية البحث عن المعنى خارج المعنى
ومن المعروف لمن تابع أو يتابع أعمال الأعظمي، أنها لا تنتمي إلى مدرسة فنية معينة، ولا تتخذ لنفسها مذهباً مألوفاً، هي هواجس إنسان تنثرها على طريقة اللون العشوائي، لكن خلف تلك العشوائية هناك انسجام وتناغم يحدث بمزيج الألوان، فتترك عشوائية اللون «هارموني خلفي» وتجعل حروفها قائد أوركسترا يعزف غاية اللوحة وملامحها الأخيرة.
تقول الرسامة: «من ذاكرة العراق الكبيرة ومن مخطوطاتها وتحفها، علق بذاكرتي الصغيرة تلك النقوش وحاولت ببساطتي وعفويتي أن أعيد نظم تلك المخطوطات العالقة برأسي المثقل بالحنين للعراق، وعادة حين يمتزج الحنين بالذكريات يأتي بإيقاع صاخب هي انفعالات وردود أفعال الحنين والطفولة التي لاتزال تنام على شواطئ دجلة، ولايزال يهزها سعف النخيل.. لم أبحث عن إبهار البصر بدقة الرسومات، لكني اعتمدت على استفزاز الذاكرة من خلال تلك المخطوطات والحروف المتناثرة، لتكون جملة يختصرها حرف، وعلى المتأمل أن يعيد تكوين تلك الحروف ليصل إلى جملة الحنين، وفي معرضي الأخير اخترت بطلا يقدم ملحمة الوطن والحب فكان «درويش»».
وتقول الأعظمي: «إن الحروف التي استقرت في أعمالي كانت مستقرة في نفسي أساساً، فهي حروف مقدسة ألهمتني وحاورتها وسكنت في داخلي، الأمر الذي انعكس على أعمالي بشكل فني جميل».
بين المقعر والدائري والمستطيل والمربع أيقونات بلغة الضاد وثورة درويش: فريال الأعظمي ترسم لوحاتها بقدسية الحرف والكلمة يستفيض محسن الذهبي في توصيفه لأعمال الأعظمي فيقول: «إنها مزجت بين نحت الشكل وتصويره في سلسلة أعمال عبر توظيف المساحات الهندسية الملونة توظيفاً مثيراً لعين المتلقي. وبنزعة تبسيطية للشكل الغنائي في اللون والميتافيزيقية في الفكر المجدد لروح الإبداع على خلفية استنطاق مكامن المقدس وتوظيفه جمالياً، ليكون رمزاً وعلامة مكونة للغة تشكيلية ذات عصرية تجريبية مدهشة».
«إن الفنانة تحاول اكتشاف قوى الإبداع في جوهر الموروث العربي اللغوي وتطويعه، فهي تشتغل على أن للحرف منفرداً صورته الجمالية العينية الظاهرية مقابل صورته المعنوية الباطنية. فالمشخص لا تنحصر صورته في ذاته فقط، ولا بما ينطق ويؤول من معنى، بل هو باطن يضمر روح المعنى. وهكذا نرى أن الاكتفاء بمحاكاة ظاهر الشيء لا يقدم للمشاهد سوى الشكل السطحي، ما إن يقترب حتى تورطه في الغوص بعين المعنى، فهي تؤول الدلالات والمعاني لتجعل من الإفصاح عن روح المعنى مضمراً في عدد الحروف وتقطيعها ككلمات تراكبية لها مدلولات مجتمعة أو منفردة»، على حد تعبير الذهبي.
يختم الناقد قائلاً: «الفن عند «فريال الأعظمي» إذن، فن إغناء لموروث المتراكم المعرفي الذاتي، فن يذهب ليغني التراث العالمي بنفس عربي حقيقي خالص مستمد من تحديث الجذور. فالمدلول الفني لأعمالها هو تبادل الأدوار بين العلاقات التقليدية لفكرة أن الحرف للكتابة فقط، وبين الحداثة في التعبير، إن انفجار الشكل الحروفي على قواعده الملونة ومن مختلف المواد المستخدمة من داخل التكوين الإبداعي، يولد لنا فناً آخر يمتلك روحه الخاصة، فناً لا يجهل ما ينجز من توافق بين الأيديولوجية الجمعية وبين الإبداع الفردي. حيث تقيم الفنانة وتركب مفرداتها الإبداعية بين سكون إبداعي معاصر، لا يخلو من تجريد حداثوي وبين انسجام مع روح الماضي الجمعي الخارج من عباءة المقدّس المطلق إلى رحابة الإبداع الفردي.. فالجمال كما يؤكد «أدورنو»: «في ترابط ووعي، بتشييد ما يحدث بطريقة غير متماسكة وغامضة في الأعمال الفنية»، لكونها تستبدل مفهوم المقدّس ورمزيته وتجعله يومياً وقريباً من الواقع، أي تقربه من روح المتلقي البسيط وتغريه في المساهمة في عالم اكتشاف المتعة الجمالية».
إنني أنزف حنيناً
إليك يا وطن
كتب «لؤي طه» واصفا لقاء الحروف كلماتٍ ولوحات بين شاعرٍ وفنان:
«حزينة خطوة المسافر عن بلاده كخطوة التائه لا يدري أين وجهتها، ومشيتُ يا وطني بالغربةِ تجلدُ عاطفتي وحنيني، تنفست من جذور شوقي ولبستُ اسمكَ وشاحاً وصرخت في شوارع غربتي «إني أنزف حنيناً إليكَ يا وطن» هو كان يجلس على رصيف الغربة يستمع لصوت حنيني...».
ويستطرد «لؤي طه» في ذكر ذات اللقاء: «في مقهى على رصيف الغربة، كنا نجلس في ضيافة الحنين، وفي مساء الولع المبلل بالشجن إلى وطن تتساقط حيطانه وألسنة الموت تأكل أرواح الأحبة. كنا غرباء نتناثر على مقاعد اللهفة نرتشف من وجوه بعضنا ملامح الأمل، وعلى خشب الطاولة المهترئ، مثلما اهترأت ثياب قلوبنا كنا نعبد شوارع العودة. تود لو استطعت البكاء لا لأنك في بيت الغربة حزين، فقط لتغسل وجع الحنين إلى وطنك بالبكاء. بملامح سمراء لم تغير الغربة من نكهة لكنتها العراقية، كانت تحمل علبة ألوانها ولوحة بجسد أبيض لم تمش عليها خطى الريشة. اقتربت منها وتلوت لها حروف الحنين واستفزها الحرف نثرت ألوانها ونثرت بالقرب منها حروفي وامتزج عطر الياسمين مني برائحة النخيل. هو الوطن من جعلنا نلتقي، فكان العمل المشترك لي مع الفنانة العراقية «فريال الأعظمي» في كتاب يضم أروع ما أبدعت من لوحات وحروف مني تغفو قريبة من ألوانها».
ثم يتطرق «الذهبي» لتجربة «الأعظمي» في هذا المجال حيث يقول: «تشتغل الفنانة «الأعظمي» على إيقاع تكويني ضمن مفارقة مقصودة تأخذ حركتها من اتجاه قراءة النص التشكيلي للكتابة العربية، لتؤكد على فاعلية الحركة الكامنة لروح الحرف المنفرد في مسعى لاستغلال الإيقاعات المتشابهة لترتيب التكوين الفني ولخلق صدى أنغام مرئية تتخللها فراغات صامته تتحدث عن روح حكائية مشبعة بالشاعرية، فهي تحافظ على الشكل الواقعي للحرف المقروء ولا تتجاوز واقعيته البنائية وهندسته الشكلية تأكيداً لروحانية الحرف كثيمة لها قدسية في ذاكرة المتلقي وتقرباً من تجسيدها لروح الجملة الشعرية أو الحكائية التي تطرحها».
ويستطرد «الذهبي» بالقول إن الحرف لدى «الأعظمي» هو رمز أيقوني يذهب بعيداً في تأمل فلسفي باطني وأن الحرف لم يعد لغة «تمثيل» بل «تشكيل» تسعى للكشف عن معان من وراء الألوان والتكوينات الحروفية لخلق عوالم ابداعية تتميز بشاعريتها.
«وكلما ضاق بصدري الحنين، رحت أقلب أوراق ذاكرتي وفي كل ورقة أرفع عنها وشاح السنين، أجدك يا وطني على عتبات السطور تغفو، يغطيك شال أخضر وكأنك وجه النخيل تتوسد سعف طفولتي. كأنك يا وطني تمتزج في دمي وأنك الحب الذي يصادر العواطف ويسلبها إرادة النسيان».
ما يفعله الـ«فيسبوك»
العالم الافتراضي بدأ يطرح ثماره في عالمنا الواقعي، فقد بدرت فكرة الكتاب بدرت لدى الأعظمي بعد لقائها بشاعر سوري مقيم في المملكة العربية السعودية وهو الشاعر لؤي طه. التقيا على موقع «فيسبوك». كتابات لؤي النثرية والشعرية التي ملأت صفحته، لفتت انتباه الأعظمي للموهبة «الجيدة» التي يمتلكها وذلك كما أشارت خلال حديثها لفضاءات «الوسط». تقول «حين قرأت كلماته جاءتني فكرة تدوين أعمالي في كتاب كأرشيف يحمل تاريخي. هذه الكلمات التي ترثي الوطن، وحين يكون الكلام عن الوطن تدق أجراس الصمت رهبة أمام هذا النداء العظيم».
وتضيف «من الجميل أن يسعى الإنسان لتدوين وجوده على سطور الزمن. أردت أن أكتب حضوري على هذه الأرض على شكل لوحة».
تصف الأعظمي لقاءها بلؤي بكلمات تشبه جمال اللوحات التي يعرضها الكتاب، تقول «كان يجلس على رصيف الغربة يستمع لصوت حنيني. مثلي، كان يحمل حقيبة سفر مملوءة بالحنين والبكاء ويحمل صورة امرأة تلف رأسها بشال أبيض. سألته من تلك التي تحتضن وجهها بهذا الشغف. بكى كالطفل وقال هي «أمي» سيدتي».
لؤي طه وصف لقاءهما ذاك بإحساس مشابه، إذ قال «في مقهى على رصيف الغربة، كنا نجلس في ضيافة الحنين. وفي مساء الولع المبلل بالشجن إلى وطن تتساقط حيطانه وألسنة الموت تأكل أرواح الأحبة. كنا غرباء نتناثر على مقاعد اللهفة نرتشف من وجوه بعضنا ملامح الأمل، وعلى خشب الطاولة المهترئ، مثلما اهترأت ثياب قلوبنا كنا نعبد شوارع العودة. تود لو استطعت البكاء لا لأنك في بيت الغربة حزين فقط لتغسل وجع الحنين إلى وطنك بالبكاء».
سألتها عمن يكون هذا الشاعر السوري، فردت «هو المغترب عن وطن تأكله النار. من دمشق الياسمين، وأنا المغتربة عن عراق ما انطفأت النار عن نخيله منذ آلاف السنين».
وسألته عنها فقال «بملامح سمراء لم تغير الغربة من نكهة لكنتها العراقية، كانت تحمل علبة ألوانها ولوحة بجسد أبيض لم تمش عليه خطى الريشة».
الأعظمي التي «تنزف حنيناً إلى وطنها»، والتي «تجلد الغربة عاطفتها وحنينها» و«تتنفس من جذور شوقها وتلبس اسم وطنها وشاحاً» وجدت في كلمات لؤي على صفحته في الفيسبوك ما يترجم تلك المشاعر ويتناغم معها ويوجد أرضية مشتركة تجمعهما ومساحة فنية يتقاسماها، هي بألوانها وحروفها وتشكيلاتها، وهو بكلماته وإحساسه المتدفق منها. سألتها فأضافت مؤكدة «حين يكون الوطن قاسماً مشتركاً ما بين المغتربين يتلاقى به اللون مع الحرف ليكون لوحة وقصيدة».