التفاف الشعب وراء قيادته في وجه السلوكيات الخارجة عن الشرع
التصريحات الإيرانية تزعزع الاستقرار وتزيد حالة التوتر
التعاون مع الأجهزة المعنية في حفظ أمن البلاد
عدم الانجرار وراء الطائفية وأن يشد الجميع أزر بعضهم
للجهات الخارجية أطماع وأجندات توسعية


شدد خطباء الجمعة على أن «الوحدة الوطنيّة والتحام الشعب بقيادته وولاة أمره، هما أكبر رهان وضمان لحفظ وطننا وأمننا من أي تهديد داخلي أو خارجي»، مؤكدين أن التدخلات الإيرانية في الشأن البحريني تستهدف نشر الفتن والإرهاب وتقويض الأمن والاستقرار في ربوع البحرين.
ودعوا إلى العمل معاً وبكل قوة للتصدي لمثل هذه التدخلات السافرة في الشأن البحريني، والتي باتت تمارسها إيران بين الفينة والأخرى، وتستهدف تقويض أمن البلاد واستقرار مواطنيها، مؤكدين ضرورة التفاف الشعب البحريني وراء قيادته الرشيدة في وجه مثل هذه الممارسات والسلوكيات الخارجة عن حدود الشرع والدين الحنيف.
وأشاروا إلى أن مثل هذه التصريحات تزعزع الاستقرار وتزيد من حالة التوتر المستمر في منطقة الخليج العربي وتهدد الأمن والسلم الدوليين.
وطالبوا بالتصدي لها، والإعداد لها كي لا تؤثر على بلادنا، والتعاون مع الأجهزة المعنية في حفظ أمن البلاد، وأن يشد الجميع، حكاماً ومحكومين ومواطنين ومقيمين، من أزر بعضهم بعضاً، وعدم الانجرار وراء الطائفية.
مشكلاتنا صنع إيران
أكد خطيب جامع الفاتح الإسلامي فضيلة الشيخ عدنان القطان ضرورة شكر الله سبحانه وتعالى على نِعمه للبحرين، داعيا الله تعالى للبلاد بـ «الأمن والأمان، والاستمرار على شكر هذه النعمة»، داعياً إلى «المحافظة عليها ممن يريدون سلبها منا، خاصة من هؤلاء الذين وصفهم بـ «جهات خارجية لها أطماع وأجندات توسعية».
ورفض القطان في ثنايا خطبته «رفضاً قاطعاً التصريحات الإيرانية العدائية والمستمرة والمتكررة تجاه البحرين أو أي دولة خليجية أو عربية»، مؤكداً «استنكاره الشديد والتام لكل أشكال التدخلات الإيرانية في شؤون البلاد الداخلية».
وقال «سنقف صفاً واحداً خلف حكومتنا الرشيدة بقيادة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس وزرائه سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وولي عهده سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة»، مؤكداً «أن كل مواطن مخلص من المجتمع البحريني سيقف في وجه تلك التدخلات السافرة بالمرصاد لكل من تسول له نفسه المساس بسيادة وأمن بلادنا الحبيبة البحرين وقيادتها الرشيدة وأرضها الغالية وشعبها الوفي».
واعتبر «أن الوحدة الوطنيّة والتحام الشعب بقيادته وولاة أمره، هما أكبر رهان وضمان لحفظ وطننا وأمننا من أي تهديد داخلي أو خارجي»، معلناً تأييده لما أعلنه وزير الداخلية ودعوته لجميع مكونات الشعب للاصطفاف الوطني ضد التدخلات الخارجية في البحرين، والاستنكار على كل من يريد التدخل وزعزعة الأمن وشق الصف في وطننا الغالي البحرين».
وأوضح القطان أن «التصريحات الإيرانية المتكررة والمستفزة تؤكد أن ما تعانيه البحرين من مشكلات داخلية هي من صنع إيران، التي تسعى إلى بث الروح الطائفية في صفوف الشعب كما تفعل في بعض البلدان الإسلامية بهدف تصدير الفوضى إليها»، مطالباً من أسماهم الساسة الإيرانيين بـ «الكف عن هذه التصريحات التي تتنافى وإعلان الأمم المتحدة للعلاقات الودية بين الدول وغيرها من المواثيق الدولية»، ومحذراً «من أن مثل هذه التصريحات تزعزع الاستقرار وتزيد من حالة التوتر المستمر في منطقة الخليج العربي وتهدد الأمن والسلم الدوليين».
وفي ختام خطبته دعا القطان المولى عز وجل بـ «حفظ البحرين، أمنها وأمانها واستقرارها، وحماية شعبها وقادتها المخلصين من كل سوء ومكروه، وأن يزيدهم بفضله تمسكاً واجتماعاً وألفة واتحاداً، وأن يقي الجميع شر الفتن والمحن ما ظهر منها وما بطن».
تصدير الثورة للخارج
ندد خطيب مسجد هشام الريس بمنطقة البحير الشيخ عبدالرحمن البطي بالتدخلات الإيرانية في شؤون دول الخليج العربي، وخاصة في البحرين، والذي ظهر في الأزمة الماضية، ولازال مستمراً إلى يومنا هذا، موضحا أن هذا التدخل «لم يقتصر على التصريحات والأقوال المعادية، بل تجاوز ذلك إلى حد كبير وخطير، بما يخل بأمن البحرين وأهلها؛ وبما يؤثر على اقتصادهم وحياتهم المعيشية».
وذكر أن كل ما تقوم به إيران من ممارسات ناحية البحرين «مخالف لأحكام الشريعة الغراء التي أمرت بحسن الجوار، وبالمحافظة على أمن وأرواح المسلمين وممتلكاتهم ودينهم وأعراضهم، ونهت عن كل ما يمس بذلك وحرمت الوسائل المؤدية إلى ذلك»، متسائلاً «أين هي إيران التي تسمي نفسها إسلامية من تعاليم الإسلام، وأين هي من أحكام الدين القويم».
وتعجب الشيخ البطي من الحجج التي ترفعها طهران للتدخل بدعوى الإصلاح ومناصرة المظلومين في العالم، مشيراً إلى أن «الفساد في بلدها طافح، والظلم الأكبر في بلدها بلغت رائحته أرجاء العالم، وتنفق آلاف الملايين من أجل تصدير الثورة إلى الخارج، والفقر ينخر في قعرها، وحال أهل السنة هناك يرثى له، من الفقر وقلة الموارد والإقصاء من جميع شؤون الحياة».
وحذر من مثل هذه السلوكيات الإيرانية، وضرورة «التصدي لها، والإعداد لها كي لا تؤثر على بلادنا»، داعياً إلى العمل بعدة أمور للرد على مثل هذه التدخلات، منها: «دعاء المولى عز وجل والابتهال إليه بدحرها، والالتفاف حول القيادة الرشيدة، والتعاون مع الأجهزة المعنية في حفظ أمن البلاد، وأن يشد الجميع، حكاماً ومحكومين ومواطنين ومقيمين، من أزر بعضهم بعضاً، وعدم الانجرار وراء الطائفية»، سائلاً المولى عز وجل في ختام خطبته بـ «حفظ الأمن والاستقرار في ربوع المملكة».
وأشار إلى أننا نعمل بعدة أمور هي من الشريعة الإسلامية:
الأول: أن نكثر من دعاء الله جل وعلا المدبر لهذا الكون أن يحفظ البلاد والعباد من كيد الفجار ومن شر طوارق الليل والنهار، فإن الله بيده الأمر كله يصرفه كيف شاء سبحانه.
الثاني: أن نتوب إلى الله من كل ذنب فعلناه وأن نرجع إلى ربنا وأن نحكم شرعه في حياتنا، فإن ذلك سفينة النجاة بإذن الله.
الثالث: أن نلتف حول قيادتنا وحكامنا ونتعاون معهم في حفظ هذا البلد واستقراره ورخائه وتطوره وتقدمه، فدولتنا دولة مسلمة يجب علينا أن نرفع رايتها ونقويها وندافع عنها ونصد العدوان والحملات المغرضة عنها بكل ما نملك من قوة ووسائل؛ حتى نكون معذورين أمام الله بأننا دافعنا عن دولة مسلمة وقيادة مسلمة يراد لها الشر والفساد.
الرابع: يجب علينا أن نتعاون مع رجال الأمن من الشرطة وغيرهم في حفظ أمن البلاد، ولا نقول هذه مسؤوليتهم هم فقط يتحملونها ! وإنما نحن نتعاون معهم، فإذا رأينا المفسدين والمخربين، أو سمعنا عنهم أو علمنا عنهم أمراً مؤكداً وجب علينا أن نبلغ عنهم رجال الأمن للقضاء على الفساد والمفسدين؛ لقول (( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)).
الخامس: يجب علينا في أوقات المحن والشدة أن نتعاون جميعاً حكاماً ومحكومين ومواطنين ومقيمين، وأن نتفق جميعاً على مصالح البلد والمواطن العامة ولا نختلف ونتنازع ونتفرق؛ وإن كان في ذلك فتوات بعض المصالح الشخصية، فإن المصالح العامة للبلاد والعباد تقدم على المصالح الشخصية. فإن هذا الأمر من أهم الأمور التي يريد أعداؤنا إحداثها بين شعب البحرين. التفرقة بينهم لإضعافهم وسهولة السيطرة عليهم.
السادس: يجب في مثل هذه الظروف أن نحذر من الإنجرار وراء الطائفية التي تريد دولة إيران أن توقع مجتمعا فيها لتحقق أغراضها الخبيثة، كما حققتها في العراق، فلنحذر من الانجرار وراء هذا الفخ ، فنحن المسلمون، أهل خلق وعلم، وأهل عدل وإنصاف، وأهل عقل وذكاء، وأهل معايشة وحسن تعامل، وأهل نظام ورقي، وأهل حزم وقوة إذا لزم الأمر، فلا ننجر وراء النعرات الطائفية، ولا الدعوات القومية، ولا الحزبيات الضيقة، وإنما يحكمنا ديننا الحنيف، ويضبطنا إسلامنا القويم العظيم في تعاملنا مع الدول والناس جميعاً.
نشر الفتن والإرهاب
من جانبه، استنكر خطيب جامع أحمد بن خليفة الظهراني الشيخ صلاح بوحسن في خطبته التدخلات الإيرانية في الشأن البحريني وممارساتها التي تستهدف نشر الفتن والإرهاب وتقويض الأمن والاستقرار في ربوع المملكة، لافتاً إلى أن هذه «الممارسات العدائية الحاقدة الإيرانية ضد البحرين منذ قديم الزمان».
وقال إن إيران «تنشئ المعسكرات التي تقوم بتدريب المجموعات الإرهابية التي تعبث بدورها بأمن البحرين من خلال أعمال الإرهاب التي تمارسها بالشوارع والطرقات والتي راح ضحيتها الكثير من الأبرياء، وتقوم كذلك بإيواء المطلوبين قضائياً في قضايا إرهابية أو جنائية»، مؤكداً أن إيران «لا توجد فتنة في مشارق الأرض ومغاربها إلا ولها ضلع فيها كما هو الحال في سوريا والعراق وجنوب لبنان وبورما». وبين «أن مملكة البحرين ودول الخليج العربي مستهدفة دائماً وبشكل مستمر، وذلك لزعزعة أمنها واستقرارها حسداً على ما هم فيه من نعمة الإسلام والألفة بين ولاتهم والرعية وما هي فيه من رغد العيش»، مطالباً في ختام خطبته كل مسلم ومسلمة بـ «أن يلتفوا حول ولاة أمرهم وأن يدافعوا وبكل قوة عن أوطانهم» باعتبار ذلك واجباً شرعياً لابد من القيام به».