كشف تقرير عن دأب طهران على إطلاق التصريحات العدائية ضد البحرين سواء عبر مسؤوليها أو أتباعها بالمنطقة اعتماداً على مبدأ تصدير الثورة منذ عام 1979 بهدف التوسع والهيمنة عن طريق التدخل في شؤون الدول الأخرى، لافتا ًإلى أن 10 ملايين مواطن إيراني يعيشون تحت خط الفقر ونسبة البطالة بإيران تتجاوز 40%. وأوضح التقرير الذي نشرته «بنا» أن وتيرة التصريحات ارتفعت وآخرها تصريح المرشد الإيراني علي خامنئي والتي يعلن فيها صراحة عن دعم بلاده لمحاولات بث الفوضى بالبحرين والمنطقة وأنها ستواصل النهج العدائي بالمستقبل، مشيراً إلى أن إيران دأبت على تصدير عقيدة سياسية حسب المفهوم الإيراني من خلال البوابة الدينية، إضافة لمد النفوذ في دول الخليج والمنطقة العربية عبر خطة طويلة الأمد، وانتهاءً بالتدخل لعرقلة جهود الحوار الوطني البحريني في محطات عديدة، إلي جانب تصدير مشاكلها الداخلية للخارج عبر اختلاق أزمات في دول أخرى.
42 موقفاً وتصريحاً
وذكر التقرير أن عدد التصريحات والمواقف التي صدرت عن طهران عن جهات رسمية، تعبر عن الروح المعادية للبحرين بلغ خلال عامي 2011 و2012، 42 موقفاً وتصريحاً صدرت عن جميع المسؤولين بدءاً من المرشد الأعلى لإيران وصولاً إلى الرئيس السابق أحمدي نجاد فمجلس الشورى ووزارة الخارجية -وذلك وفقاً لدراسة علمية-، وارتفعت خلال العامين الأخيرين لأضعاف الرقم، بينما حركت آلتها الإعلامية للهجوم على البحرين ومحاولة اختلاق مشاكل داخلية بها وزعزعة أمنها واستقرارها وبذر بذور الطائفية بين أبنائها، ولكن بحمد الله صمدت البحرين أمام هذه الحملة الشرسة بفضل تماسك شعبها الأبي والتفافه حول قيادته، وإلى جانب أن مثل هذه التصريحات تعد تدخلاً سافراً في شؤون البحرين الداخلية فإنها أيضاً اتسمت بالكذب الواضح مما يؤكد سوء النية من وراء هذه التصريحات، واستدعى ذلك رد وزارة الخارجية بقوة على مثل هذه التخرصات المتكررة، واعتمدت وزارة الخارجية في ردها على الحجج القانونية والمنطقية التالية: التصريحات الإيرانية تعد تدخلاً في الشؤون الداخلية للبحرين، وأنها تندرج تحت التحريض السياسي والديني، وأنها صادرة عن جهة رسمية وبالتالي فهي تصرف غير مسؤول في إطار العلاقات الإقليمية والدولية ويتناقض تماماً مع مبادئ الأمم المتحدة والقانون الدولي ومنظمة التعاون الإسلامي، التي تؤكد على احترام سيادة الدول واستقلالها، وخطورة مثل هذه التصريحات المتكررة وغير اللائقة والتحريض السياسي والديني والإعلامي المستمر، على الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي، وهذه السياسات العدوانية تبتعد عن مسار علاقات حسن الجوار مع دول المنطقة، ودعوة طهران للاهتمام بمصالح شعبها الصديق المسلم الذي يعاني من انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان وحرية التعبير.
مبادئ حسن الجوار
وأشار التقرير إلى أن وزارة الخارجية كررت في أكثر من مرة دعوتها لإيران الالتزام بمبادئ حسن الجوار والاحترام للسيادة الوطنية للبحرين، والكف فوراً عن التدخل في شؤونها الداخلية، وتوجيه الاتهامات الكاذبة والباطلة التي لا أساس لها، والتي تصدر عن جهات رسمية ومسؤولة، ولكن إيران واصلت هذا النهج الذي يضر بأمن المنطقة واستقرارها، وأن أهداف إيران من وراء التصريحات واضحة جلية ويمكن رصد أهم الأهداف فيما يلي: أولاً- تعتمد مبدأ تصدير الثورة منذ عام 1979 بهدف التوسع والهيمنة عن طريق التدخل في شؤون الدول الأخرى، وكانت البحرين هدفاً مباشراً للمخططات والمؤامرات الإيرانية، بدءاً من السعي لتصدير عقيدة سياسية حسب المفهوم الإيراني من خلال البوابة الدينية، لمد النفوذ في دول الخليج والمنطقة العربية عبر خطة طويلة الأمد، وانتهاءً بالتدخل لعرقلة جهود الحوار الوطني البحريني في محطات عديدة، ثانياً- إنها تسعى إلى تصدير مشاكلها الداخلية إلى الخارج عبر اختلاق أزمات في دول أخرى، خاصة بعدما تعددت أشكال التدخلات الإيرانية في المملكة دبلوماسياً وإعلامياً ومالياً، معتمدة لعبة توزيع الأدوار بين المؤسسة الرسمية الحاكمة في إيران وشخصيات ومؤسسات غير رسمية إيرانية تعد جزءاً لا يتجزأ من النظام، حيث عمدت الجهات الأخيرة على تكرار تأكيدات مفادها أن البحرين جزء من إيران ويجب استعادتها، فيما تنفي الجهات الرسمية لاحقاً أن تكون تلك التصريحات معبرة عن موقف طهران الرسمي، وأصبح الغطاء السياسي والإعلامي أبرز أوجه التدخل الإيراني المكشوف في شؤون البحرين الداخلية بشكل يصعب إخفاؤه أو التستر عليه.
سياسات طهران الخاطئة
ونوه التقرير إلى أنه كان على إيران بدلاً من التدخل في شؤون البحرين وباقي دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الالتفات إلى نفسها ومحاولة الإصلاح الداخلي، فرغم كونها تمتلك 12% من الاحتياطي العالمي المؤكد من النفط الخام، ونحو النسبة من احتياطي الغاز الطبيعي، فإنه نتيجة لسياساتها الخاطئة، عانى الاقتصاد الإيراني من خلل كبير أسهم في تفاقم معدل التضخم، إذ يعاني الاقتصاد من نسبة تضخم مرتفعة، وحسب تقديرات البنك المركزي الإيراني بلغ التضخم في نوفمبر 2013 أكثر من 40% بل إنه يصل أحياناً إلى معدلات أكبر فقد وصل إلى 69% في عهد أحمدي نجاد وفق إحصاءات رسمية إيرانية، وأجبرها ذلك على تبني إجراء سياسات اقتصادية انكماشية لاحتواء التضخم، مما أدخلها في حالة من الركود، وكل ذلك أثر على النمو الاقتصادي حيث توقع صندوق النقد الدولي انكماش الاقتصاد الإيراني بنسبة 1.5% هذا العام، وهذا الأداء الاقتصادي المتردي أدى لارتفاع نسبة البطالة وبلغت بين الشباب 26% وتبلغ 40% بين الخريجين الجامعيين، وارتفع معدل الفقر فمن بين سكان إيران البالغ عددهم قرابة الـ75 مليون نسمة هناك عشرة ملايين يعيشون تحت خط الفقر المطلق بينما هناك 30 مليوناً يعيشون دون خط الفقر النسبي أغلبهم من السنة الذين يعيشون في إيران كمواطنين من الدرجة الثانية وذلك وفقاً لإحصاءات رسمية إيرانية.
دولة فاشلة
وأكد التقرير أن ما سبق جعل إيران نموذجاً للدولة الفاشلة، فكيف تريد دولة فاشلة أن توجه اللوم لمملكة نجحت رغم قلة مواردها في رفع الناتج القومي لمواطنيها ليكون أعلى من معظم الدول الأوروبية بمعدل فاق 28 ألف دولار أمريكي وفقاً لإحصاءات البنك الدولي، وبينما إيران تغرق في الفشل فإن البحرين اختيرت كنموذج للحكم الرشيد، كما إن البحرين لم تواجه التدخلات الإيرانية بالمثل إيماناً منها بأنه لا يصح إلا الصحيح، واستمراراً للنهج الراسخ في السياسة الخارجية للمملكة الذي يقوم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، بل قامت الدبلوماسية البحرينية بفضح هذه التدخلات والمؤامرات الإيرانية المستمرة أمام المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة، وهنا نؤكد على أهمية دور الأمم المتحدة في القيام بردع إيران عن مثل هذه السلوكيات غير المسؤولة والتي تؤثر على الإقليم كله وتؤدي إلى مزيد من التوترات التي لا يحمد عقباها، ونسيت إيران أن الشعب البحريني كله رفض الانضمام لها عام 1971 باستفتاء شعبي تحت إشراف الأمم المتحدة، وأعلن الولاء لآل خليفة الكرام وظل الشعب يجدد ولاءه وبيعته لقيادته والتي ظهرت في أعلى صورها في التصويت على ميثاق العمل الوطني في 2001، وفي تجمع الفاتح والالتفاف الشعبي حول قيادته لوأد الفتنة عام 2011، ورسائل الولاء والبيعة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ثم مؤخراً المشاركة المكثفة في الانتخابات النيابية والبلدية في يوم خلده التاريخ في احتفالية شعبية عنوانها حب الوطن والولاء لقيادته، ويبدو أن المشاركة المكثفة في الانتخابات جعلت إيران وأتباعها يهزون، فقد كانوا يعولون على تصفير الانتخابات فخرجوا صفر اليدين، مما جعلها مرة تشكك عبر وسائل إعلامها وعبر أتباعها في نسبة التصويت رغم الشفافية المشهود لها في الانتخابات، ومرة تحاول اختلاق مشاكل طائفية، وإن على إيران الاتعاظ من دروس التاريخ، لأنها ترتكب حماقة كبرى إذا ظنت أن المملكة بلا أنياب، فالبحرين العربية بشعبها الأبي الوفي ستظل قوية عزيزة إلى أبد الآباد، شاء من شاء وأبى من أبى، وستتحطم مؤامرات المتآمرين على صخرة الوحدة الوطنية والولاء للقيادة التي لم تكن يوماً إلا شديدة الالتصاق بالشعب وبادلته حباً بحب وإخلاصاً بإخلاص وها هي البحرين خرجت من أزمتها أقوى مما كانت وستظل قوية عزيزة على مر الأزمان.