أكد مستشار الحفاظ على التراث بهيئة البحرين للثقافة والآثار د.علاء الحبشي أن الهيئة تعمل على دعم عمليات حفظ وتوثيق التراث الإنساني عبر عدد من المشروعات الضخمة للتنقيب والترميم بالمناطق القديمة والأثرية، لافتاً إلى أن الهيئة تضع على سلم أولوياتها الكشف عن الطبقات التاريخية التي مرت على المباني التاريخية والقديمة، ومن ثم دراستها وتقييمها وعرض الملائم منها للجمهور بهدف إحياء ذاكرة المكان واستعادة التراث التاريخي فيها.
وقال د.الحبشي إن المشاريع التي تقوم على تنفيذها هيئة الثقافة حالياً على طول مسار طريق اللؤلؤ المدرج على قائمة التراث العالمي تهدف لاسترجاع القيم الحضارية والتاريخية داخل مدينة المحرق، من خلال اتباع مجموعة إجراءات عملية دقيقة توافق تلك التي تعمل من خلالها دول العالم والمنظمات المعنية بالتراث.
وأوضح أن سوق القيصرية الواقع ضمن مسار اللؤلؤ شهد عمليات تنقيب للكشف عن العناصر الأثرية الغنية، لافتاً إلى أنه تم اكتشاف مجموعة من المدابس ذات القيمة التاريخية والحضارية، وقد تم عرض جزء منها بشكل يليق بقيمتها ويعزز التجربة التاريخية داخل السوق.
وعند سؤاله حول مصير بقية المدابس المكتشفة، أكد د.الحبشي أن اختيار ما يعرض منها كان بناء على معايير دقيقة هدفها حفظ العناصر على مدى سنوات للأجيال قادمة.
وأشار إلى أن أهم المعايير هو الحالة التي وجدت عليها وتأثير عرض المدابس على عملية تشغيل المباني ضمن خطة المشروع التنموي في السوق الواقع على طريق اللؤلؤ.
وأردف أن الأجزاء الأخرى التي لم تعرض، أعيد دفنها بمواصفات عالمية تحافظ عليها، بعد عملية توثيقها بشكل دقيق.
وفيما يتعلق بعمليات الترميم للمباني التاريخية، قال د.الحبشي إن عملية العرض النهائي للمباني بعد ترميمها تتأثر بشكل مباشر بالعناصر التراثية والتاريخية التي توجد فيها.وبين أن هيئة الثقافة حرصت على إظهار الأساسات القديمة لبيت الغوص الذي يعد من أهم بيوت طريق اللؤلؤ بعد عملية اكتشافها من خلال التنقيب.
ولفت إلى أن إدارة الآثار والتراث الوطني بالهيئة تقسّم عملية ترميم البيوت التاريخية لمرحلتين، الأولى المرحلة الكشفية التي من ضمنها عملية التنقيب الأثري، إضافة لتقييم حالة المبنى ومعرفة مواد بنائه، والثانية مرحلة التنفيذ والترميم.
وذكر أن هيئة البحرين للثقافة والآثار عملت على الكشف عن الطبقات التاريخية بمدينة المحرق خلال عملها على مسار اللؤلؤ.وقال إنه لابد من معرفة الطبقات على طول المسار، والتي أكدت عليها الخرائط التاريخية القديمة أنها تنتمي إلى حقب هامة.
وأفاد أن الهيئة عملت على التنقيب بالمدينة في مناطق معينة للتعرف على الحقب التاريخية فيها، وأثبتت العمليات أن منطقة السوق تعود لحقب إسلامية مبكرة.
وأضاف أن الهيئة وضعت إجراءات حماية على المناطق بحيث يمنع تنفيذ أي عمليات بناء أو هدم إلا بعد التزام ملاك العقارات بعمل تنقيبات تحت إشراف الهيئة للتأكد من وجود عناصر تاريخية من عدمه في باطن الأرض يلزم الحفاظ عليها في مكانها أو عرضها أو نقلها حسب أهميتها.