أكدت عدد من الدراسات الاجتماعية الحديثة أن مسؤولية تنظيم الأسرة تقع على عاتق الزوجين معاً، وليس على كاهل الزوجة وحدها”، موضحة أن “مسؤولية الزوج تجاه تنظيم الأسرة أكبر من تلك التي تتحملها الزوجة”. وأشارت الدراسات إلى أنه “يجب تمكين الرجل من مفهوم الصحة الإنجابية كما المرأة تماماً، ويجب أن يعمل على الاتفاق مع شريكته الزوجة في التفاهم واستشارة طبيب للوقوف على أنسب الوسائل اللازمة لتحقيق الهدف لكلا الزوجين”. وعلى جانب آخر، أوضح الخبراء أن “الاهتمام الواضح والتفاعل الإيجابي ببرامج الصحة العامة وتنظيم الأسرة وخدماتها المختلفة والذي بدأ يتنامى ويتزايد يوماً بعد يوم من قبل الرجال أنفسهم باعتبارهم شركاء أساسيين في هذه المسالة الهامة، قد جاء انعكاساً طبيعياً لتزايد الوعي العام عموماً ووعي الرجال على وجه الخصوص بأهمية وفوائد وإيجابيات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة على صحة الأم والطفل وعلى الأسرة والمجتمع ككل، حيث تشير البيانات المتوفرة حالياً إلى أن عدد الرجال الذين من المرجح أن يوافقوا على استخدام وسائل تنظيم الأسرة أكبر مما تظن النساء، وأن 90% من الرجال في 36 من البلدان التي شملها المسح ومجموعها 46 بلداً لديهم معرفة بشأن واحدة أو أكثر من الوسائل التقليدية والحديثة لتنظيم الأسرة”. وأوضح الخبراء أنه “تأكيداً على أهمية وإيجابية دور الرجال في دعم برامج الصحة الإنجابية وخدماتها المختلفة فقد اختار صندوق الأمم المتحدة للسكان الموضوع الأساسي والرئيس والعالمي للسكان “الرجال شركاء في الصحة الإنجابية”، وقد تمثلت الرسالة في أن الرجال شركاء وعناصر تغيير، يدعمون حقوق الإنسان والأمومة المأمونة، في حين أشار برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية في إحدى فقراته إلى أن إحداث تغييرات في معارف ومواقف وسلوك كل من الرجال والنساء شرط ضروري لتحقيق المشاركة القائمة على الوئام بين الرجل والمرأة، وأن الرجل يضطلع بدور رئيس في تحقيق المساواة، لأنه في معظم المجتمعات ـ يمارس سلطة راجحة في جميع جوانب الحياة تقريباً، ابتداءً من اتخاذ القرارات الشخصية بشأن حجم أسرته وانتهاء بالقرارات التي تتخذ على جميع مستويات الحكومة فيما يتعلق بالسياسات العامة والقرارات البرنامجية، لذلك من اللازم تحسين الاتصال بين الرجل والمرأة فيما يتعلق بقضايا الحياة الجنسية والصحة الإنجابية، وتحسين فهم كل منهما للمسؤوليات المشتركة بينهما، حتى يصبح الرجل والمرأة شريكين متكافئين في الحياة العامة والخاصة”. وحول أبرز الطرق المناسبة للرجال في تنظيم الأسرة، أشار عدد من الأطباء إلى طريقة قطع الحبل المنوي، حيث يتم قطع وربط القناتين الدافقتين التي تنتقل خلالهما الحيوانات المنوية من الخصيتين إلى السائل المنوي، وبالتالي لا يحتوى السائل المنوي على حيوانات منوية وبذلك لا يحدث حمل نهائياً، فالسائل المنوي أثناء عملية القذف لا يحتوي على حيوانات منوية”، مضيفين أن “عملية قطع الحبل المنوي ذات فاعلية عالية جداً في منع الحمل حيث إنها وسيلة فعالة وأكيدة، ووسيلة دائمة لمنع الحمل نهائياً، وليس لها أي تأثير على أجهزة الجسم المختلفة، ولا تؤثر على الاتصال الجنسي أو تسبب أي مشاكل به، وأقل خطورة جراحياً مقارنة بعملية تعقيم المرأة.