(أرقام): يحاول سوق الاستثمار المباشر في الشرق الأوسط، أن يضع أيام الجموح وراء ظهره مستقطباً مستثمرين دوليين كباراً وذلك للمرة الأولى منذ أن تكبد المستثمرون خسائر فادحة حينما ضربت الأزمة المالية العالمية المنطقة، وذلك وفقاً لصحيفة «الجزيرة».
وتحجم شركات خليجية كثيرة أيضاً عن السماح لمستثمرين خارجيين بسيطرة كبيرة عليها ولاتزال قيمة الصفقات التي تم استكمالها متواضعة، وعلى الرغم من ذلك فإن الاهتمام بالقيام باستثمارات مباشرة في الشركات يتزايد عن الاستثمار في أسواق الأسهم في المنطقة.
وبلغ إجمالي قيمة صناديق الاستثمار المباشر التي أعلن عنها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منذ بداية عام 2014 إلى 1.975 مليار دولار ارتفاعاً من 1.23 مليار دولار في عام 2013 بأكمله بحسب بيانات من زاوية وهي إحدى وحدات «تومسون رويترز».
وتغطي بيانات زاوية الصناديق التي تستثمر ما يزيد عن 50% من أصولها في المنطقة ولديها مكاتب تمثيل هناك ولذا فإن أنشطة معظم كبار المستثمرين الدوليين تأتي في مقدمة تلك الأرقام.
وعلى الرغم من ثروات الأفراد الكبيرة وصناديق الثروة السيادية الضخمة، فإن الاستثمار المباشر في الخليج لايزال يخطو خطواته الأولى مشكلاً جزءاً ضئيلاً من سوق عالمية قوامها 3.5 تريليون دولار.
وحتى الآن، فإن أنشطة الاستثمار المباشر لاتزال دون المستويات التي وصلت إليها خلال ازدهار ما قبل الأزمة العالمية التي اندلعت منذ 6 أعوام . لكن كثيراً من تلك الصناديق مني بفشل ذريع ويرجع ذلك بشكل كبير إلى انهيار سوق العقارات وهبوط أسواق الأسهم وهو ما قوض الثقة في قطاع الاستثمار المباشر في المنطقة لبعض الوقت.
وقال رئيس شركة المحاماة «جيبسون دانز ميدل إيست» لأنشطة الاستثمار المباشر بول هارتر: «قبل وأثناء الأزمة المالية.. شهدنا فوضى عارمة في صناعة الاستثمار المباشر في هذا الجزء من العالم الذي قام الآن بترشيد نفسه». وتواصل عائلات خليجية كثيرة استثمار ثرواتها لكن شركات الاستثمار المباشر النشطة على النمط الغربي انخفضت إلى بضع شركات.
وتستغل تلك الشركات المتبقية تحسن الثقة في الاقتصاد الكلي للانتقال إلى مرحلة جديدة في إبرام الصفقات حيث تبيع الأصول التي في حوزتها منذ فترة طويلة وتستخدم حصيلة البيع في استثمارات جديدة.
وعلى الرغم من زيادة حجم الأموال التي يتم جمعها فإن الاستثمارات لاتزال تستكمل ببطء نسبياً، فمنذ 2014 تم استكمال 38 صفقة بقيمة 428 مليون دولار.
وهذا مقارنة بنحو 71 صفقة العام الماضي بقيمة 1.01 مليار دولار و101 صفقة في عام 2012 بقيمة 917 مليون دولار بحسب بيانات زاوية.
وفي العام الحالي استحوذت «واربرج بينكاس» على حصة الأغلبية في ميركاتور ومقرها دبي وهي شركة تكنولوجيا الطيران التابعة لمجموعة دبي، بينما تحالفت «بلاكستون جروب» مع صندوق الثروة السيادية «ممتلكات» وشركة فجر كابيتال في شراء حصة في مجموعة جيمس التعليمية.
وقال الرئيس التنفيذي لـ«جلف كابيتال» ومقرها الإمارات العربية المتحدة كريم الصلح: «نمو القطاع غير النفطي والنمو السكاني السريع والإنفاق الحكومي في معظم الدول الخليجية جعل من المنطقة وجهة جذابة جدا للمستثمرين الدوليين في الاستثمارات المباشرة».