واصلت جماعة الحوثي القتال في أجزاء مختلفة من اليمن أمس (الاثنين) على الرغم من إعلان التحالف الذي تقوده السعودية وقف إطلاق النار، واعترفت وسائل إعلام تابعة للحركة المتحالفة مع إيران بأن قواتها قصفت أهدافاً داخل المملكة.
ويطال العنف من أمد صراع بدأ قبل أربعة أشهر ويرجع إلى توترات سياسية انتشرت في أنحاء اليمن العام الماضي، حين سيطر الحوثيون على صنعاء، مما دفع الرئيس عبد ربه منصور هادي للانتقال إلى عدن.
وكان التحالف العربي الذي يحارب الحوثيين قد أعلن هدنة مدتها خمسة أيام اعتباراً من الأحد حتى يتسنى إدخال مساعدات طارئة وسط نقص حاد في الوقود والأغذية والأدوية.
لكن قناة «العربية» تحدثت عن قصف الحوثيين لمنطقة الطوال على الجانب السعودي من الحدود بعد ساعات من الموعد المقرر لبدء الهدنة، وقالت إن القوات السعودية ردت على ذلك.
وقال مسؤول كبير من الحوثيين إن الأمم المتحدة لم تخطر الجماعة رسمياً بوقف إطلاق النار.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التي يسيطر عليها الحوثيون في رسالة نصية أرسلتها للمشتركين إن قوات الحركة والقوات المتحالفة معها الموالية للرئيس السابق على عبدالله صالح هاجمت منطقتي الخوجرة والمعزاب في محافظة جازان المطلة على البحر الأحمر بالصواريخ والقذائف.
وأسفرت الحرب عن مقتل اكثر من 3500 شخص، وتقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن عدد القتلى يشمل 365 طفلاً.
وشهدت صنعاء التي استهدفت بضربات جوية كل ليلة تقريباً ليلة هادئة.
وفي منطقة تعرضت لقصف كثيف بصنعاء قالت طفلة في التاسعة من عمرها ارتدت فستاناً وردياً وكانت تمسك بيد والدها «اليوم خرجت وسرت إلى المتجر لشراء الشوكولاتة بلا خوف.. نريد أن تتوقف هذه الحرب وأن نعود إلى مدرستنا».
وقال جميل (40 عاماً) الذي يملك ورشة لصيانة السيارات في منطقة النهدين في صنعاء إن هدنة مدتها خمسة أيام «لا تغير شيئاً.. لكننا تمكنا نحن وأطفالنا من النوم في ظل توقف الضربات الجوية الليلة الماضية للمرة الأولى منذ فترة طويلة».
لكن العنف استمر في أجزاء أخرى من البلاد.
وفي عدن ثاني اكبر مدن البلاد قال سكان إن المقاتلين الحوثيين أطلقوا صواريخ على منطقتي المنصورة والشيخ عثمان بدءاً من بعد منتصف الليل بقليل وإن هذا استمر إلى ما بعد الفجر.
وقال موقع «سبأ نت» الإلكتروني الموالي للرئيس اليمني هادي إن المقاتلين الحوثيين قصفوا تجمعات سكنية في مدينة الضالع على بعد نحو 170 كيلومتراً شمالي عدن.
وقالت قناة الإخبارية السعودية الرسمية إن المقاتلين الحوثيين شنوا هجمات في محافظة مأرب بوسط البلاد وفي مدينة تعز بوسط اليمن.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون جميع الأطراف إلى تعليق العمليات العسكرية خلال الهدنة وعدم استغلالها لنقل أسلحة أو السيطرة على أراضٍ.
وقبل تصريح بان بقليل قال محمد علي الحوثي رئيس ما يعرف باللجان الثورية العليا التابعة للحوثيين «لم يصل أي خطاب رسمي من الأمم المتحدة بشأن الهدنة». وأضاف «ليس هناك موقف لا سلباً ولا إيجاباً حتى تتم المخاطبة الرسمية من قبل الأمم المتحدة بهذا الخصوص».