دعا صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، إلى «توحيد الجهود الخليجية لصد أي محاولات تسعى لإدخالنا في دوامة الحروب والصراعات الداخلية، وتشتيت أفكارنا عن التنمية»، معرباً عن ثقته أن «قادة دول الخليج لديهم نظرة شمولية لما يحدث من حولنا، ولن يؤثر أي مخطط على عملهم وسعيهم لخدمة شعوبهم وأوطانهم».
وأكد سموه لدى لقائه جموعاً من المواطنين، يتقدمهم مجموعة من رجال الدين ورجال وسيدات الأعمال والكتاب والصحافيين والمثقفين، أن «الإرهاب لن يزيدنا إلا قوة وصلابة، ولن يؤثر في عزيمة أبناء البحرين وسعيهم لاستكمال تنمية وطنهم وازدهاره»، لافتاً إلى أن التاريخ أثبت أن إرادة الشعوب ورغبتها في التقدم والنماء أقوى من إرهاب غاشم يسترخص حق الناس في الحياة.
وقال سموه إن مواقف شعب البحرين معروفة لدى مختلف الدول المجاورة والكبرى، إذ سطر هذا الشعب أروع الأمثلة التي أفشلت وصدت مختلف التدخلات الخارجية، وشكلت سابقاً ومازالت أهم رادع لكل من يحاول أن يسيء للبلاد، أو يهدف لزعزعة الأمن والاستقرار، مجدداً التأكيد على الرفض التام لكافة التدخلات الخارجية.
وعبر سموه عن أسفه الشديد لاستشهاد اثنين من رجال الأمن وإصابة عدد منهم في تفجير إرهابي وقع في منطقة سترة صباح أمس، مؤكداً أن يد القانون ستطال كل من تسول له نفسه أن يرتكب مثل هذه الأعمال الإرهابية، أو يهدف لتدمير ما حققته البحرين من مكتسبات ومنجزات.
ورحب سموه بالمواطنين، وقال «إن هذه الزيارات بيننا وبينكم تزيد من تقاربنا وتلاحمنا، وأبوابي مفتوحة للجميع، وأنا قريب لكم ومنكم، ومجلسي مفتوح لسماع رأيكم وملاحظاتكم وكل ما يهمكم ويصب في مصلحة شعبنا ووطننا». وأضاف سموه «أولوياتنا كانت ومازالت هي خدمة شعبنا ووطننا، وما يحدث من حولنا سواء بالتدخل في شؤوننا بتصريحات غير مسؤولة تهدف لإثارة الفتن أو محاولة التأثير على أمننا واستقرارنا بأعمال إرهابية، لن يثنينا عن أداء واجبنا وتنفيذ برامجنا وخططنا التنموية».
وأوضح سموه أن البحرين واجهت العديد من الأزمات والتحديات استهدفت أمنها واستقرارها وسيادتها، مستدركاً «لكنها خرجت منها وهي أكثر قوة وعزة، واستطاعت أن تحقق لشعبها إنجازات متقدمة ومتطورة في العديد من المجالات شهد بها العالم».
وأشاد سموه بمواقف رجال الصحافة والإعلام في الدفاع عن وطنهم، والتعبير بكل صدق عن حرصهم الشديد على تنمية بلدهم، لافتاً إلى أن كلام الكتاب البحرينيين يخرج من القلب ويصل بكل رحابة إلى الحكومة، لشدة حرصهم على تطوير البحرين واستتباب الأمن والاستقرار.
وأضاف سموه أن ما يعبر عنه الكتاب والصحافيين في البحرين في مجمل القضايا، يتضمن مواقف وتحليلات أفضل بكثير مما يدور في بعض الصحف العالمية الكبرى التي تنفذ أجندة خاصة وتدعم سياسات هدفها نشر الفتن وزعزعة الأوطان.
وفي الشأن الخليجي، أكد سمو رئيس الوزراء أن «بعض السياسات الخارجية تسعى لإشغال دول الخليج العربية عن مسيرة التنمية والنماء التي تحظى بها، عبر إثارة القلاقل والفتن الداخلية، نسأل الله أن يبعدنا عنها».
وأعرب سموه عن ثقته «أن قادة دول الخليج لديهم نظرة شمولية لما يحدث من حولنا، ولن يؤثر أي مخطط على عملهم وسعيهم لخدمة شعوبهم وأوطانهم»، داعياً إلى «مزيد من التوحد في الكلمة والجهود لصد أي محاولات تسعى لإدخالنا في دوامة الحروب والصراعات الداخلية، وتشتيت أفكارنا عن التنمية».
واستعرض سموه مع المواطنين مجمل الأوضاع الراهنة على الساحتين المحلية والدولية.
من جانبهم أعرب المواطنون عن شكرهم وتقديرهم لسمو رئيس الوزراء على مواقفه الداعمة لكافة أبناء البحرين، ورحابته في تقبل أي نقد أو ملاحظة تهدف لتصحيح أي وضع يخدم المواطنين، مجددين البيعة والولاء للقيادة الحكيمة والوطن.
وأكد المواطنون موقفهم الثابت والرافض للمحاولات الإيرانية في الإساءة للبحرين بتدخلاتها الخارجية وإثارة الفتن بمختلف الأشكال، لافتين إلى أنهم سيتصدون في مختلف الأوقات والمحافل لمن يريد التدخل في شؤون البحرين الداخلية، أو يزعزع أمن واستقرار البلاد بأي نوع من الأعمال الإرهابية.
وأشادوا بمجلس سمو رئيس الوزراء، وما عرف عنه من تنوع ونقاش فكري يصب دائماً في مصلحة المواطنين وحل مشكلاتهم، وقالوا «إننا نستمد قوتنا من مجلس سموه، ونتواصل مع سموه منذ سنوات كثيرة، وتعلمنا واستفدنا كثيراً من هذا المجلس الذي يشهد له الكثيرون من أبناء دول الخليج».
وأضاف المواطنون «إننا نعتبر أنفسنا من خريجي هذا المجلس العامر، ونعتبره بمثابة مجالس العلم والثقافة القديمة التي كانت توحد الآراء، ويتبادل فيها الناس النقاش حول أوضاعهم ويستمع فيها المسؤولون لكل ما يهم أوطانهم». وألقى الشاعر محمد حسن كمال الدين قصيدة أمام سمو رئيس الوزراء.