كتب - حذيفة إبراهيم:
ربط برلمانيون وسياسيون التفجيرات الإرهابية التي استهدفت رجال الأمن في سترة أمس بالتصريحات الإيرانية الأخيرة ضد البحرين، مشيرين إلى أن ما يؤكد وقوف طهران خلف تلك العملية هو نوعية المتفجرات المستخدمة فيها.
وأضافوا لـ»الوطن» أن مثل تلك التصريحات والعمليات، تأتي بعد خسارة إيران في اليمن، وتحجيم عاصفة الحزم لها، مشيرين إلى أن التصريحات بدأت تخرج من علية القوم في إيران وليس من مسؤولين صغار.
ودعوا إلى تطبيق القانون على الإرهابيين، وقطع العلاقات مع إيران، ورفع شكوى لمجلس الأمن ودول مجلس التعاون لاتخاذ الإجراءات والمواقف اللازمة ضد إيران.
قال المحلل السياسي محمود جناحي إن هناك توافقاً وازدياداً في العمليات الإرهابية في البحرين مع زيادة التصريحات الإيرانية المعادية للمملكة، والتي تمس سيادتها واستقلالها.
وأضاف أن إيران بعد عاصفة الحزم وإعادة الأمل لم تعد كالسابق، إذ بدأت تفقد توازنها تماماً، بعدما تعود عبر 30 عاماً الماضية، ألا يكون هناك أي رد فعل عربي خليجي باستثناء الأقوال، أما عاصفة الحزم فقد شهدت أفعالاً حجمت إيران برمتها.
وبين أتباع إيران في البحرين زادوا من عملياتهم الإرهابية في الداخل، وذلك كون إيران تخاف من تكرار ما حدث في اليمن من فشل بسبب عاصفة الحزم في دول أخرى.
وتابع «إيران أصبحت تترجم مخاوفها من فشل مشروعها الاستعماري التخريبي في المنطقة، بزيادة وتيرة التصريحات الاستفزازية، ولو لاحظنا فإنه طوال السنوات الماضية كانت تصدر تلك التصريحات من شخصيات شبه مهمة، إلا أن التصريحات الحالية صدرت من قمة النظام الإيراني، وهذا مؤشر يؤكد أن إيران بدأت تفقد الرشد».
وأضاف «إيران اختارت العمل العدواني الاستفزازي في المنطقة، بدلاً من تكوين علاقات طبيعية مع الدول، وهو ما يعني دخولنا في مرحلة جديدة، أثبتت فيها السعودية استطاعتها زلزلة أحلام إيران».
وأشار جناحي إلى أن التناقض بين تصريحات وزير الخارجية الإيراني لاريجاني وتصريحات مرشدهم، هو بسبب اعتبارهم لأنفسهم أنهم من الدول العظمى، إذ تصدر تصريحات قوية ثم تلعب على ورقة المخدر من خلال “تصريف الحال” والمجال الدبلوماسي.
وقال إن الأحلام الإيرانية موجودة منذ آلاف السنين، وموقعها لم يتغير أيضاً، إلا أن النظام الجديد تميز بكونه وضع الغطاء الديني فوق تلك الأحلام.
وحول الحلول أكد جناحي ألا حل إلا بوجود كتلة عربية خليجية، موازية للكتلة الإيرانية، وهو ما يعني الدخول في الاتحاد الخليجي بأي صفة كانت، وبأي عدد من الدول.
وأشار إلى أنه وبعد الاتفاق النووي مع إيران، لا يمكن استنباط الرؤية الأمريكية، فهي كما باعت العراق يمكن أن تبيع دول الخليج لإيران، مشدداً على ضرورة عدم الاعتماد على العلاقات بالدول الأخرى، وأن يكون اعتمادنا الأكبر على الوحدة الخليجية.
وفيما يختص بخطوات البحرين، أشار إلى ضرورة سحب السفير البحريني بشكل نهائي من إيران، فالأخيرة سحبت سفيرها منذ العام 2011 بحجة الظلم على الشعب في البحرين، وهو استفزاز يجب أن يتم مقابلته بتصعيد دبلوماسي.
وقال النائب جمال داوود إن سياسة التفريط في الوطن مرفوضة رفضاً قاطعاً ولا يوافق عليها أي مواطن مخلص بل إن شعب البحرين كله يقف مع الأمن والاستقرار، رافضاً لكل أشكال وأساليب الإرهاب التي يمارسها أذناب إيران وموالوها والمندسون بين شعب البحرين بعد أن تلقوا تدريباتهم في معسكرات إيران وسلموا صك ولائهم لولاية الفقيه.
وأضاف أن مقتل الشرطة في الهجوم الإرهابي أمس يزيد الشارع البحريني قناعة بأن إيران لن تتوقف عن اقتناص الشباب والتغرير بهم وتدريبهم في معسكراتها الإرهابية مما يزيدنا إصراراً على إغلاق جميع المنافذ البحرية والجوية والبرية ووقف جميع أشكال الرحلات إلى إيران، وفرض رقابة مشددة على جميع القادمين من إيران فلا يعقل أن تصبح البحرين مخزناً للأسلحة والمتفجرات الإيرانية ووكراً للإرهابيين الذين تنتجهم معسكرات الإرهاب في إيران.
وطالب باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لفرض الأمن والدعم الكامل لرجال الأمن ومواجهة الإرهاب والإرهابيين بما يتطلبه الوضع من سلاح وعتاد، كون إيران بسياستها الخارجية المبطنة بالسيطرة الدينية التوسعية الاستعمارية تواصل تصدير إرهابها ولابد من وقف هذا التصدير للبحرين.
من جانبه دان النائب أسامة الخاجة التفجير الإرهابي بمنطقة سترة واستهداف رجال الشرطة أثناء أدائهم الواجب ما أسفر عن مقتل ثلاثة عناصر شرطة وإصابة ثالث بجروح بليغة، مؤكداً أن العمل الإرهابي هدفه زعزعة أمن واستقرار البحرين بالتزامن مع التصريحات السافرة التي أطلقها المسؤولون الإيرانيون لتضمنها رسائل استهدفت إثارة البلبلة والفتنة والفوضى في البحرين.
وأكد الخاجة أن العمل الإرهابي الجبان يتنافى مع القيم والمبادئ الدينية والأخلاقية التي سنها الدين الحنيف، مضيفاً أن مسألة استهداف الأبرياء أو رجال الأمن أصبح في وقتنا الراهن قضية دولية تحاربه بجلل جميع الأطراف الساعية إلى إحلال الأمن في الأوطان، مشدداً بذات الوقت على ضرورة إنزال أقصى العقوبات على الجناة وتقديمهم للعدالة.
دان النائب د.علي بوفرسن التفجير الإرهابي الذي راح ضحيته رجال أمن بواسل كانوا يؤدون واجبهم الوطني بالحفاظ على أمن واستقرار المواطن بجريمة نكراء إرهابية في سترة. وشدد بوفرسن على أهمية أن يكون هناك موقف قوي وداعم لجهود وزارة الداخلية للقبض على من أعلنوا مسؤوليتهم عن العمل الإرهابي وهم تنظيم إرهابي يأتي بعد تفكيك سرايا الأشتر الإرهابية والقبض على عناصرها بينما يتواجد آخرون في إيران رأس الشر والإرهاب والتي تجند الشباب في معسكراتها وتدربهم على صنع القنابل واستخدام الأسلحة القاتلة والتجسس على وطنهم.
وقدم بوفرسن تعازيه لعائلات الشهداء والشعب البحريني، داعياً الله عز وجل أن يشفي رجال الأمن الذين أصيبوا خلال حادث التفجير، كما ودعا الجميع للتعاون مع وزارة الداخلية للوصول إلى الإرهابيين الذين خططوا ونفذوا هذا العمل والقضاء على أي تنظيم إرهابي يستهدف أمن واستقرار المملكة.
من جانبه قال أمين عام جمعية ميثاق العمل الوطني محمد البوعينين إن زيادة العمليات الإرهابية في البحرين بسبب هزيمة الحوثيين وعلي صالح في اليمن، والذين تدعمهم إيران بشكل كبير، إضافة إلى هزائمهم الكبيرة في سوريا، والاتفاق النووي الإيراني الذي جعلهم يوقعون على أمور لا يرغبون بها.
وأضاف أن إيران أصبحت كالبرغوث، لا تعيش إلا على الدماء، وأرادت أن تحرك مناطق أخرى بعد هزائمها المتوالية والمتكررة، من خلال تحريك عملائها لتنفيذ عمليات إرهابية والتخريب وشق الصف الوطني في البحرين، والذي أثبت أنه متماسك بسبب وقوفه إلى جانب قيادته، والبيانات التي أصدرها ضد التدخلات الإيرانية في البحرين.
وأشار إلى أن نوعية المتفجرات التي تم ضبطها مع عملاء إيران لا تباع في الأسواق وهي للاستخدامات العسكرية فقط.
وتابع «في الاعترافات التي جرت على لسان من تم القبض عليهم، أشاروا إلى أن من وجههم وأعطاهم هذه المتفجرات طلب منهم إبقاؤها وعدم استعمالها بالوقت الحاضر، ويبدو أنه حان الوقت لإيران وعملائها القيام بتلك الأعمال». وطالب البوعينين القيادة بتنفيذ إجراءات استثنائية للحفاظ على أمن المملكة، كون الوضع حالياً استثنائياً بسبب الأحداث الإقليمية.
وشدد على ضرورة تفعيل القانون تجاه الإرهابيين والقبض على هؤلاء العملاء الإيرانيين الإرهابيين المخربين، الذين يستهدفون أمن الوطن.
أما على الصعيد السياسي فأشار إلى ضرورة سحب السفير البحريني في إيران، وتقديم مذكرة إلى مجلس التعاون الخليجي للخروج بموقف قوي وموحد تجاه الأعمال الإرهابية الإيرانية، وكذلك إلى جانب الدول العربية، ومنظمة العمل الإسلامي.