ما كتب في العنوان، قيل إنه حديث نبوي شريف، وقيل إنه قــول مأثور، لكنه يصب في جدول واحد وهو أن الوطن يدافع عنه لا بالمال، لكن يدافع عنه بالمهج، فلا حياة كريمة لإنسان فرط في حق وطنه ليعيش ذليلاً مهاناً مداساً على أنفاسه، مسلوبة حريته قبل ممتلكاته، أو فاراً من الزحف خوف الموت ليس إلا ليقضي بقية حياته لاجئاً مشرداً، يسأل كفاف العيش، وظل شجرة أو كهف في جبل أو ظلال جدار بيت ليحتمي من حر أو قر.
هي أسطوانة مشروخة يرددها حكام إيران بأن البحرين جزء من إمبراطوريتهم التي بادت وانتهت، وكم من محاولة توسلت بها إيران لزعزعة الأمن والاستقرار في مملكتنا الغالية في الماضي البعيد والوسيط والحاضر، وكل المحاولات باءت بالفشل بفضل من الله تعالى وتماسك شعب البحرين الأبي، ووقوف أشقائنا العرب إلى جانبنا، وأيضاً أصدقائنا المخلصين الذين نبادلهم حباً بحب ونضالاً بنضال لبناء عالم خالٍ من الغل والكراهية والطمع، والاعتراف بالحقوق الإنسانية التي تبنتها الأمم المتحدة، ومن أهمها الاعتراف بالدول وسيادتها على إقليمها، وإذا الأمم المتحدة التي ولدت من بعد الحرب العالمية الثانية 1939-1945، وما ذاق فيها البشر من ويلات ودمار وموت ما لا يقل عن 50 مليوناً من البشر، إذا أمم الأرض والدول الحالية لم ترع هذا الجانب، ولم تتعظ من ذلك الدرس المأسوي، فإن كثيراً من الدول القوية ستغزو الدول الأقل منها قوة لتركيعها، وتدمير ما بني وعمر من حضارات قديمة وحديثة، ومن ثم تمسي كثير من البلدان يسكنها البوم!
نحن كمسلمين نتبنى قول سيد البشر «الحكمة ضالة المؤمن»، ونقول لسادة إيران إن كانوا يريدون الحياة في أمن واستقرار وطيب عيش لشعبهم، كفوا ألسنتكم وأيديكم عنا، وتوجهوا لبناء إيران وشعبها الذي يعاني شظف العيش، وبعضه يحارب ويموت مدفوعاً بالقوة لتحقيق مآرب هي من نسج الخيال، إننا كبحرينيين قيادة وشعباً، ليس من شيمنا الاعتداء ولا من مبادئ ديننا الحنيف، نسالم من يسالمنا، ولا نعادي من يعادينا إلا إذا لم تفد معه النصيحة، والدفاع عن النفس حق مشروع في التشريعات السماوية وعلى رأسها الإسلام، والتشريعات الوضعية التي ارتضتها الشعوب العاقلة، المتلمسة للحق والعدل والسلم العالمي، إننا نستنكر ونشجب وندين ونرفض التدخلات الإيرانية السافرة في شؤوننا الداخلية لزعزعة الأمن والاستقرار وإشاعة الفوضى في وطننا الحبيب، إننا قيادة وشعباً نقف صفاً واحداً، وجداراً منيعاً إن شاء الله تعالى في وجه من يريد بنا سوءاً.
يا قادة لإيران، ارجعوا إلى صوابكم، وقارنوا بين الحرب والسلام، والصداقة والعداوة، واعلموا أننا جميعاً مسلمون، وقد حرم الله تعالى قتل المسلم للمسلم، وقتل الإنسان للإنسان «ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق».
إننا نؤيد سياسة قيادتنا الحكيمة وعلى رأسها سيدنا جلالة الملك المفدى ورئيس حكومتنا الموقرة وولي عهدنا الأمين، السياسة المبنية على التروي والحلم، ومعالجة أمورنا الدولية بحكمة قل أن يوجد مثيل لها، وفي نفس الوقت نجدد الولاء والبيعة الدائمة لمليكنا المفدى.
«يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة....».
وشكر خاص من القلوب لوزير الداخلية الساهر على أمن البلاد ورجالها البواسل، سائلين المولى عز وجل أن يحفظهم من كل سوء ومكروه، وعين الله تعالى تحرسهم.
يوسف محمد بوزيد
مؤسس نادي اللؤلؤ سابقاً
وعضو مجلس بلدي سابق