أكدت فعاليات بحرينية أن الأعمال الإرهابية التي تشهدها المنطقة تأتي ضمن مشروع محاولات تغيير هوية المنطقة، واصفة تفجير سترة الإرهابي أمس بأنه إحدى الحلقات الإجرامية في هذا الوطن.
ودانت، في لقاءات خاصة أجرتها وكالة أنباء البحرين (بنا)، حادث التفجير الذي شهدته قرية سترة أمس وأودى بحياة شهيدين من رجال الشرطة وإصابة بعضهم بجروح بالغة، مشيرة إلى أن الالتفاف الشعبي البحريني وراء القيادة الرشيدة وضد كل أشكال التدخلات الإيرانية في شؤون المملكة الداخلية سيتواصل معلنا رفضه واستنكاره لجرائم الإرهاب التي تحاول النيل من أمن البلاد واستقرار مواطنيها.
ودعت الفعاليات إلى ضرورة التعامل والتصدي بحزم لكل من تسول له نفسه العبث بأرواح الناس وزعزعة الأمن والسلام والاستقرار الأهلي على أرض هذا الوطن الغالي، مؤكدة ثقتها الكبيرة بقدرة الدولة متمثلة بوزارة الداخلية والأجهزة الأمنية ذات العلاقة على التصدي للأحداث الإرهابية بكل جدارة حتى تعود الحياة المستقرة الآمنة التي ألفناها جميعاً على هذه الأرض الطيبة التي لاتزال تمد يدها عوناً للجميع.
وأكدت أن الدم الزكي لشهداء الواجب لن يضيع وخلفه جنود تذود عن حياض الوطنية والوطن، مشددة على دعمها لكل الإجراءات الأمنية والوقائية التي ستتخذ بغية تجفيف منابع الإرهاب، معتبرة أنه لا جدوى لعبارة «لا للإرهاب» بدون إجراءات حازمة ورادعة.
عمل شنيع وجبان
من جهتها، أشارت رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني سوسن تقوي إلى أن «أقل ما يمكن أن يوصف به هذا العمل الإرهابي بأنه عمل شنيع وجبان صدر عن نفوس مريضة فقدت إنسانيتها، ولم تعد تبالي بدين أو مذهب يحرم القتل ويجرمه».
وأضافت: «كافة أبناء الوطن لا يمكن أن يقبلوا بهذا العمل الذي يجب أن تتم محاسبة مرتكبيه والمحرضين عليه ومعاقبتهم بأقصى العقوبات، وأن ما أعلنته وزارة الداخلية من أن المتفجرات التي تم إحباط محاولة إدخالها من إيران مؤخراً هي ذاتها التي استخدمت في التفجير، يثبت بما لا يدع مجالا للشك التورط الإيراني في كافة الأحداث المؤسفة التي تحصل في المملكة وخاصة أعمال الإرهاب والقتل والعنف».
وذكرت «دورنا في هذه الظروف يستدعي أن نعمل جميعاً لنكون يداً واحدة في مواجهة هذا الإرهاب الممنهج الذي لا يستهدف الخير بهذا الوطن الغالي، والذي لن يحقق أهدافه بمشيئة الله، وثقتنا بالأجهزة الأمنية عالية في تطبيق يد العدالة على هؤلاء الإرهابيين، ونسأل الله يتقبل شهداء الواجب في رحمته ومغفرته ويمن على باقي المصابين بالشفاء».
من جانبه، أكد عضو مجلس الشورى الشيخ د.عبدالله المقابي على أن الدم الزكي لشهداء الواجب لن يضيع وخلفه جنود تذود عن حياض الوطنية والوطن.
وقال: «نعرب وبكل شدة عن أسفنا لوقوع ما كنا نحذر منه ونكرر التأكيد عليه بأن الإرهاب لا وجهة له ولا دين، وأن التخريب جزء من الإرهاب يمتد ليتغير ويتعدد، وإننا في الوقت الذي نحسب البواسل شهداء عند الله، نؤكد ألا مخرج للأزمة إلا بتطبيق القانون على جميع الخارجين عنه، فحادثة التفجير هذه تعد أجرأ حادثة وأشنع صنيعة إرهابية تنم على وجود نوايا أخرى قد تستمر».
ودعا أبناء الوطن للوحدة خلف القيادة الرشيدة وتوخي الحذر من كل مشتبه فيه، والإبلاغ الفوري عن ما يتم الاشتباه عنده، ونحن واثقون أن يد العدالة ستطال المنفذين الإرهابيين وسيأخذون جزاءهم بإذن الله بأشد العقوبة وتطبيق الشريعة الحق، وكلنا أسف للحادث المفجع الذي يذكرنا بحادث استشهاد الشحي رحمة الله عليه في تفجير غادر.
وأشار إلى أن وجود الأسلحة يوضح منهج الإرهاب المدعوم بأجندات خارجية وأن الأسلحة المستخدمة جزء من تلك التي لم تصادرها الدولة والمهربة من إيران ؛ حادث مؤلم أعاد الشحوب لمواطني البحرين، ونطالب الجنود البواسل ببذل المزيد من الجهد لكسر شوكة الإرهاب والتطرف، وكلنا ثقة بوزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة ؛ داعمين له لكل الإجراءات الأمنية والوقائية التي ستتخذ بغية تجفيف منابع الإرهاب».
لا للإرهاب
وقالت الإعلامية عهدية أحمد رئيسة قناة 55 الناطقة باللغة الإنجليزية: «لم أعد أؤمن بأي شعارات أو حملات لا معنى لها ولا تجدي نفعاً مع هؤلاء المجرمين. قلتها مراراً على شاشة التلفزيون من خلال برنامجي عندما يقوم هذا الإرهابي بالدهس على زر واحد من خلال رشاش أو قنبلة فإنه لا يقوم فقط بإنهاء حياة واحدة بل ينهي حياة كثيرين ، فهناك أم تفقد ابنها وزوجه تترمل وأطفال يتيتمون. في رأيي الشخصي لقد اكتفينا من الشعارات وردود الأفعال الشعبية العاطفية، فمن الواضح ألا جدوى لعبارة (لا للإرهاب) بدون إجراءات حازمة ورادعة. لم يعد الإرهابي يخشى من تجمعات ترفع فيها شعارات عاطفية.. الإرهابي يجب أن ينال العقاب الذي يستحقه أمام الجميع ليرى الناس أن حقوق من قتلوا لا تضيع».
وشدد رئيس جمعية البحرين لتسامح والتعايش بين الأديان يوسف بوزبون على استنكاره الشديد للاعتداء الإرهابي الذي وقع في منطقة سترة أمس وأودى بحياة أفراد من الشرطة.
وقال «جميع الأديان السماوية تدين التعدي على الأرواح وتدعو للتسامح والسلام، وما حدث في سترة هو جريمة بحق الإنسانية. إننا في جمعية البحرين للتسامح والتعايش بين الأديان ندين ونستنكر وبشدة الاعتداء الإرهابي الذي وقع في منطقة سترة أمس والذي استهدف رجال الأمن المخلصين وأننا اذ نسجل هذا الاستنكار والذي هو نابع من مبادئنا الراسخة والرافضة لسفك دم الإنسان في أي مكان من العالم إننا ندعو إلى التمسك بثوابتنا الوطنية وعدم الانجرار خلف الدعوات التي من شأنها أن تثير الفتن بين مكونات المجتمع البحريني».
الحزم مع المتورطين
من جانبها شددت سيدة الأعمال كلثم زينل على ضرورة التعامل بحزم مع المتورطين بالاعتداء الإرهابي أمس، ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه العبث بأمن وسلام البلاد.
وقالت: «لطالما كانت وزارة الداخلية ومنتسبيها العين الساهرة لحفظ الأمن والأمان ، وما حدث اليوم من فعل إجرامي لا يبرره أي دين أو منطق. وفي هذه الظروف لابد أن نؤكد على التمسك بثوابتنا الوطنية المتمثل في الالتفاف حول قيادتنا الرشيدة تحت راية جلالة ملك البلاد المفدى حمد بن عيسى آل خليفة وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وألا نترك لأصحاب النفوس المريضة أي فرصة للنيل من صفوفنا المتراصة والمتلاحمة».
وأوضح خطيب جامع قلالي بالمحرق الشيخ صلاح الجودر أن الأعمال الإرهابية التي تشهدها المنطقة تأتي ضمن مشروع محاولات تغيير هوية المنطقة، لافتاً إلى أن الاعتداء الأخير على رجال حفظ الأمن بالقرب من مدرسة ابتدائية بمنطقة سترة ما هو إلا إحدى الحلقات الإجرامية في هذا الوطن.