كتبت - إيمان الخاجة:
بعد أن ألزمه «الدسك» أن يكون رفيقاً للفراش طوال 3 أشهر؛ وجد الطالب الجامعي محمد صالح 20 عاماً نفسه تنساق لإشباع هواياته بكتابة الأغاني الأجنبية وتلحينها، وبعد أن لمس استحسان المستمعين من الأهل والأصدقاء، قرر أن يمارس هذه الهواية في أماكن أخرى خارج دائرة البيت والأصحاب، ملتمساً من الكلمة واللحن التعبير عن مشاعر الإنسان الجميلة.
محمد الذي كان يعشق اللغة الإنجليزية منذ صغره، ويستمع كثيراً للأغاني الأجنبية خصوصاً أغاني الكارتون، وكان يحفظها ويرددها وهو لا يدرك حتى معناها، لاحظ تفوقه في مواد اللغة الأجنبية أكثر من العربية رغم دراسته في المدارس الحكومية، طور مع هذا العشق للغة الإنجليزية، طريقة أدائه فأصبح مغنياً له اسمه الجميل الذي يشبه المستمعين.
يقول محمد في حديثه لـ«الوطن»: حبي للغة الإنجليزية كان يدفعني للقراءة ومشاهدة الأفلام، فطورت نفسي بنفسي والحمد لله لم أحتج إلى دروس تقوية رغم دراستي في المدارس الحكومية، وكنت أغني في المنزل باللغة العربية ولكن لم يعجب أحد بصوتي بل لم أجد إلا النقد، وفي إحدى الأيام تساءلت والدتي عن فعل أقوم به، فأجبتها بأنني أكتب أغنية أجنبية وألحنها، وعندما سمعتني أرددها أعجبت بصوتي كثيراً، وصدم أخي بأن أدائي أفضل بكثير من أدائي باللغة العربية، فبدأت في صقل نفسي، وانضممت إلى فرقة أمواج التي تعلمت منها الكثير عبر وجودي مع نخبة من الشباب البحريني المحب للفن الهادف، وتمكنت من صقل أدائي في الغناء الهادف باللغة العربية وتدربت أكثر على الأداء بالعربي، ومنذ شهور بسيطة لم أواصل المشوار معهم لأن هدفي وحلمي هو إيصال رسالة جميلة بالغناء الهادف باللغة الإنجليزية ليكون لجميع الناس، وفي الوقت الحالي أواصل دراستي في معهد البحرين للموسيقى التي درست بها منذ أكثر من سنة وأتدرب على الصوت والأساس في الغناء، وشاركت معهم في عدة حفلات وأصبحت عريف حفل في إحدى المرات.
ويجد محمد في المعاني الهادفة الاجتماعية بغيته، معاني مثل الفرح، السعادة، الحزن، الذكريات الجميلة، «رسالتي اجتماعية مستقلة لعامة الناس، أركز في كلماتي على المعاني الهادفة الاجتماعية وتتنوع بين النصائح والتشجيع والذكريات المفرحة والمؤلمة، لدي أغنية حول الاعتراف بالخطأ، التحدي وعدم الحكم على الناس دون معرفتهم، وأخرى حول ثقافة الاعتذار.
وسبق لمحمد أن شارك في عدد من الحفلات والمسابقات منها مسابقة أقيمت بجامعة البحرين تأهل فيها للمراكز العشرة النهائية، كما شارك في حفل خاص بخريجي جامعة المملكة عبر تقديم أغنيتين خاصتين، إضافةً إلى 4 حفلات في معهد البحرين للموسيقى، وهناك أيضاً مشاركته في مهرجان «حكاية ثورة» الذي ضم نخبة من المنشدين والفنانين وكان يخص الثورة السورية، حيث قدم أغنية خاصة أمام أكثر من 600 شخص من الجمهور على المسرح، كما شارك في مسابقة ركاز شو وحصل على المركز الثالث.
حقق محمد حتى الأسبوعين الماضيين 40 أغنية من كتاباته وتلحينه، لكنه يواجه مشكلة في التوزيع، «حاولت تعلم التوزيع لكنني لم أتمكن حتى الآن لأنه يحتاج إلى شخص يعزف وأنا مازلت أتعلم البيانو، وهذا الجانب يواجهه الكثير غيري بوجود صعوبة في التوزيع للأغاني والأناشيد، وهناك موزع في جامعة البحرين يعمل على إصدار أول أغنية لي تحت عنوان Don’t lose your smile، وبإذن الله تصدر قريباً لتكون أول أغنية تصدر وتوزع على الجمهور.
ويسعى محمد نظراً لكونه طالب جامعي في سنته الرابعة للتوفيق بين الدراسة وكتابة الأغاني، مؤكداً أن الدراسة لها وقتها والكتابة والتلحين لهما وقتهما الخاص، ولم يقف الأمر بمحمد عند هذا الحد، بل استفاد من هوايته في تمييز هداياه، لقد كتب أغنية خاصة لوالدته اسمها «في قلبي» وأخرى خاصة لصديقه حول الذكريات الجميلة التي تجمعهما.
ويؤكد محمد أن الكتابة مشاعر وأحاسيس تخرج من القلب، قد تكون من مواقف مررت بها أو تعرضت لها، إن «أمور الحياة ومواقفها الكثيرة حولي تلهمني كتابة الكثير، والغناء رسالة جميلة يجب أن نستخدمها في الأمر الهادف، وأقول لكل شاب لديه موهبة عليه أن يواصل في موهبته ولا يقف، رغم لحظات اليأس أو العقبات التي تقف في الطريق، فمهما كانت الظروف سيصل في يوم من الأيام إن شاء الله».