كتبت – إيمان الخاجة: يبصر بعقله وتنير طريقه الطموح، بدأ يشق طريقه في العمل التطوعي ويسعى لأن يغير نظرة العالم عن المعاقين وتحديداً المكفوفين ليؤكد للجميع أن الإعاقة لا تقف أمام الإنجاز واستمرارية الحياة، إنه محمد صالح الحمري (30 سنة) متزوج ويعمل موظف بدالة في إحدى الجهات الحكومية،. يملك الحمري هوايات عديدة، فهو يحب ممارسة الرياضة التي تقوي الجسد وتنشط العقل، فيذهب كلما سنحت له الفرصة إلى النادي الرياضي لممارستها، كما يحب السباحة وخصوصاً في البحر? فهي من أفضل الرياضات لديه، كما إن البحر له مكانة كبيرة لديه، إلى جانب ذلك يمتلئ قلبه بحب الشعر الذي يعتبره كلمات مليئة بالمشاعر تعبر عما يريد الإنسان إيصاله بقلبه ومشاعره، فيقول: بدأت كتابة الشعر منذ 12 عاماً، ولكني للأسف لم أكن أحتفظ بكتاباتي، مرت فترة في حياتي كتبت فيها الشعر بشكل مكثف، كنت أستمع إلى البرامج الشعرية وأتعلم منها الكثير حيث شدتني إلى التعمق في عالم الشعر، وبالرغم من توقفي فترة عن الكتابة بسبب انشغالي بالدراسة الجامعية والزواج إلا أنني مازلت أكتب الشعر إذ يأخذني الحنين إليه، وحالياً أحتفظ بما أكتبه، وأفكر بنشر كتاباتي، كانت لي مشاركات في فعاليات متنوعة حيث ألقيت قصائدي في بعض الفعاليات في الجامعة وفي الفعاليات في جمعية الصداقة وفي شهر رمضان وعلى أصدقائي، أحب الشعر وأعتبره شيئاً كبيراً، فلا يتمكن كل إنسان تذوق القصائد والكلمات التي يسمعها أو يكتبها. العمل التطوعي والمسرحي بدأ محمد الانخراط في العمل التطوعي منذ فترة بسيطة، حيث لم تتح له الفرصة في السابق في الانخراط في هذا العمل، يقول: بدأت العمل التطوعي مع جمعية الصداقة للمكفوفين وقدمت ورشة حول أهمية هذا العمل، وأنا حالياً أدير عدداً من الفعاليات وأمارس النشاط التطوعي من خلال لجنة تنمية العضوية بجمعية الصداقة للمكفوفين، وشاركت لأول مرة في عمل تمثيلي بالعمل المسرحي من خلال مسرحية “سلام جابر”، قدمت دور الحكيم، كانت تجربة جداً رائعة أتمنى تكرارها، فبالرغم من الدور البسيط الذي مثله والذي كنت أعتقد أني قادر على أداء المزيد، إلا أنه تناسب مع شخصيتي التي بها طابع من الجدية والرزانة ونبرة الصوت، كانت شخصية جميلة وتجربة جميلة بالرغم من التعب الذي حصل بها بسبب كثرة التدريبات طوال الأسبوع، لكنها ممتعة والإنجاز كان بتحقيق 4 جوائز. يقضي الحمري يومه بين العمل صباحاً ثم ممارسة الرياضة في النادي الرياضي القريب من المنزل أو الذهاب إلى الجمعية لمتابعة الأمور والترتيبات، أحياناً يخرج مع أصدقائه ويشارك في حضور الفعاليات والبرامج والمهرجانات التي تقام في المملكة، لم يكمل دراسته الجامعية بسبب ارتباطه بالعمل والدراسة في جامعة غير معتمدة الشهادة فلم يرد أن يغامر في شهادة غير مضمونة، بعدها انشغل وتزوج ولم تعد الدراسة تستهويه لذا لا يوجد مخطط لمواصلة دراسته الجامعية. صعوبة التوظيف ونظرة المجتمع ويتكلم عن ما يواجه الكفيف من تحديات في حياته فيقول: إشكالياتنا نحن المكفوفين أكثر شيء هي العمل وصعوبة التوظيف، فعدد كبير من المعاقين لا يجد العمل المناسب له بسبب إعاقته، إلي جانب العقبات التي تواجه الطلاب في العليم منها عدم توفر الكتب والمواد الدراسية لا متأخرة أو غير مكتملة، وعدم وجود معلمين مؤهلين لاستقبال حالات كف بصر وعدم تقبل وتأهيل الطلاب، ويجد أن الدمج في المدارس الحكومية من الأمور غير المناسبة بسبب غياب الآلية، وكل ما فعله أيام المدرسة والجامعة من تسجيل وكتابة وتلخيص للدروس هي بجهود شخصية، كما يرى أن موضوع الزواج عملة نادرة بالنسبة للكفيف حتى لو كان صاحب مؤهل جامعي وأخلاق عالية، وبالرغم من أنه لم يواجه صعوبة عند زواجه لكنه يلمس ذلك عند الكثير ممن يعرفهم برفضهم، ويرجح ذلك إلى نظرة المجتمع للإنسان الكفيف التي لم تزل لم تتغير ويغلب عليها طابق الشفقة. يطمح الحمري إلى دخول المجال الإعلامي لإيصال رسالة وإبراز طاقات المعاقين وطرح قضاياهم بشكل أكبر، فلا يكفي التحدث باسمهم بل يجب أن يأتي الطرح منهم وباسمهم وعلى لسانهم، كما يتمنى أن تعاد فكرة عمل مسرح للمعاقين، أما بالنسبة للجمعية فيسعى حالياً إلى الرقي في مستواها بشكل أكبر والرقي في مستوى العمل التطوعي، ويطمح في الحصول على عضوية الاتحاد العربي للعمل التطوعي لتمثيل الأعضاء كونها أول مؤسسة خارج نطاق المعاقين. ولا تقف أمنياته عند نفسه فيقول: أتمنى من وسائل الإعلام أن الاهتمام والتوعية بحقوق المعاقين واهتماماتهم، وأن يعي المجتمع لهم بشكل أكبر خاصة في مسألة الوظائف وأن تتيسر لهم ولا يتم رفضهم بسبب أنهم كفيفي البصر، إلى جنب حصولهم على بيوت الإسكان بشكل أسرع ولا ينتظرون 15 سنة لتحقيق ذلك، وأن تتغير نظرة المجتمع ويعي بقدرات وإمكانات المعاقين، فهو إنسان لا تحده إعاقته.