جلست الباحثة الأمريكية سارة إدلوند أمام حفرة مربعة منكبة على الأرض تجمع عينات من التربة الحمراء في جنوب أفريقيا إنها تبحث عن أدوات للكشط صنعت من الكوارتز قبل مائة ألف عام لتجهيز الجلود المدبوغة للإنسان من الحيوانات البرية المفترسة.
قالت إدلوند قبل أن تأخذ دلوها المليء بالتراب إلى جهاز للفرز يفصل الوسخ عن الكوارتز وكنوز علمية محتملة أخرى «عثرنا على كميات كبيرة من الكوارتز وهذا مهم لأنه ليس من الموارد الطبيعية في هذه المنطقة.. من المؤكد أن هناك من أحضره إلى هذه المنطقة».
هذه الحفرة المربعة التي يبلغ طول ضلعها مترين حفرت منذ نحو شهر لكن هذا الموقع (سوارتكرانز) استكشف منذ عشرات السنين وقدم مئات من الحفريات البشرية التي ألقت الضوء على تطور الإنسان على مر نحو مليوني عام. هذه المنطقة الجاري استكشافها الآن عند سفح جبل يبعد 25 كيلومتراً شمال غربي جوهانسبرج تساعد في الكشف عن ثقافة المادة لدى أسلافنا منذ ألف ألفية بعد وقت قصير على تطور الإنسان العاقل (هوموسابينز) آخر الأجناس البشرية.
وقال ترافيس بيكرينج أستاذ علم الإنسان بجامعة ويسكونسن «في هذه المنطقة عثرنا على ما يسمى عادة أدوات كشط إنها نوع من الأدوات الحجرية».
كانت غالبية قطع الكوارتز على شكل رقائق يمكن أن تكون نتجت خلال عملية تصنيع الأدوات.
وتعرف المنطقة بثرائها الأنثروبولوجي الذي يخدم الباحثين في علم الإنسان واشتهرت في ما يتعلق بتطور البشرية بكهوف ستركفونتين المنتشرة في الوادي.