(أرقام): توقع خبراء ذهب في السعودية، أن يواصل المعدن النفيس هبوطه ليكسر حاجز الـ1000 دولار للأونصة خلال الأشهر القليلة المقبلة، وذلك على الرغم من ارتفاع سعره يوم الإثنين إلى ما فوق 1100 دولار للأونصة، بفعل انخفاض الدولار.
ويرى الخبراء، أن ارتفاع سعر المعدن النفيس لا يعد مؤشراً على تعافي الذهب، خصوصاً بعد أن هبط سعر الأونصة خلال الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوى له في 5 أعوام عند 1078 دولارا، قبل أن يرتد للارتفاع قليلاً، وفقاً لما نقلته صحيفة «الشرق الأوسط».
ويرى الخبير الاقتصادي والمحلل المالي سهيل الدراج، أنه «في الأجل القصير من المتوقع أن يحوم الذهب حول نقطة 1100 دولار للأونصة، بفعل انخفاض الأسواق وبعض المخاطر»، وبسؤاله عن الأجل المتوسط والطويل، يضيف: «نرجح بدرجة كبيرة أن ينزل الذهب تحت مستوى 1000 دولار للأونصة».
وعن أسباب ذلك يقول: «التضخم العالمي الآن في أدنى مستوياته، ومن المعلوم أن هناك علاقة طردية بين الذهب والتضخم، والأمر الآخر أن الخطر الإيراني الذي كان يهدد المنطقة تلاشى بعد الاتفاق النووي الإيراني، أما العامل الثالث المؤثر فهو بدء العد التنازلي لرفع سعر الفائدة من الفيدرالي الأميركي، وإذا رفعت الفائدة على الدولار فسيصعد إلى مستويات أعلى من الحالية، وهذا بدوره سيؤثر عكسياً على سعر الذهب».
وتابع: «هناك عوامل أخرى أقل أهمية، مثل تراجع الطلب على الذهب، خصوصاً من الدول الكبرى في استهلاك الذهب كالصين والهند، إلى جانب مخاوف احتمالية تراجع الاقتصاد الصيني».وعن توقعاته قال: «أتوقع أن يكسر سعر الأونصة 1000 دولار في الربع الأول من العام المقبل، بعد سلسلة من الاهتزازات والتذبذبات».
إلى ذلك، يرى عضو اللجنة الوطنية للمعادن الثمينة والأحجار الكريمة في مجلس الغرف السعودية وخبير الذهب محمد عزوز، أنه ليس من المستبعد أن يكسر سعر أونصة الذهب حاجز الـ1000 دولار خلال العام الحالي، مشيراً إلى أن مسار الذهب سيتضح خلال الأسابيع القليلة المقبلة مع ترقب رفع سعر فائدة الدولار الأمريكي خلال سبتمبر المقبل، بعد تلميحات مسؤولين من الفيدرالي الأمريكي بهذا الشأن.
ويضيف عزوز: «الذهب الآن في تذبذب، وهو أقرب إلى الهبوط وليس الارتفاع، ورفع سعر الفائدة المتوقع على الدولار الأمريكي الذي سيكون في سبتمبر سيؤدي إلى العزوف عن الشراء بكميات كبيرة للذهب خلال الفترة المقبلة، وربما نرى سعر الأونصة في الأيام المقبلة بين 1030 و1040 دولاراً». من جانب آخر، أكدت عضو لجنة تجار المعادن الثمينة والأحجار الكريمة بالغرفة التجارية بجدة دانة العلمي، أن غالبية مراقبي أسواق الذهب لم يتوقعوا هذا الهبوط الشديد الذي يشهده الذهب حاليا، مضيفة: «أتوقع أن يتذبذب سعر الأونصة على مستوى الهبوط، ومن الممكن أن يواصل تراجعه ولكن ليس بصورة كبيرة كما هو حاصل حالياً». وأوضحت العلمي، أن تراجع السعر العالمي للذهب يصب في مصلحة تجار الذهب والقطاع ككل، قائلة: «هبوط الذهب يعني أن حركة السوق ستعاود الانتعاش وبالتالي ترتفع المبيعات، وذلك من صالحنا كتجار»، في حين تؤكد العلمي أن الذهب يبقى الملاذ الآمن للاستثمار رغم هذه التقلبات السعرية العالمية. يذكر أن حجم سوق الذهب في السعودية يقدر بنحو 9 مليارات دولار، بينما يبلغ عدد محال البيع قرابة 6 آلاف محل منتشرة في جميع المدن السعودية، إلى جانب 250 مصنعاً مختصاً بمشغولات الذهب، في حين تتربع السعودية على عرش مبيعات الذهب والاحتياطي الموجود في العالم العربي التي تصل إلى 323 طناً، ما يؤكد موقعها كواحدة من أغنى الاقتصادات على مستوى العالم.