شنت مقاتلات تركية أعنف ضربات تستهدف المقاتلين الأكراد في شمال العراق منذ أن بدأت أنقرة حملتها الجوية الأسبوع الماضي، وذلك بعد ساعات من قول الرئيس رجب طيب أردوغان إن عملية السلام أصبحت مستحيلة.
وذكر مكتب رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو أن الضربات أصابت أهدافاً لحزب العمال الكردستاني من بينها ملاجئ ومستودعات وكهوف في ست مناطق. وقال مسؤول كبير إن الهجوم هو الأكبر منذ بدء الحملة التركية.
وأدان العراق الضربات الجوية ووصفها بأنها «تصعيد خطير واعتداء على السيادة العراقية»، وأضاف أنه ملتزم بعدم السماح بأي هجوم للمتشددين على تركيا من داخل الأراضي العراقية.
وشنت تركيا ضربات شبه متزامنة ضد معسكرات لحزب العمال الكردستاني في العراق وتنظيم «داعش» في سوريا يوم الجمعة، في إطار ما وصفه داود أوغلو بأنه «محاربة متزامنة للإرهاب».
ويمثل خوض صراع على جبهتين استراتيجية عالية المخاطــــر بالنسبـــة لدولة عضو في حلف شمال الأطلســي الأمر الـــذي يجعلها عرضــــة لخطر هجمات انتقامية مــــن جانب المتشددين الإسلاميين والأكراد على حد سواء.
وسمحت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي لتحالف تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش» باستخدام قواعدها الجوية لتنضم بذلك إلى دول المواجهة في قتال الجهاديين بعد سنوات من التردد. وقدم الحلف دعماً سياسياً كاملاً لتركيا الثلاثاء.
لكن هجمات تركيا على حزب العمال الكردستاني تبقى حتى الآن أقوى من هجماتها على تنظيم «داعش» مما عزز شكوكاً بأن هدفها الحقيقي هو وضع حد لطموحات الأكراد السياسة والإقليمية وهو ما تنفيه الحكومة.
وقال المتحدث باسم الحكومة التركية بولنت ارينج إن من بين 1302 شخص اعتقلوا فيما وصفه مسؤولون «بمعركة شاملة ضد الجماعات الإرهابية» في الأيام القليلة الماضية اتهم 847 منهم بصلات بحزب العمال الكردستاني، في حين اتهم 137 شخصاً فقط بوجود صلات بتنظيم «داعش».
وأوضحت أنقرة أن عملياتها ضد «داعش» في سوريا لن تشمل غطاء جوياً للمقاتلين السوريين الأكراد الذين يحاربون التنظيم المتشدد أيضاً.
ودعا صلاح الدين دمرداش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد لوقف العنف فوراً. ويطالب أعضاء بحزب العدالة والتنمية بمحاكمة دمرداش لصلاته بحزب العمال الكردستاني.
وقال مسؤولـــون أتراك إن الضربـات ضد حزب العمال الكردســــتاني رداً علـــى تصاعد عنف المتشددين في الأسابيع القليلة الماضية بما في ذلك عمليات قتل ضباط شرطة وجنــــود ألقي باللوم فيها على الحزب.