لا تحاول إسكات صوت قلبك وإخماده بالكبت والإجبار فإني أبتغي فيك قلباً حياً تتناثر من سماء حيويته فوق أرضه الحية أزهار السلام والصفاء، وإني أود منك أن تمنح للعالم قلبك هدية شكر وامتنان لأنه لولا تقلب أحواله وعدم ثبات حاله وتغير مواقفه وآرائه لظل من تاه في الدهاليز يدور ويدور بحثاً عن سبيل حتى يئس، ولظل من لبدت سماء رؤيته غيوم الوهم والسراب يحوم بحثاً عن أشباح وهمه ملاحقاً لها، ولظل من لا يرى من الحياة إلا ما يراه بعينه جاهلاً لا يعرف شيئاً.
ولأنه هو قلبك لا يهدأ ولا يرتاح، تتبدل حياتك ووجهتك ورؤيتك، وتستمر الحكاية دون أن تبقى على حال، تستمر الحكاية وتستمر أنت في الترحال، وما تقلبه وعدم ثباته على حال سوى أنه ليس بواجد لمكان يليق به يجلس عليه وإلى الأبد يعتليه، دورك أن تجد له عرشاً يكرم مقامه ويليق بكرامته. يوماً ما، عندما يلاقي وتتراءى له لمحات تزوره من الغيب، لمحات لن ترحل أبداً، لمحات حقيقية تدوم بلا انقطاع سيضع فكرة الهرب في كتاب النسيان يهجره الترحال يسلم ويستسلم لينعم بالاكتفاء والأمان ويعم الصمت المطلق أرجاء الكيان.
لا ترضَ بأن تكون أجزاء مبعثرة مشتتة هنا وهناك بل دع سلاماً كالنسيم يأتيك زائراً بعد أن يروي الحب نفسك ويوحد عوالمك، هي الذات الموحدة يجمع الحب أجزاءها ويلملمها ويحضنها، هي ذات تعانق قوة بديعة منيرة مضيئة قادرة على تحويلك كياناً واحداً من داخلك لا يعرف سوى لغة الوئام والسلام.

علي العرادي
اختصاصي تنمية بشرية