كتب محرر الشؤون المحلية:
أكد عدد من علماء الدين رفضهم التدخلات الإيرانية في شؤون البحرين، ودعوها لاحترام مبادئ حسن الجوار، مشيرين إلى أن نظام ولاية الفقيه يسعى لإخضاع العالم الإسلامي والعربي للهيمنة الإيرانية.
وأدانوا خلال وجودهم في مقر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالجفير، لتسجيل موقفهم الوطني من التدخلات الإيرانية في شؤون البحرين، أعمال العنف والتخريب والتفجير والإرهاب.
وقال وكيل وزارة الشؤون الإسلامية د.فريد مفتاح: علماء البحرين والوعاظ والخطباء يسجلون موقفاً وطنياً بتوقيعهم على بيان استنكار علماء البحرين للتدخلات الإيرانية في الشأن البحريني، وقد تداعى العلماء لتسجيل هذا الموقف الوطني وتأكيد ولائهم لقيادة البلد وللوطن ويؤكدون رفضهم للتدخلات الإيرانية، السافرة والمتكررة وغير المقبولة، وأرسلوا رسالة بالتوقف عن هذه التدخلات الممجوجة وبناء علاقات بين البلدين تقوم على تبادل المصالح فلابد من المحافظة على حسن الجوار وينبغي على المسؤولين في إيران احترام هذه الأعراف والحقوق.
وتابع: قيادة البحرين تبذل جهدها في التأكيد على حسن الجوار وبيننا وبين إيران تبادل دبلوماسي وتجاري ولا نرى كمختصين في الشأن الإسلامي أي أشكال في إقامة علاقات طيبة تقوم على احترام حقوق الجوار وتبادل المنفعة، وعلماء البحرين يؤكدون ولاءهم لقيادة البحرين وأنهم يوافقون على الإجراءات التي تتخذها الحكومة في أي قضية تمس سيادة البحرين واستقلاليتها واستقرارها.
وذكر أن الشعب البحريني شعب واع ومدرك لكل شيء ومتكاتف فيما بينه وهو متجانس رغم التكونات التي به، وأسس لهذا التعايش آل خليفة منذ عقود طويلة، والشعب اليوم يؤكد على تعاونه ووحدته أمام جميع القضايا المهمة ويتميز أهل البحرين بأخلاقهم وتعاونهم فيما بينهم، داعياً للاستمرار على هذا النهج.
من جانبه قال الشيخ د.عبداللطيف آل محمود: تجمع العلماء وتجمع أهل البحرين عموماً لاستنكار التدخلات الإيرانية بشأن البحرين واستنكار هذه الأعمال التخريبية، إنما هو إشعار لكل من هو بالداخل والخارج وإشعار القيادة والمنظمات الدولية أن شعب البحرين يقف صفاً واحداً ضد هؤلاء الذين يعيثون في الأرض فساداً وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، ففي مثل هذه الأحوال يجب على الجميع أن يقفوا موقفاً حتى يشعر المفسدون في الأرض أن أعمالهم هذه لا تنطلي على الشعب وأنهم منبوذون من أهل الخير والصلاح.
وتابع: إيران وصلت إلى مرحلة الغرور وهي المرحلة التي ستؤدي بهم إلى الانهيار، والثورة منذ أن قامت نهاية السبعينات، فشلت في عملها الإرهابي في البداية إن في البحرين أو في الكويت لفرض الهيمنة على المنطقة بالقوة، وحين فشلت ظنوا أنه قد يحدث بالسلم ما لا يحدث بالحرب، وساروا على طريق الهدوء واستمرت هذه الأعمال كما هي لتصدير الثورة إلى العالم، وظهرت كثير من الأدبيات التي تؤكد أنهم أمام خطة خمسينية للسيطرة على العالم الإسلامي كله ومحاربة المكون الأكبر من مكونات المسلمين، في 2011 ظهر بوضوح سعي نظام ولاية الفقيه لإخضاع العالم الإسلامي والعربي للهيمنة الإيرانية ووصل الغرور أن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية أن يعلن مساندته لأي عمل ضد الأنظمة كالبحرين والسعودية وغيرها.
من جهته قال الشيخ كاظم الحواج: أنا شخصياً أًرفض أي تدخل خارجي من أي جهة كانت، والإرهاب مرفوض رفضاً باتاً، لأنه يوثر على الإنسان والمجتمع تأثيراً نفسياً واجتماعياً واقتصادياً، وجئنا لتسجيل استنكارنا لأي تدخل من أي جهة سواء من إيران أو غيرها، ورسالتنا إلى الجهة المتدخلة أننا نرفض التدخل في شؤون البحرين ونستنكر هذا التدخل وأن الإرهاب مرفوض رفضاً باتاً وأن كل عاقل يرفضه كما ترفضه الشريعة الإسلامية.
وتابع: أتمنى أن يعي هؤلاء المغرر بهم والذين زج بهم في أعمال غير قانونية وغير شرعية خطورة الأعمال التي يقومون بهما، والتي زينها لهم غيرهم وهي في الحقيقة لا تعود لا عليه ولا عليهم بالفائدة، كما أتمنى أن يرجعون إلى رشدهم ويستمعون إلى من ينصحهم وينخرطون في المجتمع لبناء وطنهم.
من طرفه قال الشيخ محمد التوبلاني: ندين أي تدخل من أي بلد كان وفي أي بلد، ولا أعتقد أن هناك مواطناً يرضى بالتدخل في شؤون وطنه، ورسالتنا الدعوة إلى الأعمال التي تؤلف القلوب وتحفظ حسن الجوار والابتعاد عن كل ما من شأنه تأزيم العلاقات بين الدول.
وقال الشيخ د.راشد الهاجري: نجتمع مع أغلب علماء وطلبة العلم البحرينيين للتوقيع على هذه العريضة التي نستنكر فيها التدخلات السافرة من قبل إيران وقيادتها، لنعبر للجميع عن استنكارنا واستهجاننا لهذه التدخلات التي يقصد بها خراب الديار ووقف التنمية والقضاء على منجزات ومكتسبات الدول، وتوقيع هذه العريضة نعطي انطباعاً للجميع بتكاتف أهلها سواء رجال السياسة والفكر وطلبة العلم والمشايخ والخطباء، فأهل البحرين متكاتفون يداً واحداً ضد أي تدخلات وهذا دليل على وحدة المجتمع.
وتابع: نوجه رسالة لقيادتنا أن البحرين كلها بجميع طوائفها ومكوناتها يد واحدة مع قيادتنا الرشيدة ونوجه رسالة للقيادة الإيرانية أن الشعب البحريني بكل مكوناته يرفضون كل أشكال التدخلات في الشأن البحريني.
ودعا الشعب البحريني لتحري الدقة في نقل الأخبار فهناك كثير من الشائعات وعلى المسلم أن يتقيد بقيمة خلقية عظيمة، كما ندعوهم لإظهار صور الإخاء والتلاحم في المجتمع البحريني، وأنصح الجميع بالالتفاف حول القيادة وحول الإجراءات المتخذة في مثل هذه الظروف.