ضرورة تفعيل المبادرة بتكوين الاتحاد الخليجي
المواطن الإيراني محروم من أبسط الحقـوق الإنسانيـة
ضرورة الدعم الخليجي والعربي للبحرين في مواجهة الخطر الإيراني
المطامع الإيرانية في البحرين تنتظر الفرصة للإفصاح عن نفسها
إيران فشلت في التحول من ثورة لدولة وأطماعها بالبحرين قديمة متجددة
الخطر الإيراني لن يتوقف عند البحرين بل سيتعداها لدول التعاون
التدخلات الإيرانية ستزداد وتيرتها بالمنطقة بعد توقيع الاتفاق النووي
إيران متورطة في تهريب الأسلحة والمتفجرات إلى البحرين
إيران ونظامها الحاكم خطر حقيقي يهدد الخليج العربي والعالم
النظام الإيراني يضع البحرين والسعودية في مرمى سهامه التخريبية
إشادة خليجية وعربية بدعوة وزير الداخلية للاصطفاف الوطني
المواقف الإيرانية تعجل برؤية واستراتيجية خليجية في المقام الأول
تدخلات إيران تستهدف تقويض الأمن والاستقرار في دول التعاون
«معارضو» البحرين يتمتعون بكامل حقوقهم السياسية والمدنية
أكد كتاب للرأي والأعمدة بالصحافة الخليجية والعربية أن لسان حال الشارع الخليجي والعربي يقول للنظام الإيراني بصوت واحد ثابت وراسخ «البحرين خط أحمر يا إيران».
ولفتوا إلى أن البحرين ستبقى دولة عربية مستقلة وعصية على أي تدخلات خارجية.
وأشاروا في مقالاتهم وأعمدتهم التي سطروها دعماً البحرين، ورصدتها «بنا»، إلى أن النظام السياسي في طهران لم يعد قادراً أو راغباً في التحول من إيران الثورة إلى إيران الدولة، وأن أطماعه في أرض البحرين قديمة ومتجدّدة.
وأظهر كتاب الرأي دعماً قوياً ومساندة كبيرة للموقف البحريني وتفنيداً للحجج الإيرانية الواهية وفضحاً لنواياها الشيطانية في البحرين والمنطقة، وهذا الموقف من كتاب الرأي له أهميته البالغة حيث إن كتاب الكلمة هم من خيرة مثقفي الأمة وتشكل كلماتهم أثراً كبيراً في القراء الذين يتابعون مقالاتهم مما ساهم في تكوين رأي عام خليجي وعربي مساند وداعم لموقف المملكة ورافض لأي تدخل في شؤونها الداخلية، وقد أوصل موقفهم القوي رسالة واضحة بأن مثقفي الأمة وكتابها ومفكريها لن يتوانوا عن فضح مخططات إيران والتصدي لها بالكلمة التي هو أقوى من السلاح.
كما يظهر الموقف المشرف لكتاب الرأي مدى ما تتمتع به البحرين من مكانة في العالم العربي ومدى اعتزاز الكتاب العرب بمواقفها وسياساتها المعتدلة ومدى خوفهم الكبير على استقرارها وأمنها باعتبار المملكة البوابة الشرقية للعالم العربي.
وأكد الكتاب الخليجيون والعرب على جملة من الأمور المهمة في مقدمتها أن المطامع الإيرانية في البحرين هي قديمة وأنها تنتظر الفرصة للإفصاح عن نفسها، ووجدت ذلك بعد توقيع الاتفاق النووي مع مجموعة الستة + واحد،
وشددوا على ضرورة الدعم الخليجي والعربي للبحرين في مواجهة الخطر الإيراني واتخاذ موقف حاسم منها لا يكتفي بالشجب والإدانة، حيث إن الخطر الإيراني لن يتوقف عند البحرين بل سيتعداها لدول مجلس التعاون الخليجي ودول المنطقة كلها، كما أن التدخلات الإيرانية ستزداد وتيرتها في المنطقة خاصة بعد توقيع الاتفاق النووي وأن هذا يستلزم تفعيل مبادرة جلالة المغفور له الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز آل سعود بتكوين الاتحاد الخليجي.
وانتقد كتاب الرأي مبررات المرشد الإيراني «خامنئي» للتدخل في شؤون دول المنطقة بحجة الجانب الإنساني بينما المواطن الإيراني محروم من أبسط الحقوق الإنسانية، كما انتقد الكتاب تورط إيران في تهريب الأسلحة والمتفجرات إلى المملكة والتي كان ضحيتها اثنين من أفراد الشرطة استشهدا في تفجير إرهابي في سترة.
أطماع قديمة
وفي تقرير موسع نشرته صحيفة العرب التي تصدر من لندن يوم 28/7/2015، رأى أن الطمع الإيراني في أرض البحرين قديم ومتجدّد، وأكد ذلك العديد من الدراسات الدولية وتقارير الخبراء الاستراتيجيين.وسردت الصحيفة مطامع إيران في البحرين والمنطقة عبر التاريخ والتي تزايدت في ظل خطة تسمى الخطة الخمسينية الإيرانية والتي تقوم على عدة نقاط منها ضرورة تصدير الثورة الإيرانية والسعي لامتلاك القوة والسلاح، والسيطرة على الأراضي، والإنجاب السياسي أو التفريخ السكاني.
ورأت الصحيفة أن الكشف عن حادثة الأسلحة الإيرانية المهرّبة إلى البحرين جاء بالتزامن مع حملة “التجمّل” التي تقوم بها إيران لتحسين صورتها لدى الرأي العام العالمي، والخليجي بصفة خاصة، إثر توقيع الاتفاق النووي مع القوى العالمية، ليكشف بوضوح عن سياسة دسّ السم في العسل التي يتّبعها النظام الإيراني.
وظهر التضامن القوي للبحرين في الصحافة الخليجية، فقد عبر الكاتب محمد السلمي في مقاله بصحيفة الوطن السعودية يوم 30/7 عن التضامن السعودي مع البحرين بعنوان «البحرين خط أحمر يا إيران»، متناولاً الدعم السعودي على مر التاريخ لأمن واستقرار البحرين ووحدتها وعروبتها.
وأكد الكاتب أن النظام السياسي في طهران لم يعد قادراً أو راغباً في التحول من إيران الثورة إلى إيران الدولة، والتخلي عن مشاريعه الرجعية والتوسعية. ولكن في المقابل هناك وقفة خليجية قوية مع البحرين فلسان حال الشارع الخليجي يقول للنظام الإيراني بصوت واحد، ثابت وراسخ: البحرين خط أحمر يا إيران، تمت المحاولة سابقاً وباءت بالفشل، وبإذن الله سيكون مصير أي محاولات لاحقة كسابقتها. وستبقى البحرين دولة عربية مستقلة وعصية على أي تدخلات خارجية.
وطالب الكاتب بموقف خليجي موحد من هذه العربدة السياسية الإيرانية، والتفكير جدياً، في ظل الظروف السياسية والمهددات المختلفة التي تعصف بالمنطقة، في تسريع الانتقال من المجلس إلى الاتحاد بين هذه الدول الخليجية وتحويل ذلك إلى حقيقة ماثلة في أقرب فرصة ممكنة.
أما الكاتب علي العمودي، فمن جانبه عبر عن تضامنه وتضامن الشعب الإماراتي مع البحرين في عنوان مقاله «كلنا البحرين» بصحيفة الاتحاد الإماراتية والذي نشر بتاريخ 1/8/2015 ، موضحاً أن التضامن الإماراتي الكبير مع البحرين صعب الإدراك على الكثيرين في المنطقة، وفي مقدمتهم حكام إيران، مؤكداً أن أبناء الإمارات عبروا عن وقوفهم الحاسم مع الأشقاء في البحرين بمختلف أشكال وصور الدعم الأخوي الذي انصهر فيه الدم الإماراتي بالبحريني عندما بذل ابن الإمارات الشهيد طارق الشحي روحه في سبيل الذود عن أمن واستقرار البحرين.
وأكد الكاتب أن «شرذمة التبع الذين ارتضوا أن يكونوا مهرجين ودمى تحركهم أطماع وأجندات خارجية، وشاركوا في سفك دماء الأبرياء وترويع الآمنين وتخريب ممتلكات ومنشآت أهل البحرين، فليس لهم مكان بينهم بعد أن سقطت عنهم الأقنعة واحترقت أوراقهم مع شعاراتهم الخادعة والمزيفة».
وشدد الكاتب على أن الموقف التضامني الإماراتي والخليجي مع البحرين أحدث رسالة من قادة وحكومات شعوب مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى ملالي وحكام طهران، بأن يكفوا أذاهم عنا وعن البحرين، ويظهروا رغبة حقيقية وجادة لبناء علاقات طبيعية بين الجيران تقوم على حسن الجوار والمصالح المشتركة ومبادئ وقواعد القانون الدولي باحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
عصية على الإرهاب
ومن الكويت وصحيفة الوطن الكويتية يوم 30/7/2015، ذكر الكاتب أحمد بودستور في نبرة دعم لا يقل عن نظيريه السعودي والإماراتي معنوناً مقاله «مملكة البحرين وسط القلب والعين» مؤكدًا أن أمن مملكة البحرين هو جزء ?يتجزأ من أمن دول مجلس التعاون وهو ما يفسر دخول قوات درع الجزيرة عندما طلبت منها حكومة البحرين المساعدة عندما اندلعت الأحداث المؤسفة عام 2011 بمخطط إيراني واضح، مشدداً على أن البحرين ستبقى عصية على الإرهابيين والنظام اإيراني الذي يدعمهم تحت قيادة ملك البحرين وشعب البحرين المتمسك بأرضه وعروبته ومساندة دول مجلس التعاون والدول الشقيقة والصديقة للبحرين وشعبها من كل مكروه.
أما رئيس تحرير صحيفة الاتحاد الإماراتية «محمد الحمادي» رأى في مقاله يوم 29/7 بعنوان «تفجير سترة.. رسالة إيران للمجتمع الدولي أن تفجير سترة الذي تم بمتفجرات إيرانية جاء بينما لم تختف بعد آثار أقدام وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف الذي زار بعض دول المنطقة وكلماته التي ادعى فيها أن بلاده تريد السلام ومحاربة الإرهاب.
واعتبر الحمادي العملية الإرهابية رسالة لدول المنطقة تكشف ما كان يعنيه ظريف بقوله إن «إيران لن تغير سياستها»؟! وبالون اختبار للعالم تتحدى به إيران من اتفقت معهم من الدول الغربية والعالم بأسره بشأن برنامجها النووي، وكأنها تريد أن تعرف الجميع أنها لن تتراجع عن دعم كل من يقوم بأعمال تخريبية في دول المنطقة، وتريد أن تضع الجميع أمام الأمر الواقع.
وأكد الكاتب أن كل الخليج مع البحرين في مواجهة الإرهاب، وشعوب الخليج تقف صفاً واحداً مع شعب البحرين حتى ينتهي هذا العبث في البحرين والمنطقة، ولن يكون النفس المذهبي الطائفي أطول من النفس العربي الإسلامي السلمي، وستنتصر البحرين في النهاية، وسينتصر الخليج العربي.
من جانبها، نشرت الكاتبة الإماراتية عائشة المري مقالاً في نفس الصحيفة يوم 27/7/2015 بعنوان « البحرين: المواطنة أولاً»، أكدت فيه أن التصريحات الاستفزازية المتعمدة من جانب المسؤولين الإيرانيين على اختلاف مستوياتهم لم تتوقف تجاه البحرين، وتتواصل التدخلات الإيرانية بدعم التخريب وإثارة الفتن، وأن المطامع الإيرانية في البحرين قديمة، ولكن قدر لشعب البحرين أن يكون صانع الحدث الفارق في تاريخ البحرين الحديث من خلال الاستفتاء التاريخي لتقرير المصير عام 1970، ليتم الإعلان عن البحرين دولة مستقلة في 15 أغسطس 1971.
ورأت الكاتبة أن الحكومة الإيرانية تتبنى سياسة «تصدير الثورة» لدول الجوار، وأن البحرين كانت على رأس الدول المستهدفة، معددة تدخلات إيران في شؤون البحرين بعد عام 1979، وأولها في ديسمبر 1981، وثانيها في منتصف التسعينيات، ثم بعد ذلك عملت على إيجاد عملاء لها في الداخل، حتى وجد هؤلاء ضالتهم في ما عرف بـ«ثورات الربيع العربي».
وذكرت الكاتبة أن استخدام الهوية المذهبية في الحراك الوطني البحريني ألقى ظلالاً من الشك حول جدوى هذا الحراك والهوية المذهبية، مؤكدة أن الجماعات الطائفية لا يمكن أن تندمج في مشروع وطني طالما أبقت على تعريف ذاتها مذهبياً في الفضاء السياسي العام للدولة، كما أن عملية تسييس المذهب التي انتهجتها إيران منذ عام 79 انعكست على نظرة الشك للأقليات الشيعية في المنطقة.
أما نضال حمدان عنون مقاله «حمى الله البحرين» والذي نشر في صحيفة البيان الإماراتية يوم 29/7/2015 ورأى الكاتب أنّ العمل الإرهابي الذي استهدف المملكة أتى بعد 72 ساعة فقط على الضربة الأمنية التي وَأَدَت عملية تهريب مواد متفجرة شديدةِ الخطورة إلى أراضي المملكة عن طريق البحر، مما يؤكد وبما لا يدع مجالاً لذرّة شك، أن إيران وقيادتها تواصل دورها التخريبي في البحرين، ونهجها التصعيدي ضد دول المنطقة قاطبة.
وطالب أمام الاستهداف الواضح، بموقف خليجي صارم وحازم، وبعيداً عن مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على إيران أو الأمم المتحدة بالقيام بدور مفقود أصلاً، مؤكداً أن مملكة البحرين كانت، والتاريخ يشهد، دوماً مملكة السلام والتسامح والحوار. وهذا الذي يجري لم يعد يحتمل، ويد الغدر والتخريب يجب أن تقطع.
«بركات» النووي
في حين ذكر الكاتب وليد الرجيب في مقال بعنوان «بركات النووي!» نشرته صحيفة الرأي الكويتية يوم 27/7/2015 رأى فيه أنه على العكس من التوقعات بأن يكون الاتفاق النووي بين الدول الكبرى وإيران عاملاً لاستقرار المنطقة فقد نشرت بعض المواقع الإلكترونية تصريحاً نسب إلى عضو مجلس الشورى الإيراني د.ناصر سوداني، بعد اجتماعه يوم 13 يوليو 2015، مع شخصيات محسوبة على المعارضة البحرينية «المقيمة في الخارج»، دعا فيه إلى ضرورة الاستعداد لما أسماه «مرحلة الكفاح المسلح في البحرين».
وانتقد الكاتب تعدد مراكز القوى والنفوذ في إيران، مطالبًا بأن يصدر بيان أو تصريح من الحكومة الإيرانية، توضح فيه ملابسات تصريحات ناصر سوداني، أو ترفضها بشكل واضح، وأن تسعى إلى توحيد الخطاب والسياسة، بين جميع المؤسسات الحكومية التنفيذية والتشريعية، بما يؤكد عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.
بدوره، ذكر عنون عبدالله الهدلق في صحيفة الوطن الكويتية مقاله « استمرارُ المؤامراتِ الفارسيةِ ضِدَّ مملكة البحرين» يوم 29/7 رأى فيه أن استمرار المؤامرات الإيرانية بحق البحرين يكشف بكل وضوح استراتيجية النظام الفارسي الفاشي الإيراني الحاكم في طهران القائمة على التدخل في شؤون مملكة البحرين وإثارة القلاقل ودعم الإرهاب وإشاعة التوتر في المنطقة، مشيدا بالدعم الخليجي مع البحرين ووقوفه إلى جانبها ضد هذه المخططات والمؤامرات التي تستهدف أمن البحرين واستقلالها وسلامة أراضيها كما أشاد بالدعم الدولي للبحرين.
وفي مقال آخر له يوم 1/8/2015 رأى الهدلق أن إيرانُ تجرُّ العالم إلى حربٍ عالميٍة ثالثةٍ بعد أن فقد قادتها من أتباع ولاية السفيه صوابهم، وبدأوا يلعبون بالنار في محاولات منهم لتحويل منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط إلى ساحةٍ للصراع بين نفوذ الدول الكبرى، كمقدِّمةٍ لإغراق المنطقة كلها في بحورٍ من الدماء والخراب والدمار والمذابح، لأن الحرب العالمية الثالثة لو اشتعلت ستأكل الأخضر واليابس وتدمر الكون.
ويؤكد الكاتب أنَّ إيران ونظامها الحاكم هي الخطر الحقيقي والوحيد الذي يهدد منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط والعالم ولابُدَّ أن تتضافر الجهود الدولية للتصدي له.
ومن قطر قال الكاتب صلاح الدباس في مقال بعنوان «تخريب إيران لأمن المنطقة» نشر في 1/8/2015 أن وجود بصمة لإيران في الأحداث الأخيرة بالبحرين يؤكد أنها عامل تخريب مزمن في المنطقة، ومصدر قلق لجيرانها، فهي لن تتوقف عن مشروعاتها التوسعية وكيدها السياسي والاجتماعي، خاصة بعد توقيعها للاتفاق النووي الذي ربما يمنحها خيارات أفضل من الحصار الذي كانت تعيشه سابقاً، ويجعلها في وفرة مالية وتغطية سياسية لأفعالها بأفضل من التضييق الذي كانت فيه.
ورأى الكاتب أن النظام الإيراني يضع البحرين والسعودية والكويت في مرمى سهامه التخريبية، فضلاً عن سياسة الأمر الواقع الذي يتبعها مع الإمارات في قضية الجزر الثلاث، وتدخله السافر في لبنان وسوريا والعراق واليمن، مما يؤكد أنه نظام لا يمكن الثقة فيه.
وشدد الكاتب أنه على مدار التاريخ لم تنجح إمبراطورية أو دولة ذات نمط استعماري توسعي في البقاء، لأنها تستهلك طاقتها فيما هو أكبر منها، ولكن تبقى النتائج السلبية لذلك أكبر من حدود تلك الإمبراطورية أو الدولة، حيث يمتد ذلك إلى الدول المستهدفة ويلحق أضرارا كبيرة بسياستها واستقرارها واقتصادها وأمنها.وطالب الكاتب دول المنطقة أن تعلن سياسة مضادة وتتخذ الإجراءات المناسبة في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، باعتبار أن سلوكها الاستفزازي المدمر خطر على الأمن والسلم الدوليين، ومع الهامش السياسي والاقتصادي الذي أتاحه لها الاتفاق النووي من المتوقع أن تتسع بأفقها لمزيد من عمليات التخريب التي يجب الاستعداد لها.
تناقض إيراني
ولم تصمت مراكز البحث الخليجية إزاء هذا التدخل الإيراني فأكدت نشرة أخبار الساعة الإماراتية التي تصدر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في تحليل لها يوم 31/7/2015 على أهمية موقف الدول الخليجية من التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للبحرين.
وأضافت في افتتاحيتها بعنوان «رسائل إيرانية متناقضة» أن من يتابع التحركات والممارسات الإيرانية الأخيرة سيلحظ مدى الازدواجية والتناقض في السلوك الذي تتبناه طهران إزاء دول المنطقة.. وقد عززت جولة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف هذا الانطباع، حيث كان واضحاً أن الهدف الرئيسي الذي روجت له الجولة هو طمأنة دول المنطقة وفتح صفحة جديدة معها بعد الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع مجموعة 5+1، لكن الأمر الذي تفاجأت به شعوب المنطقة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بوجه خاص، هو قيام إيران بعد التصريحات مباشرة باستئناف تدخلاتها السافرة في الشؤون الداخلية للبحرين وسعيها الدؤوب لإثارة الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب الواحد هناك في تناقض صارخ بين ما تحاول ترويجه وممارساتها على الأرض.
وأوضحت النشرة أن رسائل إيران المتناقضــة تبعـــث على القلق، ليس لأن ممارساتها التدخليــــة تنطوي على خرق واضـــح لمبادئ القانــون الدولــــي وميثاق الأمم المتحدة فقط، وإنما لأن الممارسات تعطي مؤشراً للمجتمع الدولي عن طبيعة السلوك الإيراني تجاه دول المنطقة خلال الفترة المقبلة أيضاً، بغض النظر عما ترفعه من شعارات للتعاون مع دول الجوار لمواجهة التحديات المختلفة.
من جانبها، ذكرت نشرة «أخبـــار الساعة» في ختـــام افتتاحيتها إن على إيران أن تتحمل مسؤولياتها وتلتزم مبادئ حسن الجوار في علاقاتها مع دول المنطقة وأن تكف عن التدخل في الشؤون الداخلية، وخاصــــة نحو الأشقــــاء في كل من البحرين والسعودية واليمن من أجل تأسيس علاقات قائمة على الاحترام المتبادل بين دول المنطقة كافة.
عملاء مأجورون
الكتاب العرب لم يكونوا أقل دعماً من نظرائهم الخليجيين لموقف البحرين، وتناول الكاتب جهاد الخازن في مقاله بصحيفة الحياة اللندنية تحت عنوان «مصر والبحرين أقوى من الإرهاب» الإرهاب في مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية، موضحاً أن في مصر والبحرين إرهاب، وقوى الأمن البحرينية تدفع كل يوم الثمن من دماء أبنائها، ويحاول عملاء مأجورون أن يقيموا في بلاد مزدهرة من دون موارد طبيعية تُذكر، نظاماً دينياً قمعياً كما في إيران، مشيرًا الى أن مصر والبحرين صامدتان، وأنه وكل عربي وطني معهما.
وفي افتتاحيتها بعنوان «الإرهاب يستهدفنا جميعا» رأت صحيفة الأهرام المصرية يوم 29/7/2015 أن التفجيرات التي شهدتها البحرين جاءت لتدق أجراس خطر مدوية تؤشر إلى أن موجة الإرهاب في المنطقة العربية تتصاعد، محذرة من مغبة التهوين من خطر هذه التفجيرات باعتبار ذلك خطأ تاريخي قد نندم عليه غاية الندم، موضحة أنه لم يعد من الممكن السكوت عنه، أو الاكتفاء ببيانات الشجب والإدانة، فالإقليم العربي يتم استدراجه الآن إلى مزيد من التوترات ويحب أن تكون هناك مصارحة ولا ندفن الرؤوس في الرمال، مطالبة بموقف عربي موحد في أسرع وقت ممكن، موضحة أن مصر والخليج العربي أصبحا في دائرة الخطر وعليهما التكاتف، والجلوس معاً لوضع استراتيجية موحدة للمواجهة.وينبغي تحقيق التنسيق بين الجيوش وأجهزة الاستخبارات، والإعلام أيضاً، لمواجهة هذا الخطر، وزيادة الوعي لدي الشعوب العربية بأن الحياة اليومية للمواطن في كل شبر من الأراضي العربية باتت مهددة، وبأن كل الإنجازات التي تحققت على كل المستويات يمكن أن تضيع.
ونشرت صحيفة الأهرام المصرية أيضاً مقالاً تحت عنوان» الاتفاق النووي يؤجج الأطماع الإيرانية في الخليج» أكد كاتبه سامي كمال أن المرشد الإيراني على خامنئي لم يشأ أن ينتظر كثيراً بعد التوصل إلى الاتفاق مع الغرب حول برنامج بلاده النووي، ليعيد تأكيد نهج إيران الساعي للهيمنة والسيطرة وتجسيد الأطماع الإيرانية في البحرين وسوريا ولينان واليمن والعراق.
وأشاد الكاتب ببيان وزير الداخلية البحريني الذي دعا فيه إلى الاصطفاف الوطني في مواجهة التهديدات والتدخلات الإيرانية، وبموقف المنامة من استدعاء سفيرها في طهران للتشاور، وبمواقف المواطنين التي أكدوا فيها أن عروبة البحرين خط أحمر لن يسمحوا بتجاوزه، وأن هذه هي الحقيقة التي سبق وأن أعلنوها في عام 1970، والتي تعرفها إيران جيداً ولكنها تتجاهلها لتحقيق أجندتها الخاصة عن طريق إثارة الفتن والتحريض على العنف والإرهاب.
أما مدير تحرير صحيفة «الأخبار» المصرية أسامة عجاج أكد في مقال نشره في 7/27 أنه سواء تم التوقيع على النص المعدل للاتفاق النووي الإيراني، أم لا، فإن أعلى سلطة دينية في إيران، أعلن على الملأ، بأن طهران لن تغير سياساتها الإقليمية، ولن تنه مخططات الهيمنة، وبسط النفوذ على دول الجوار، وهي تتناقض تماماً مع مواقف وتصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني، ووزير خارجيته محمد جواد ظريف، حول رغبة طهران في فتح صفحة جديدة في العلاقات الإيرانية العربية.
وقال في مقاله الذي جاء تحت عنوان «البحرين خط أحمر» إن دول الخليج على قلب رجل واحد، من الشعور بالمخاطر الإيرانية في المرحلة القادمة، وقد يفسر ذلك الموقف القوي من البحرين، المدعوم خليجياً وعربياً، ولها كل الحق، والذي كان كانت الأكثر احتجاجاً، على هذا الصلف الإيراني، والتدخل الفج المرفوض شكلاً ومضموناً، مشيراً إلى أن طهران تبدو مصرة على استمرار تدخلها في الشأن البحريني، رغم فشل مشروعها في فبراير 2011، عندما سعت إلى تنفيذ مخطط إقامة جمهورية في البحرين، على نهج ولاية الفقيه، باستخدام عناصر معارضة، تلتزم بتنفيذ تعليمات جماعة طهران، وتتحرك وفقاً لأجندتها الخاصة، وفشلت المؤامرة بوحدة الشعب في البحرين، والتفافه حول قيادته، وبالدعم الخليجي الذي وصل إلى الاستعانة بقوات درع الجزيرة، واعتبار أن البحرين خط أحمر، لا يجب الاقتراب منه.
مصدر الشحنة إيران
وأوضح مدير تحرير الأخبار المصرية بأن خطورة الأمر لم يتوقف عند تصريحات المرشد، بل ترافق مع إحباط محاولات لتهريب كميات ضخمة من متفجرات شديدة الخطورة، وأسلحة وذخائر عبر البحر، واعتقال اثنين من المشتبه بهم، اعترفا بأن مصدر الشحنة إيران، وأن التسليم تم خارج المياه الإقليمية، وأنهما تلقيا تدريبات على عمليات إرهابية هناك، وقد أكدت وثائق ومعلومات، أن إيران تفتح معسكرات، لتدريب مجموعات إرهابية، تستهدف النيل من استقرار البحرين، وإيواء هاربين من العدالة.
وأشار إلى أن المواقف الإيرانية الأخيرة من البحرين، قد عجلت بضرورة أن يكون هناك رؤية واستراتيجية خليجية في المقام الأول، تجاه إيران الجديدة، كما أن هناك حاجة إلى توافق عربي على آلية أو استراتيجية للتعامل مع إيران، والتي بدأت مشروعها في التدخل في الشؤون الداخلية العربية، منذ فترة ليست قصيرة.
وذكر صالح أبومسلم رأيه في مقال بصحيفة الأسبوع المصرية يوم 27/7/2015 أن البحرين في خطر نتيجة التدخلات المتواصلة والتي تتعدى التصريحات إلى التدخل الفعلي عن طريق دعم موالين لها وتهريب الأسلحة لهم عبر البحر وعبر البضائع لتنفيذ العمليات الإرهابية ضد الدولة ومؤسساتها مما يدل علي النوايا الإجرامية لإيران تجاه الخليج وتجاه الدول العربية.
وطالب الكاتب الدول العربية باتخاذ الحيطة والحذر وتقديم شكوى فورية لمجلس الأمن ضد إيران، والوقوف بجانب البحرين تجاه هذا الخطر الذي يشكل خطراً أيضاً على المنطقة حتى لا نفاجأ بالوقوع في الفخ اليمني وتعريض أمن واستقرار مملكة البحرين للخطر.
أما الكاتب خيرالله خيرالله في مقال بعنوان «عن التصعيد الإيراني في لبنان والبحرين» نشر بجريدة المستقبل اللبنانية يوم 29/12/2015 انتقد تصريحات علي خامنئي ضد البحرين، مؤكدًا أن إيران تستفيد من التجاذبات الداخلية في البحرين، وهي تجاذبات حالت دون تمكين المملكة في يوم من الأيّام من عرض قضيتها بشكل منصف يليق بالإصلاحات التي تحقّقت، مشيراً إلى أن تصريحات خامنئي تأتي في إطار محاولة إيرانية لطمأنة «الذين راهنوا عليها في البحرين، من منطلق مذهبي بحت».
وأشاد الكاتب بموقف البحرين من استدعاء سفيرها في طهران بعد اكتشاف مجموعة تسعى إلى تهريب كمية كبيرة من المتفجرات والأسلحة إلى المملكة، كما أشاد بتنديد المنامة بما صدر من كلام عدائي للبحرين عن كبار المسؤولين في إيران.
وانتقد الكاتب السكوت الدولي على تصريحات إيران وقال إنه السبب الرئيس في مواصلة إيران لتدخلاتها في الشأن البحريني ما دامت تأمن العقاب من انتهاكها الصريح للقانون الدولي.
وربط الكاتب بين ما يحدث من تدخل إيراني في البحرين ولبنان، موضحاً أن البلدين رغم أنهما صغيران إلا أنهما يقاومان المشروع التوسّعي الإيراني الذي يسعى في المرحلة الراهنة إلى جس النبض في مرحلة ما بعد توقيع الاتفاق النووي، مضيفاً أن إيران لا تعي أنّ البحرين ليست وحدها التي تقف في وجه المشروع التوسّعي الإيراني، بل كلّ العرب الشرفاء معها وعلى رأسهم دول الخليج العربي والمغرب والأردن.
تعبئة طائفية
أما الكابت علي الصباحي في مقال بصحيفة أخبار السعيدة اليمنية يوم 26/7/2015 أكد أنه منذ قيام ما يسمى بالثورة «الإسلامية» في إيران وهذه الدولة الفارسية العنصرية تتدخل وبشكل مقزز في شؤون الدول الأخرى وبالأخص دول مجلس التعاون الخليجي حيث تقوم بمد جسور سرية مع تيارات من أجل إيجاد موضع قدم لها في تلك الدول وقدمت الدعم المادي واللوجستي لتلك التيارات، بل ووصل الحد بهذه الدولة العنصرية إلى استقطاب عناصر عربية وتدريبها وتعبئتها التعبئة الطائفية التي تؤدي إلى تفتيت اللحمة الوطنية في المجتمعات العربية.
وأشار الكاتب إلى أنه في الآونة الأخيرة برزت بقوة مؤشرات عدة على تزايد وتيرة التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجي، بدأت بتصريحات لمسؤولين إيرانيين حول أوضاع داخلية في بعض دول الخليج كالبحرين والكويت واليمن وغيرها من الدول العربية.
وانتقد الكاتب إدعاءات إيران بأن تدخلها يأتي في صالح الشعوب ومن ناحية إنسانية بحتة، مؤكداً أن التدخلات تستهدف تقويض الأمن والاستقرار في دول المجلس من خلال التآمر على أمنها الوطني وبث الفرقة والفتنة الطائفية بين مواطنيها كما تمثل انتهاكاً صارخاً للسيادة الوطنية والاستقلال، كما تتعارض مع مبادئ حسن الجوار والأعراف والقوانين الدولية.
وشدد الكاتب أن التصرفات الفارسية الفجة تستدعي من دول التعاون بصفة خاصة والدول العربية بشكل عام وقفة جادة ومراجعة لمجمل العلاقات مع طهران.
وأوضح الكاتب أنه إذا كانت إيران تدعي أنها تهتم بالجانب الإنساني وأن تدخلها يأتي في هذا السياق فلماذا لم تهتم في الجانب الإنساني لمواطنيها الذي حرموا أبسط الحقوق الإنسانية كونهم ينتمون إلى مذهب مغاير، بل نصبت لهم المشانق والإعدامات هناك بالجملة لكل مخالفيها بل إن سجون إيران تعج بآلاف المساجين والمخفيين والمعتقلين ممن يخالفون السلطة الرأي والمذهب، فأين حقوق هؤلاء الإنسانية لو كانت إيران صادقة في توجهها الفج ووجهها القبيح؟، في حين من يخالف السلطة الحاكمة في البحرين يتمتعون بكامل حقوقهم السياسية والمدنية، فهل تستطيع إيران أن تنكر هذا ؟.
ورأى الكاتب أن التصريحات الإيرانية حول البحرين واليمن وغيرهما من دول المنطقة لن تتوقف ما لم تتخذ دول المنطقة خطوات جريئة وحازمة للجم الأبواق الفارسية التي لا تفهم غير لغة القوة والقوة فقط .
وقال الكاتب فاروق يوسف في مقال بعنوان «الآن تعمل البحرين الصواب» نشر بصحيفة العرب اللندنية يوم 28/7/2015 التي تصدر من لندن أشاد بموقف البحرين من التدخلات الإيرانية والذي وصفه بالحازم والصارم من أجل أن تقطع دابر الفتنة التي لا تكف إيران عن الاعتراف بمسؤوليتها عنها، موضحاً أن البحرين كانت هي الدولة الأكثر تأهيلاً إلى أن تكون الجهة العربية الأولى التي تخرس الصوت الإيراني القبيح بسيادتها الوطنية واستقلالها ووحدة مجتمعها ورفاهية مواطنيها.
ورأى مجموعة من المفكرين والباحثين استطلعت آراؤهم صحيفة العرب اللندنية يوم 29/7 أن عملية التصعيد الإيرانية الأخيرة في البحرين مردّها الخسائر التي منيت بها طهران في سوريا واليمن تحديداً؛ فيما قال آخرون إن صنّاع القرار في إيران، الذين يقتاتون على ماضي الثورة الإيرانية الخمينية، ويحاولون استحضار روح الإمبراطورية الفارسية، بدأوا يستشعرون أن الفرص في تحقيق “دولة الشيعة” أو “دولة البحرين الكبرى” في تقلّص لذلك عمدوا على إيقاظ خلاياهم النائمة وتحريك أذرعها للتوسع ونشر التشيع في المنطقة الخليجية والعربية، وأيضاً الآسيوية، انطلاقاً من العراق والبحرين.