عندما يحترق قلبك بلهيب نار الحب فيذوب ويمتد لهيباً ليطال المساحات الفاصلة بين ثنايا كيانك فتفنى، فأنت في الحقيقة تغلق أبواباً تفتح نفسها لتمشي دربك خارجك، ومع إغلاقها ستبدأ رحلتك داخلك، هكذا، وبعد أن أضيء طريق المسير داخلك أعمق وأعمق باتجاه السر الدفين الذي هو يسكن قلبك، يتغير عالمك فيصبح أهدا وأجمل يكلله التجرد والصمت، وذات الدليل الذي كان يقودك خارجك سيصبح لك معيناً يعينك على درب الرحلة.
إنها بسبب يقظتك وانتباهك لصوت دقات قلبك الشفاف الذي يسكن فيك، هي المفتاح حتى غدا جميع ما يقودك خارجك على رحلتك معيناً. فذلك الشيء الذي يخاطب وجدانك، يخاطب منبع الجمال الذي هو فيك ويناجيه، استقبلته عيناك ورحبت فيه، ليتسرب ويتوجه داخلك قاصداً لب كيانك، ويحفر شعوراً بالدهشة على جدران إحساسك، قد أصبحت عيناك نافذتيك للدخول والنظر داخل مقامك وما عادت إلى الخارج تقودانك. حينما تلامسه يتسرب جزءاً منه في شقوق يدك قاصداً السكن داخل مقامك، هكذا استخدم أياً من يديك وراقبها كيف تعمل همزة وصل بين ما هو خارجك والذي يسكن في داخلك، وكن حساساً أثيراً من الإحساس فستغدو الآلام هي البوابة التي تصلك بداخلك فتعرف من هو أنت حقاً.
لا تته إنها كل الأشياء تصبح أوضح حين تفسر إلا الحب فهو أوضح حين لا يكون له أي تفسير، وثق في وجود دون حدود واعلم ولا تنس أبداً بأنك موجود ليكون قلبك دوماً شفافاً حساساً فيغدو كل شيء تراه أو تلمسه مناجياً للحب الذي هو يحيا فيك، فكل بقاء يكون بعده فناء لا يعول عليه.
علي العرادي
أخصائي تنميه بشرية