يظهر معرض مقام في روما أن الرومان اخترعوا كل شيء حتى في مجال الأغذية من «ستريت فود» (أطعمة الشارع) إلى عولمة أنماط الاستهلاك والإشراف على الأسعار من قبل السلطة السياسية.
فبموازاة معرض «إكسبو ميلانو» الدولي المكرس لمواضيع الزراعة والتغذية والمستمر حتى 31 أكتوبر ، ينظم متحف «ارا باتشيس» في روما معرضاً تربوياً تعليمياً بامتياز بعنوان «تغذية الإمبراطورية من روما إلى بومبيي».
وهو ينطلق من تساؤل بسيط: كيف تمكن الرومان من تأمين الغذاء لإمبراطورية ضمت نحو خمسين مليون نسمة وخصوصاً لعاصمتهم التي كان يسكنها مليون شخص؟. وهي كانت كبرى مدن التاريخ إلى أن أطاحت بها لندن خلال الثورة الصناعية.
وتقول مفوضة المعرض اورييتا روسيني إن «اللوجستية التي اعتمدها الرومان لتوفير الغذاء كانت ملفتة جداً».
فبعد سيطرتهم على مصر وتحويلها إلى مقاطعة تابعة لهم، خطط الرومان لجعلها مزود القمح الأول لإمبراطوريتهم.وبذلك أصبح القمح المكون الأساس في غذاء الرومان الذين سيبذلون جهوداً جبارة لنقله إلى روما بكلفة متدنية وعلى مدار السنة خصوصاً.
وكان أصحاب أساطيل خاصة يرسلون سفناً تحمل كل واحدة منها 120 إلى 500 طن من هذه الحبوب فيما مدة الرحلة لنقلها بين الإسكندرية ومرفأ اوستيا في روما لا تتجاوز الشهر.
وكانت عمليات الشحن هذه تتم بإشراف موظفين رسميين نافذين جداً بقيادة مدير المحاصيل في ما يعتبر «سلف الشراكة بين القطاعين الخاص والعام في أيامنا هذه» على ما تؤكد روسيني وهي مؤرخة.
وتضيف قائلة «هذا الأمر جعل من الإمبراطور الموزع الوحيد للخبز اليومي والمسؤول عن التموين».