قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن «سلوك» إيران قد يتحسن على المستوى الدولي في أعقاب الاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى العالمية، لكن واشنطن ودول الخليج العربية المتحالفة معها تسعى إلى أن تكون مستعدة إذا لم يحدث ذلك.
وعقب اجتماع مع وزراء خارجية الدول الست أعضاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية في قطر، قال كيري إنه اتفق معهم على أنه بمجرد تطبيق الاتفاق بالكامل فإنه سيسهم في أمن المنطقة.
لكنه سلم بصحة مخاوف دول الخليج من أن الاتفاق قد يعجل بانفراجة بين طهران وواشنطن ويشجع النظام الحاكم في طهران على دعم الجماعات المسلحة المتحالفة معه في المنطقة.
وقال كيري «هدفنا هو تطبيق الاتفاق بالكامل ونأمل أن يتحسن سلوك إيران. بالطبع نعلم جميعاً بالدعم لحزب الله وللميليشيات الشيعية في العراق وبالدعم للحوثيين (في اليمن) وتدخلات أخرى بالمنطقة والدعم للإرهاب تاريخياً».
وأضاف «الآن يمكن أن يأمل الجميع أنه ربما تطوى الصفحة لكننا نستعد لاحتمال أن هذا قد لا يحدث».
ومضى يقول «لذا.. سنعمل مع أصدقائنا وحلفائنا بالمنطقة حتى نتأكد من أننا نبذل أقصى ما هو ممكن لمنع أي نوع من التحركات الخارجية أو غير القانونية أو غير الملائمة داخل بلد من زعزعة استقرار أصدقائنا وحلفائنا».
وقال خالد العطية وزير خارجية قطر إن دول الخليج العربية واثقة من أن الاتفاق بين إيران والقوى العالمية سيجعل المنطقة أكثر أماناً، وأضاف «نحن على ثقة بأن ما قاموا به يجعل هذه المنطقة أكثر أماناً واستقراراً».
وفي حين تلتزم الصمت في العلن فإن معظم دول الخليج تعبر في أحاديث خاصة عن قلقها من أن الاتفاق الذي أبرم بين إيران والولايات المتحدة وقوى أخرى في 14 يوليو سيؤدي إلى زيادة فيما يعتبرونه تخريباً إيرانياً يهدف إلى إضعاف هذه الدول. وفي الشهر الماضي وافقت القوى العالمية الست على رفع العقوبات المفروضة على إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي الذي يشتبه الغرب أنه يهدف لإنتاج قنبلة نووية، لكن طهران تؤكد أنه سلمي.
وفي تصريحات بمصر الأحد قال كيري إن الولايات المتحدة ومنذ فترة طويلة صنفت إيران على أنها الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم، وإن من المهم للغاية لهذا السبب تحديداً ضمان عدم حصولها على سلاح نووي.
وقال كيري إن الوزراء بحثوا الدفاع الصاروخي والتعجيل بتسليم الأسلحة. ويشمل التعاون الأمريكي مع دول الخليج تبادل معلومات المخابرات وتدريب القوات الخاصة.
وأضاف أن مجموعات العمل الأمريكية والخليجية ستبدأ الاجتماع على مدار الأسابيع الثلاثة القادمة لوضع جدول أعمال مفصل للتحرك «لزيادة قدرتنا جميعاً بالمنطقة حتى نتمكن من مكافحة أنشطة زعزعة الاستقرار التي تحدث بالمنطقة». كما أجرى كيري محادثات ثلاثية مع نظيريه الروسي سيرجي لافروف والسعودي عادل الجبير بشأن الحرب في سوريا. وقال لافروف إن أي ضربات عسكرية أمريكية في سوريا تستهدف جيشها ستعقد جهود محاربة الإرهاب هناك. وقال مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة قررت السماح بضربات جوية للدفاع عن المعارضين السوريين الذين دربهم الجيش الأمريكي في مواجهة أي مهاجمين حتى في حال كون الجهات المعادية من القوات الموالية للرئيس السوي بشار الأسد.
وقال لافروف في مؤتمر صحافي خلال زيارته لقطر إن تسوية الحرب في سوريا بحاجة إلى حوار بين كل الأطراف. ولكنه أضاف أن تنظيم «داعش» هو الخطر الرئيس في سوريا والعراق، وهذا هو السبب الذي يجعل موسكو تساند حكومتي البلدين.