قدرت الرابطة التجارية البريطانية، مشتريات السياح الأجانب من العاصمة البريطانية لندن خلال موسم الصيف الراهن بنحو 4 مليارات استرليني، (6.2 مليار دولار) تقدر مساهمة العرب فيها بنحو 1.3 مليار جنيه استرليني تقريباً (نحو ملياري دولار).
وتشير الرابطة إلى أن متوسط إنفاق السائح السعودي يتوقع أن يكون قد بلغ هذا العام نحو 2487 جنيها استرلينيا، يليه الإماراتي 2395 جنيها استرلينيا ثم الكويتي بنحو 1965 جنيها استرلينيا، والروسي بـ1169 جنيها استرلينيا ، ثم السنغافوري 980 جنيها استرلينيا.
وتقدر الرابطة الزيادة في نسبة المبيعات التجارية جراء السياحة العربية في لندن بنحو 36 في المائة، وهو ما يعني زيادة في نسبة التوظيف خلال الموسم السياحي بنحو 13.5 في المائة.
ويزداد الازدحام في شوارع ومحال وسط العاصمة البريطانية لندن، حدة في فصل الصيف، وتحديدا بين شهري يوليو وسبتمبر، ففي تلك الفترة يبلغ الموسم السياحي أقصاه، ويصل الإقبال على التسوق من أكبر المتاجر العالمية حده الأقصى.
ويقول استيورت تشابل المدير التنفيذي لفرع السلسلة التجارية الشهير دبنهامز في تصريحات لصحيفة الاقتصادية السعودية، إنه لا يوجد لدينا إحصاءات دقيقة للربط بين المشترين وجنسيتهم، لكن خلال السنوات الأربع الأخيرة كان العرب في مقدمة المشترين خاصة الإماراتيين ويليهم السعوديون.
وتقول مارجريت بانسيني رئيسة قسم المبيعات في محلات جون لويس إن الإحصاءات تشير إلى أن العرب هم أبرز العملاء في فصل الصيف وتحديدا من السعودية يليهم الكويتيون ثم الروس ثم أوروبا الشرقية.
وأكدت أن للمشتري السعودي أو الكويتي خاصة النساء نمطاً معيناً من الذوق يختلف عن الأذواق الأوروبية، وهذا يجب وضعه في الحسبان عند اختيار التصميمات خاصة الملابس التي يتم عرضها، كما أن النساء العرب يتحركن بالأساس في مجموعات، ولكسر المشكلات الناجمة عن حاجز اللغة، فإنه يتم توظيف أعداد متزايدة من الموظفين المتحدثين باللغة العربية.
وتقول هبة منصور وهي بريطانية من أصل مصري تعمل مستشارة لعدد من المحال التجارية الرئيسية في شارع إكسفورد في وسط لندن، إن البريطانيين يعتبرون مشتريات العرب من أسواق لندن في الموسم السياحي "منجم ذهب"، فنمط التسوق العربي لا يعتمد على شراء قطعة أو اثنتين كالأنماط الغربية أو حتى السائحين من الجنسيات الأخرى، فالعرب يشترون بكميات كبيرة، ويساهمون بما يتراوح بين 35 و42 في المائة من نسبة المشتريات التجارية في الموسم السياحي.
وترصد هبة منصور ظاهرة أخرى في طبيعة السائح العربي فتشير إلى أنه نادرا ما يطلب السائح الخليجي عند دفع قيمة مشترياته الحصول على الأوراق الواجب تسليمها لمكتب هيئة الضرائب في المطار، التي يستعيد بموجبها جزءا من الضرائب المفروضة عليه، وعلينا مثلاً أن نعلم أنه إذا بلغت قيمة مشترياتك نحو عشرة آلاف جنيه استرليني في لندن فإنه يمكنك استعادة ما بين 1000 و1700 جنيه استرليني إذا قمت بتسليم الفواتير للجهات المختصة في المطار، ولكن نادرا ما يقوم السائح الخليجي بذلك.
من جانبه يؤكد سيمون جاك مسؤول العلاقات العامة في فندق "ليونارد" في منطقة ماربل ارش بوسط لندن أنه بخلاف معظم السياح فإن السائح الخليجي وتحديدا القادم من السعودية أو الإمارات وأخيرا ليبيا يقضون فترات طويلة في لندن خلال فصل الصيف، وبعض الأسر تقضي ثلاثة أشهر متواصلة وربما أكثر، وهذا الإقبال دفع بالعديد من الفنادق إلى أن تقدم بعض خدماتها باللغة العربية، وأن تخصص غرفة لإقامة الصلاة.
وأضاف أن الإقبال الخليجي على السياحة في لندن رفع من معدل الإشغال الفندقي، وإذا كانت تقديرات العام الماضي تشير إلى أن السعوديين بمفردهم أنفقوا قرابة 78 مليون استرليني للإقامة في فنادق لندن، فالتوقعات أن يتراوح إجمالي إنفاق السائحين السعوديين ما بين 93 و101 مليون استرليني هذا العام للإقامة فقط.