صممت طالبة في كلية الهندسة بجامعة البحرين مشروع معهد متخصص باسم «بوليتكنك الصم الخليجية» يقدم برامج لمرحلة ما بعد الثانوية العامة وتحديداً لذوي الاحتياجات الخاصة من ذوي الإعاقات السمعية.
واختارت الطالبة في برنامج العمارة بكلية الهندسة في الجامعة فاطمة نفيد أن تصمم مشروع معهدٍ لهذه الفئة الأكاديمية بعد بحث طويل عن مشروعات مشابهة في المنطقة والبلدان المتقدمة، مستخدمة تصاميم تتناسب مع طريقة تعليم وتعلم ذوي الإعاقات السمعية.
وصنف مشروع الطالبة فاطمة نفيد - الذي عرض مؤخراً في مسابقة ومعرض مشروعات تخرج طلبة كلية الهندسة في جامعة البحرين - ضمن أفضل عشرة مشاريع لفئة بكالوريوس العمارة في نسخة المعرض الحالية التي ضمت نحو 100 مشروع في هذه الفئة.
وعن منطلق الفكرة وخلفياتها قالت نفيد: «لقد انبثقت هذه الفكرة من حاجة فعلية استشعرتها بنفسي إذ لدي أخوان من ذوي الإعاقة السمعية وبحسب البحث والاستقصاء لم أجد مؤسسة تستقبلهم للدراسة العليا في البحرين باستثناء معهد يقدم تخصصات محدودة تتعلق بالفنون والتصميم، وعندما بحثت على المستوى الخليجي وجدت أن هنالك نقصاً في المؤسسات العليا التي تقدم برامج لفئة الصم». وتابعت قائلة: «من هنا ارتأيت أن يكون مشروعي للتخرج في بكالوريوس العمارة تصميم بوليتكنك الصم الخليجية التي تهدف إلى استقبال ألفي طالب غالبيتهم من فئة الصم، بالإضافة إلى نسبة 10% من الأصحاء على أن يكون هدفهم القيام بدراسات تتعلق بالصم والبكم».
وتتكون بوليتكنك الصم الخليجية من عدة أبنية للتسجيل، وشؤون الطلبة، والإدارة، بالإضافة إلى أربعة أقسام، هي: قسم التصميم والفنون، والأزياء، والرياضة، والتعليم. ولفتت الطالبة فاطمة نفيد إلى أنها اجتهدت في تصميمها ساعية إلى توفير بيئة خلاقة تتناسب مع حاجة فئة الصم لزيادة المساحات، لاسيما المساحة الصماء إذ يحتاج الأصم إلى مساحة أكبر تحيط به لأنه يستخدم يديه للحديث عوضاً عن لسانه، وحرصت على استخدام الأشكال الدائرية بدل الزوايا التي تعيق الرؤية.
كما إنها استخدمت ألواناً تخالف ألوان البشرة كي لا يتشتت بصر الأصم الذي يعتمد على ذراعيه وأصابعه في الحديث والتعبير عما يجول في نفسه.
وعن الأسباب التي دعت لجنة التحكيم لاختيار مشروعها من بين أفضل عشرة مشروعات قالت: «أعتقد أنني ركزت كثيراً في عملية البحث والمقارنة، وعرضت نماذج لجامعات وأكاديميات في الولايات المتحدة والبلدان المختلفة تختص بفئة الصم والبكم».