أقر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس (الأربعاء) أن إيران قد تستخدم قسماً من الأموال التي ستستعيدها إثر رفع العقوبات عنها لتمويل «تنظيمات إرهابية».
لكن أوباما اعتبر أن هذا الأمر يظل أفضل من نظام إيراني، وصفه بـ «الخطير والقمعي»، مسلح نووياً، مشدداً على أننا «قادرون على محاسبة» الإيرانيين إذا مارسوا الخداع.
ودافع أوباما عن الاتفاق مع إيران حول برنامجها النووي، محذراً المشرعين الأمريكيين من أن رفض الحلول الدبلوماسية سيؤدي إلى الحرب ويهدد مصداقية الولايات المتحدة.
وفي معرض وصفه لنقاش الكونغرس الاتفاق مع طهران بأنه «أهم نقاش يتعلق بالسياسة الخارجية» خلال عقد، قال أوباما إن على الكونغرس ألا يتأثر بضغط المنتقدين، الذين اعتبر أنهم أثبتوا خطأهم.
وقال إن «الأشخاص أنفسهم الذين دافعوا عن الحرب في العراق يرفضون الآن الاتفاق النووي مع إيران»، داعياً المشرعين إلى اختيار الدبلوماسية الأمريكية القوية التقليدية.
وأضاف «من سخرية القدر أن المستفيد الأكبر من هذه الحرب في المنطقة كانت إيران التي عززت موقعها الاستراتيجي عبر إسقاط صدام حسين، عدوها منذ وقت طويل».
وقال أوباما إن «رفضاً للاتفاق من جانب الكونغرس سيجعل أي إدارة أمريكية مصممة على منع إيران من حيازة سلاح نووي تواجه خياراً وحيداً: حرب أخرى في الشرق الأوسط. لا أقول ذلك لأكون تحريضياً. إنه واقع».
وأضاف «إذا أطاح الكونغرس بالاتفاق، فسنفقد أكثر من مجرد القيود على برنامج إيران النووي أو العقوبات التي فرضناها بدقة (...) سنفقد شيئاً أكثر قيمة، المصداقية الأمريكية كقائدة للدبلوماسية، وكمرتكز للنظام العالمي».
وسارع رئيس الحزب الجمهوري راينس بريباس إلى انتقاد ما اعتبره خطاباً «صادماً» ينبغي أن يشعر أوباما بـ «العار».
ولطالما اعتبر أوباما أن التصويت لصالح غزو العراق كان خطأ فادحاً أدخل الولايات المتحدة في حرب عبثية استمرت ثماني سنوات وأرهقت فيها الكثير من الدماء.
وفي استشهاده بحرب العراق التي يعارضها الرأي العام بشكل واسع للتدليل على الخيار الواجب اتباعه في مسألة الاتفاق مع إيران، ذكر أوباما بجهود الرئيس الراحل جون كينيدي للحد من التجارب النووية.
وقال أوباما إن «الرئيس الشاب قدم رؤية مختلفة. القوة بالنسبة إليه هي قوات مسلحة قوية والاستعداد للوقوف دفاعاً عن قيمنا في جميع أنحاء العالم».
وينص الاتفاق النووي على رفع العقوبات عن إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي، الذي كان الغرب يشتبه بأنه مجرد غطاء لمساعي طهران من أجل حيازة القنبلة النووية.
ومن المتوقع أن يصوت الكونغرس على الاتفاق خلال أسابيع.
ولم يوفر أوباما إسرائيل في خطابه، مؤكداً أنها الدولة الوحيدة التي عبرت عن معارضتها علناً للاتفاق النووي.