عواصم - (وكالات): تجري شركات النفط تخفيضات كبرى في التكاليف من أجل طمأنة المستثمرين، على الرغم من أن ذلك تكمن مخاطره بمستقبل نموها، وفقاً لما ناقشته وكالة «بلومبرج»، إذ تقوم الشركات المنتجة بدءاً من «شيفرون» وحتى «رويال داتش شل» بالتخلي عن الآلاف من عامليها وإلغاء استثمارات، وبلغت قيمة تلك التخفيضات في إجمالي الصناعة 180 مليار دولار خلال العام الحالي حتى الآن، وهو الأكبر منذ أزمة النفط عام 1986 أي قبل 29 عاماً، وفقاً لشركة استشارات الطاقة التي يقع مقرها في أوسلو «ريستاد إنرجي».
وفي الأسبوع الماضي، قال الرئيس التنفيذي لشركة «بي بي»، بوب دادلي إن أولويته الأولى هي التوزيعات النقدية للمساهمين، فيما قالت المديرة المالية لـ»شيفرون» «Patricia Yarrington، إن شركتها ملتزمة بمواصلة الزيادات السنوية في التوزيعات النقدية للعام السابع والعشرين.
وعلى الرغم من أن التوزيعات النقدية تسعد المستثمرين، إلا أن الشركات المنتجة تواجه خطر تكرار نماذج عامي 1986، و1999 عندما تراجعت الأسعار وخفضت إنتاجها، واستغرق الأمر سنوات حتى استعادت نمو الإنتاج.
وعلى سبيل المثال، بعدما خفضت «شيفرون» الإنفاق في 1998 و1999 عندما انخفضت الأسعار دون مستوى 10 دولارات، انخفض الإنتاج وضخت الشركة الأمريكية 1.99 مليون برميل من مكافئ النفط في عام 2000 وبعد ذلك بـ4 أعوام كانت تنتج 1.7 مليون.
إلى ذلك، عوضت أسعار النفط في العقود الآجلة بعض خسائرها أمس، بعدما أنهت الجلسة السابقة عند أدنى مستوياتها في عدة أشهر لكنها لاتزال متجهة لإنهاء الأسبوع على هبوط تزيد نسبته على 4%. ويواجه مزيج برنت والخام الأمريكي سادس خسارة أسبوعية على التوالي في أطول موجة هبوط من نوعها منذ بداية العام.
وارتفع سعر خام برنت في العقود الآجلة 40 سنتاً إلى 49.92 دولار للبرميل خلال التعاملات بعد وصوله إلى أدنى مستوياته في 6 أشهر في الجلسة السابقة. ويتجه خام القياس العالمي لإنهاء الأسبوع على خسائر نسبتها 4.7% في أكبر هبوط أسبوعي له منذ مارس.
وارتفع سعر الخام الأمريكي 35 سنتاً إلى 45.01 دولار للبرميل عد هبوطه أكثر من دولار يوم الخميس حين بلغ أدنى مستوياته في 4 أشهر ونصف الشهر.
وإلى جانب وفرة المعروض العالمي فإن العامل الرئيس الآخر في دفع أسعار الخام للهبوط من مستوياتها المرتفعة هذا العام التي سجلتها في مايو هو القلق بشأن الطلب على النفط في الصين مع تباطؤ نمو ثاني أكبر اقتصاد في العالم.