كشفت الانهيارات المتلاحقة لميليشيات الحوثي والرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح في محافظتي لحج وأبين، بعد انتصار الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في عدن، عن حالة الإنهاك التي بلغتها قوى الانقلابيين.
ونجحت معركة السهم الذهبي باستعادة معسكر لبوزة، آخر معاقل ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في لحج، إضافة إلى وادي عقّان ومنطقة كرش، ومحاصرة عدد كبير من عناصرها في جبل مُنيف بمديرية المسيمير.
ويرى مراقبون أن الانتصارات العسكرية التي تحققت للشرعية تقود إلى وضع تساؤلات لما بعدها وطبيعة الطريق الذي ستسلكه الشرعية لاستعادة العاصمة صنعاء، هل سيكون عسكرياً قائماً على القتال ومواصلة الحرب أم سياسياً مبنياً على رضوخ الحوثيين وحلفائهم لقرار مجلس الأمن 2216.
وفي هذا السياق، يؤكد المبعوث الأممي لليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أن قرار مجلس الأمن 2216 هو الأساس للمساعي التي يقوم بها لحل الأزمة اليمنية. وقد أعرب ولد الشيخ عن تفاؤله لوجود مؤشرات موافقة أطراف الصراع على تنفيذ بنود هذا القرار، وفق آلية من ست نقاط، يرفض المبعوث الأممي تسميتها بالمبادرة، معتبرا أنها تهدف لبناء الثقة بين أطراف النزاع.
ملخص ما رشح عن مساعي المبعوث الأممي يشير إلى أن الخطوات المطلوبة، إذا قبل الانقلابيون بها بعد هزائمهم الحديثة، تبدأ بتنفيذ انسحاب كامل من المحافظات والمدن التي سيطر عليها الحوثيون بعد الانقلاب على الشرعية، بما في ذلك العاصمة صنعاء، على أن يتزامن ذلك مع وقف لإطلاق النار. ويتولى مراقبة تنفيذ هاتين الخطوتين مراقبون دوليون تحت إشراف الأمم المتحدة.
وتتركز الخطوة التالية على ضمان إيصال المساعدات الإنسانية لكل المواطنين اليمنيين، وضمان عودة الحكومة الشرعية لممارسة مهامها. وهذه النقاط تمثل جوهر القرار الأممي، أما القبول بها فيمثل الحد الأدنى لحقن الدماء ووقف الة الحرب وحماية المدن اليمنية الأخرى من الدمار والخراب اللذين لحقا بمدن مثل عدن وتعز.
وشن طيران التحالف العربي سلسلة غارات على مواقع عسكرية تابعة لمقرات خاصة بقوات الحرس الجمهوري التابع للمخلوع صالح في مناطق مختلفة من صنعاء.
كما استهدف طيران التحالف أيضا معاقل مليشيا الحوثي وصالح في منطقة دمنة خدير والحوبان جنوب شرق محافظة تعز فيما ساد هدوء حذر مختلف الجبهات المحيطة بالمحافظة. وعلى جبهة لحج قامت قوات الجيش مع المقاومة الشعبية باستقدام مزيد من التعزيزات العسكرية من لحج عبر منطقة الحرور إلى محافظة أبين حيث وصلت هذه القوات إلى مدينة جعار وجبل خنفر وذلك في إطار تعزيز المقاومة الشعبية التي تخوض معارك مع مليشيا الحوثي وصالح لإخراجها من محافظة أبين.
من جانبه، أكد وزير الداخلية اليمني اللواء عبدة الحذيفي تقدم قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على ثلاث جبهات في مديرية تعز، مرجحاً تحريرها من ميليشيات الحوثي وقوات صالح خلال اليومين القادمين.
وقال اللواء الحذيفي في تصريح لقناة «الحدث» إن أكثر من 75% من أهالي تعز مع الشرعية ويرفضون وجود ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح في مناطقهم باستثناء قلة بسيطة لن تؤثر على المعارك أو التقدم الذي يحققه الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
وقال الوزير اليمني إن هناك ثلاث جبهات مشتعلة حالياً، ويحقق فيها الجيش الوطني والمقاومة تقدماً كبيراً، وهي جبهات الشمال والغرب والجنوب، فيما يسود الجبهة الشرقية الهدوء النسبي، حيث تتركز جهود الحوثي وميليشيات صالح فيها، وهناك حالة من الارتباك والانهيار بها، مما يؤشر على تطهير المديرية بالكامل خلال اليومين القادمين.