في إنجاز جديد يضاف إلى سجل نجاحات حققتها البحرين، منح الاتحاد الدولي للاتصالات صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء جائزة «تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التنمية المستدامة».
وتأتي الجائزة تقديراً لدور سموه في دعم وتحقيق أهداف التنمية المستدامة على المستويين المحلي والدولي، وما حققته حكومة البحرين من تقدم مذهل في تنمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، على أن يتم تسليم الجائزة بمقر الأمم المتحدة في نيويورك بتاريخ 26 سبتمبر المقبل، بالتزامن مع الذكرى الـ150 لتأسيس الاتحاد.
وتمثل الجائزة الدولية المرموقة تقديراً جديداً لجهود سمو رئيس الوزراء في نهضة البحرين وازدهارها على المستويات كافة، سيما في مجال التنمية المستدامة.
وأصبح اسم سموه قريناً بالتنمية في المحافل الإقليمية والدولية كافة، نظراً لما يوليه من اهتمام بتحقيق التنمية بمفهومها الشامل، ممثلاً في الصحة والتعليم والإسكان والبنية التحتية والاتصالات والخدمات وغيرها، انطلاقاً من رؤية حكيمة غايتها تحقيق كل ما يسهم في تحسين المستوى المعيشي للمواطن، ويوفر له أسباب الرفاه والحياة الكريمة.
ومما لاشك فيه أن الوصول للقمة قد يكون صعباً ويتطلب عملاً شاقاً، إلا أن الأصعب منه والأهم هو الحفاظ على القمة، حيث يفرض عملاً دؤوباً ومضنياً لأجل استمرار التفوق وديمومة الإبداع بما يضمن الصدارة.
الحفاظ على القمة تعني جملة من الدلالات والمضامين، أهمها التخطيط الجيد والواعي والعمل المنظم والدقيق والإنجاز المهم والمطلوب، واستغلالاً فاعلاً لكافة الإمكانات وتطويعها بما يخدم ويفيد.
ويقدم الأمير خليفة بن سلمان النموذج الأمثل في الوصول بالمملكة للقمة والحفاظ عليها، ليس في مجال واحد فقط، بل في مجالات مختلفة وحيوية ولازمة لتقدم أي مجتمع.
وتؤكد الجائزة الرؤية السباقة لسمو الأمير خليفة، وما يتمتع به برؤية ثاقبة وبعيدة النظر تجعله قادراً على استكشاف مصادر القوة والانطلاق منها مبكراً، حيث إن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بات لها دور محوري في مساعدة البلدان والشعوب في التغلب على كثير من المشكلات والأزمات، وإحداث تغيير إيجابي هائل، وتكون مكوناً أساسياً في كافة عناصر التنمية ومحاورها المختلفة.
ومما يزيد من قيمة الجائزة، أنها تأتي في وقت صعب وبيئة معقدة أثرت سلباً على كثير من الدول والمجتمعات، وأدت لتراجعات ملحوظة فيما حققته من مكتسبات، ما يؤكد ويشهد بسلامة النهج التنموي والتطويري لسمو رئيس الوزراء وصلاحيته لكافة الأزمان والمجتمعات.
وينطلق الأمير خليفة من احتياجات المجتمع ويضع نصب عينه آماله وطموحاته، فيضع ما هو ضروري من خطط شاملة ومبادرات واعية وبرامج هادفة قادرة على أن تكون جسراً لنقل المجتمع البحريني إلى مستويات ومراحل أكثر تقدماً وازدهاراً بصفة دائمة وبصورة مستمرة.
ويشكل هذا النهج نموذجاً خاصاً بسموه، ونظرية موضوعية وطريقة عملية تضمن سرعة ودقة تحقيق الإشباع والرضا المجتمعي، وضمان التطور الاقتصادي وتدفق المنجزات والمكتسبات في مختلف المجالات.
وعبر أمين عام الاتحاد الدولي للاتصالات هولين جاو عن هذا المعنى، حينما قال «حضور سمو رئيس الوزراء الشخصي لتسلم الجائزة، يشكل إلهاماً للعديد من المسؤولين في العالم، ليكرسوا أنفسهم لرؤية توصيل العالم وتحفيز الابتكار وإيجاد حلول تكنولوجية تستجيب لتطلعات الشعوب في مستقبل مستدام».
وفي ظل هذا النهج لسمو رئيس الوزراء، أصبحت إنجازات البحرين على صعيد التنمية البشرية والمستدامة المرصودة والموثقة بتقارير المؤسسات الدولية المتخصصة حديث العالم.
واستطاعت المملكة الصغيرة في مساحتها وقلة عدد سكانها نسبياً، وبفضل رؤية قيادتها الحكيمة ممثلة في حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس الوزراء، إلى جانب عزيمة أبناء شعبها، أن تحقق طفرات تنموية أهلتها لتتصدر قائمة الدول في مجال التنمية لسنوات عديدة.
وأصبح اسم الأمير خليفة يتردد كثيراً بكل فخر وتقدير في المنظمات والتجمعات الدولية المختصة بالتنمية الحضرية والبشرية، باعتباره نموذجاً لقائد حكيم يتبنى خططاً واستراتيجيات جعلت من البحرين مركزاً مالياً ومصرفياً وتنموياً مهماً في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي، ولم يأتِ من فراغ وإنما ترجمة لعمل دؤوب ومتابعة لصيقة ومستمرة للشأن التنموي، وما يوليه من اهتمام بتطوير البحرين على المستويات كافة.
وتعد جائزة «تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التنمية المستدامة»، حلقة جديدة في سلسلة طويلة من الجوائز والأوسمة الدولية نالها سموه، ما يؤكد مدى تقدير العالم لإنجازات عميد النهضة ورجل التنمية في البحرين.
وحرص سموه على تحقيق إنجازات تلبي احتياجات المواطنين، وتنقل البحرين إلى آفاق أعلى من الإنجاز والتقدم، مرتكزاً على إيمانه بقدرات أبناء الشعب البحريني، ممن يثبتون على الدوام ـ بوعيهم وعلمهم وثقافتهم وتفانيهم في العمل ـ قدرتهم على تحقيق نجاح تلو الآخر.
وأصبح ميدان التنمية المستدامة والبشرية بكل قطاعاتها في البحرين، فخراً للمملكة بفضل جهود سمو رئيس الوزراء، حتى نال عنها العديد من الجوائز، بينها جائزة الشرف للإنجاز المميز في التنمية الحضرية والإسكان من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية عام 2007، وجائزة أهداف الألفية الانمائية من الأمم المتحدة عام 2010.
وأطلق سموه جائزة تحمل اسمه هي «جائزة خليفة بن سلمان للتنمية البشرية»، لعبت دوراً مهماً في تشجيع كافة المبادرات والجهود الفردية والجماعية في سبيل تحقيق تطلعات التنمية الحضرية المستدامة، بتركيزها على تشجيع المشروعات القائمة على أرض الواقع، والاستفادة من تجاربها في مختلف أنحاء العالم.
ويشكل قطاع الاتصالات أحد أبرز النجاحات المحققة بالبحرين في ظل ما توليه الحكومة من اهتمام لا محدود، حيث أشادت العديد من المنظمات الدولية بتطور خدمات الاتصالات في المملكة، وصنف تقرير التنافسية العالمية (2014-2015) الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، البحرين في المرتبة الثامنة عالمياً من حيث نسبة مستخدمي خدمات الإنترنت من الأفراد، والمرتبة الخامسة لجهة عدد الاشتراكات في خدمات النطاق العريض عبر الخطوط المتنقلة بالنسبة إلى السكان.
فيما أوضح تقرير للبنك الدولي، أن أسعار خدمات النطاق العريض في البحرين كنسبة من الدخل الشهري للفرد تعد من أقل النسب العالمية، وتقل عن النسبة المحددة دولياً بما يتراوح بين 3ـ5%.
ويبرز هذا الاهتمام الحكومي جلياً في اعتماد سمو رئيس الوزراء للخطة الوطنية للاتصالات، وأسهمت في توفير الأجواء الإيجابية أمام تطوير هذا القطاع الحيوي، وتقديم أفضل الخدمات لصالح المستهلكين والاقتصاد الوطني، وتعزيز الريادة البحرينية في المجال إقليمياً وعالمياً.
ونجحت البحرين منذ تحرير قطاع الاتصالات فعلياً عام 2003، في ترسيخ بيئة جاذبة للاستثمارات، بتوفر بنية تحتية حديثة ومتكاملة، وتشريعات وأنظمة متطورة، ومناخ تنافسي شفاف وعادل، وتوسع نطاق استخدامات تكنولوجيا الاتصالات وتطبيقاتها في خدمة المجتمع والتنمية الشاملة المستدامة.
وأسهمت صناعة الاتصالات بشكل رئيس ومباشر في نمو الاقتصاد البحريني لجهة تطوير البنية التحتية، وتدعيم مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، إذ ارتفعت عائدات قطاع الاتصالات من 409 ملايين دينار عام 2012 إلى 423 مليون دينار عام 2013، ليسهم بنسبة 4% من الناتج المحلي الإجمالي، وفقاً لبيانات هيئة تنظيم الاتصالات.
وبلغ عدد الموظفين العاملين في القطاع 3000 شخص، كما أن 90% من المواطنين والمقيمين في البحرين يستخدمون خدمات الإنترنت، وتحتل البحرين المرتبة 27 في العالم وفقاً لمؤشر التنمية في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات للاتحاد الدولي للاتصالات، والمرتبة الأولى في المنطقة.
وحتى الربع الثالث من عام 2014، بلغ عدد الاشتراكات النشطة في خدمات النطاق العريض 1,842,000 اشتراكاً، بنسبة انتشار بلغت 140% و2,413,809 مشترك في خدمات الهواتف المتنقلة بنسبة انتشار بلغت 183%، وفي عام 2013، تم تخفيض أسعار خدمات النطاق العريض بنسبة 65% وبنسبة 25% لخدمات الهواتف المتنقلة.
وزاد عرض النطاق الدولي المتاح عام 2014 من 290 جيجا بايت في الثانية إلى 360 جيجا بايت، بينما كانت البحرين من أوائل دول المنطقة في طرح خدمات الجيل الرابع 4G، وتسمح للمشتركين بالاستفادة من سرعات فائقة تصل إلى 100 ميجابايت في الثانية لتنزيل البيانات، فضلاً عن إطلاق خدمة HD Voice، وغيرها من الخدمات والنماذج الجديدة والمبتكرة عالمياً.
وتأتي جائزة «تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التنمية المستدامة»، تتويجاً لجهود سمو رئيس الوزراء ومبادراته المتعددة، بعد أن أسهمت في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في البحرين، وهي جهود أسهمت في أن تسبق البحرين العديد من الدول على صعيد التنمية المستدامة، وقادت إلى تغير واقع الحياة إلى مستويات أكثر تقدماً، وحققت المزيد من الرفاهية للمواطن.
وجاء التكريم تقديراً لدور سموه في دعم وتحقيق أهداف التنمية المستدامة على المستويين المحلي والدولي، وما حققته حكومة البحرين من تقدم مذهل في تنمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.