حذرت الطبيب الاستشاري بإدارة تعزيز الصحة د.عبير الغاوي من أن التعرض المباشر لحرارة الجو وأشعة الشمس في فصل الصيف وبذل مجهود عضلي يؤدي لحدوث الإجهاد الحراري على أقل تقدير أو الإصابة بضربة الشمس، وهي حالة طارئة تهدد حياة الأشخاص.
وقالت إنه منذ بداية شهر يوليو 2015 ارتفعت درجات الحرارة خلال فصل الصيف للعام الجاري بشكل كبير، ولامست درجة الحرارة أواخر الأربعينات درجة مئوية.
وأشارت إلى أن ضربة الشمس تحدث بكثرة لدى العمال الذين يعملون لمدة طويلة في درجات حرارة عالية، كما أن الأطفال، وكبار السن، ومرضى القلب والسكري والذين لم يألفوا الأجواء عالية الحرارة يكونون أكثر عرضة للإصابة بها.
وأوضحت أن ضربة الشمس تحدث نتيجة اختلال مركز تنظيم الحرارة بالمخ، مما يؤدي إلى فشل الجسم في التحكم في درجة حرارته، فترتفع بشدة ويفشل العرق في التلطيف، هذه العملية قد تحدث خلال وقت قصير جداً (10-15دقيقة)، وقد ينتج عنها مشاكل خطيرة إذا لم يسعف المصاب فوراً، وتؤدي إلى هبوط يؤثر على كافة أعضاء الجسم، وتتوقف خطورة الحالة ومضاعفاتها على سرعة إسعاف وعلاج المصاب.
وأفادت أن الأعراض تتمثل في ارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم أكثر من 40 درجة مئوية، مع صداع شديد ودوخة واحمرار الجلد وتوقف العرق، وسرعة النبض والنفس، والرغبة في القيء، وفقدان الوعي وتشنجات عصبية.
وتابعت أنه في حال كنت بمعية شخص يشتبه إصابته بضربة شمس فعليك نقل الشخص المصاب فوراً إلى منطقة مظللة أو مكان بارد واطلب المساعدة الطبية في الحال، وحتى يحين نقل المصاب وإسعافه حاول خفض درجة حرارة جسمه بتخفيف الملابس التي يرتديها ورشه بالماء البارد باستمرار أو لف المصاب بقطع قماش مبللة بالماء البارد، مع تجنب استخدام الثلج خوفاً من حدوث تقلصات في الأوعية الدموية.
وبينت أنه يمكن استخدام المروحة الهوائية إذا توفرت لتلطيف درجة حرارة المصاب، وإذا كان المصاب واعياً أعطه بعض السوائل بكميات صغيرة على شكل رشفات صغيرة حتى وصول الفريق الطبي.
ولفتت إلى أن الاجهاد الحراري أقل خطورة وأسرع استجابة من ضربة الشمس، فيحدث نتيجة فقدان الجسم لكمية كبيرة من السوائل والأملاح عند التعرض للجو الحار لمدة طويلة مع بذل مجهود شاق، فيشكو الشخص المصاب من صداع ودوخة وغثيان وعطش، ويُلاحظ على المريض التعرق الشديد وشحوب وبرودة الجسم وقد يشكو من تقلص وألم حاد بالعضلات مع ضعف عام ويُلاحظ عليه سرعة النبض والتنفس واضطراب في الرؤية، ويتم إسعاف المريض كما في إسعاف ضربة الشمس.
ونبهت إلى أن المصاب بالإجهاد الحراري يكون سريع الاستجابة للعلاج، ويكون واعياً معظم الوقت ويحتاج إلى كثرة تناول السوائل الباردة وأدوية خفض الحرارة مع الراحة التامة وعدم التعرض للجو الحار أو أشعة الشمس المباشرة ، وربما يستدعي الوضع إعطاءه المحلول الملحي عن طريق الحقن بالوريد، وحيث إنه من المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة وبشكل خاص في شهر أغسطس فلا بد من أخذ الحيطة والحذر لتفادي حالات الإجهاد الحراري وضربات الشمس باتباع الإرشادات المتمثلة في تجنب التعرض لأشعة الشمس وقت الظهيرة وقضاء المشاوير في الصباح الباكر أو بعد العصر.
ونصحت بالتوقف عن العمل في ساعات اشتداد الحرارة للعمالة الوافدة أي من 11 صباحاً حتى 4 عصراً مع توفير السوائل وإعطاء فترات استراحة متكررة في مكان مظلل وبارد وإذا لم يكن الشخص معتاداً على العمل في الأجواء الحارة عليه أن يبدأ ببطء وزيادة الوقت تدريجياً، والإكثار من شرب الماء والسوائل وإن لم يكن هناك شعور بالعطش وقد يصل احتياج الجسم إلى 10 أكواب في فصل الصيف، وللأشخاص الذين يبذلون مجهود في الجو الحار يجب شرب 2-4 أكواب ماء لكل ساعة من المجهود العنيف ويُفضل شرب محلول الجفاف أو المشروبات الرياضية، وشرب السوائل الباردة وتجنب المثلجات التي تسبب تقلصات جدار المعدة، والإكثار من الخضراوات والفواكه لتعويض الأملاح والمعادن المفقودة في العرق وهي تحتوي على أكثر من نصف وزنها ماء، وارتداء الملابس القطنية الفضفاضة واختيار الألوان الفاتحة، وتغطية الرأس بالقبعة أو المظلة تحت الأشعة المباشرة للشمس، وتجنب الإكثار من شرب المنبهات كالشاي والقهوة، وأخذ قسط كاف من النوم والحفاظ على نشاط الجسم والغذاء السليم.