سيطرت القوات الموالية لحكومة الرئيس اليمني المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي على زنجبار، عاصمة محافظة إبين في جنوب البلاد والتي كانت في أيدي المتمردين الحوثيين، إضافة إلى مدينة شقرة الساحلية في المحافظة نفسها، وفق ما أفادت مصادر عسكرية أمس (الأحد). فيما أعلن المتمردون الحوثيون حالة الطوارئ في صنعاء، بعد انهيار قواتهم في جميع الجبهات.
يأتي ذلك فيما تستمر قوات هادي المدعومة جواً وبراً من جيوش التحالف العربي، بالتقدم في جنوب اليمن الذي بات بغالبيته تحت سيطرتها.
وعملياً، باتت قوات هادي التي تقاتل بأسلحة حديثة زودتها بها دول التحالف العربي، تسيطر على محافظات عدن ولحج والضالع وغالبية إبين التي لا يزال الحوثيون يسيطرون فيها على لودر، ثاني أكبر مدنها.
ومن المتوقع أن تشهد محافظة شبوة الصحراوية الشاسعة في شرق إبين، المرحلة المقبلة من القتال، إذ إنها باتت المعقل الأخير تقريباً للحوثيين وحلفائهم في الجنوب.
وأوضحت المصادر العسكرية أنه إثر هجوم شنته من عدن، كبرى مدن الجنوب، وبدعم من طيران التحالف بقيادة السعودية، تمكنت القوات الموالية لحكومة هادي من السيطرة أولا على مواقع اللواء الخامس عشر الذي انضم قادته إلى الحوثيين، قبل أن تدخل زنجبار.
وهي رابع محافظة يخسرها الحوثيون في الجنوب بعد عدن ولحج التي تتضمن خصوصاً قاعدة العند الجوية الاستراتيجية الأكبر في البلاد، والضالع التي باتت بحسب مصادر عسكرية بدورها تحت سيطرة «المقاومة الشعبية»، وهو الاسم الذي يطلق على القوات اليمنية المتعددة الانتماء الموالية لهادي.
ونشرت القوات الموالية لحكومة هادي مدرعاتها التي زودها بها التحالف، في مدينة زنجبار لتعزيز مواقعها.
وفي وقت لاحق، توجهت أفواج القوات الموالية إلى مدينة شقرة الساحلية في إبين، وسيطرت عليها من دون مقاومة كبيرة من الحوثيين.
وقال مصدر عسكري ميداني «لقد دخلنا شقرة ولا نواجه مقاومة شديدة بل الألغام التي زرعها الحوثيون في كل مكان».
وقال المسؤول الصحي في عدن الخضر لصور إن مدنيين قتلوا بانفجار ألغام أرضية تركها الحوثيون، لدى عودتهم لتفقد منازلهم التي هجروها في وقت سابق في زنجبار.
وفي محافظة اب بجنوب صنعاء، تحتدم المواجهات أيضاً بين الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح من جهة، وقوات المقاومة الشعبية من جهة أخرى.
وأكد مصدر محلي أن «المقاومة سيطرت على منطقتي السدة وحزم العديد وأجزاء من منطقة الرضمة».
وأشار المصدر إلى استمرار اشتباكات عنيفة بين الطرفين في منطقة يريم في اب.
كذلك تستمر معارك الكر والفر في تعز، ثالث أكبر مدن اليمن الواقعة في جنوب غرب البلاد.
وكان الحوثيون المدعومون من إيران والمتحالفون عسكرياً مع قوات الجيش الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، انطلقوا عام 2014 من معاقلهم في شمال البلاد في حملة توسعية جنوباً وسيطروا على صنعاء في سبتمبر الماضي.
وتوجهوا بعد ذلك إلى عدن، ثاني أكبر مدن البلاد، واضطر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى المغادرة إلى السعودية بعدما جعل من عدن عاصمة مؤقتة لشهر واحد فقط.
وفي 26 مارس اطلق التحالف العربي الذي تقوده السعودية حملة عسكرية جوية ضد الحوثيين.
وفي الثالث من أغسطس الحالي، نشر مئات الجنود من دول الخليج الأعضاء في التحالف حول عدن لتأمين كبرى مدن جنوب اليمن.
من جهة أخرى؛ نقل موقع (العربية نت) عن مصادر صحافية في اليمن أن اللجنة الثورية التابعة للمتمردين الحوثيين أعلنت حالة الطوارئ في صنعاء، في مؤشر على تصاعد مخاوف الميليشيات الانقلابية من أن تصل عمليات التحالف والمقاومة إلى العاصمة، بعد انهيار قواتهم في جميع الجبهات.
وأشارت هذه المصادر إلى نصب نقاط تفتيش في العاصمة اليمنية، واندلاع مواجهات في بعض الأحياء.
وكانت المقاومة قد أعلنت عن تحرير محافظة الضالع بالكامل، فيما توقعت مصادر مطلعة ومراقبون سياسيون حدوث انقلاب مسلح في صنعاء على يد قيادات تابعة للمخلوع صالح لطرد الحوثيين، وعلى إثر ذلك نصب المتمردون نقاط التفتيش مع اندلاع مواجهات في بعض أحياء العاصمة.