على هذا الكوكب الذي كان أخضر يوجد أنا وأنت، خُلقنا مختلفين في كل شيء، خَلقًا وخُلُقًا، اليوم صار كوكبنا أحمر وصرنا مخلوقات أخرى تأكل بعضها بكل الوسائل والطرق. فليكن، فلتستبح دمي ولأستبح دمك ولنمت معًا وليمت فينا الإسلام ولتنتشر بقايا إنسانيتنا في الهواء مخلفة أكوامًا وأكوامًا من العار يوسم به كل مسلم تخلى عن إنسانيته طواعية في طريقه إلى الجحيم، ولكن من المستفيد خلف ذلك كله؟
إن الفطرة تنهى عن كل تلك الأمور فقط لو توقفنا عندها برهة، ولكن بعضنا قد شغلته محطات أخرى في الحياة فتناسى وجود ما يسمى «بالفطرة» وذهب راكضاً نحو نعيم الدنيا الفانية.
اليوم نجد أن ثمة خلايا قد تجردت من الفطرة والإنسانية، وبنت حول ذواتها قوة وسلطة واهية، فتقمصت دور الخالق في الحكم على الخلق، ووضعت قوانين ليست من الإسلام في شيء، فذبحت واستباحت وقطعت رؤوس العديدين وفجرت بيوت الله في أرضه، ثم قالت: لا إله إلا الله محمد رسول الله! أيُّ إله يقصدون؟ وأيُّ إسلامٍ هذا الذي يتحدثون عنه؟
ثم أنهم سوف يُسألون: بأي ذنب قتلتموهم؟ أتقتلون قوماً أن يقولوا ربنا الله؟؟
فلتعلم عزيزي القارئ أن الإنسانية والرحمة هما ما يحركان قلوب المؤمنين، وأنه ما من مؤمن يرضى باستباحة دماء أخيه، وليس لمسلم أن يقف مكتوف الأيدي ليرى تلك المشاهد بدمٍ بارد وبلا شعور مهما كانت توجهاته فالشعور بالإنسانية يجب أن يطغى على كل شيء، هذا ما تعلمناه من ديننا الحنيف الذي جعل لحياتنا كل اليسر والرحمة، وجعل العين بالعين والسن بالسن والحرمات قصاص، وجعل لكل شيء قياسًا باعتدال وليس لأحد أن يتمرد على تعاليم دينه وأسس عقيدته إلا أن يشقى في هذه الدنيا وفي الآخرة.
ولتعلم أن مسلماً بلا إنسانية كالنار والماء لا يمتزجان، وإن امتزجا خلفا دخاناً لا يغني في شيء. وبعد كل شيء فلنحذر أن تموت فينا الإنسانية يومًا، فنبقى عراة بلا إسلام !
سوسن يوسف
فريق البحرين للإعلام التطوعي