قال باحثون أمريكيون إنه “تم تحديد متغيرات تسلسل الحمض النووي المرتبطة بعدم انتظام دقات القلب الذي قد يتسبب بضرر في القلب وموت فجائي”، مشيرين إلى أن “عدم انتظام دقات القلب مرتبط بزيادة خطر الإصابة بمشكلات قلبية وبموت قلبي مفاجئ”، لافتين إلى أنهم “اكتشفوا جينين ينظمان الإشارات التي تنشّط انقباضات القلب”. وذكر موقع “هلث دي نيوز” الأمريكي أن “فريقاً دولياً أجرى دراسته على أكثر من 50 ألف شخص حول العالم، وجد متغيرات في 22 موقعاً في الجينوم البشري يمكن أن تؤثر في دقات القلب”. وقال البروفيسور المساعد في جامعة جون هوبكنز للطب د. دانغ أركينغ إن “حجم الدراسة يعطينا القدرة على تحديد كثير من الجينات لم يكن يشتبه سابقاً بدورها في التوصيل القلبي”. وعدم انتظام نبضات القلب أو ما يعرف باختلاجات القلب تختلف من شخص لآخر، وقد تحدث بشكل منتظم ودائم أو تطرأ بصورة نوبات مؤقتة متزامنة ومتشابهة، وقد تبدأ وتنتهي أحياناً بشكل تدريجي “من بضع دقائق إلى عدة ساعات”، أو على العكس تماماً تكون فجائية، وقد يشعر المصاب بأنه تلقى ضربة حادة على صدره أو أن قلبه قد توقف عند بدء النوبة، وأحياناً تصبح الدقات كضربات قوية سريعة، وفي حالات نادرة قد تتباطأ، وذلك بانتظام أو بغير انتظام كلي. الجهد الجسدي الكثيف وغالباً ما تطرأ الاختلاجات في أوضاع معينة كالإرهاق أو الجهد الجسدي الكثيف، أو بعد استهلاك مفرط للقهوة، والكحول أو المحفزات الأخرى التي قد تكون أدوية أو سواها، وكذلك يدق القلب سريعاً عند الخوف أو التأثر العاطفي الشديد، كما إنها قد تحدث من دون سبب ظاهر. ومن المهم الانتباه إلى كل الإشارات التي ترافقها لأنها تسهم مساهمة كبيرة في تشخيص الأسباب ومنها: الألم في الصدر، والصفير، والتعرق، والاصفرار، والقلق، أو الحاجة إلى التبول عند انقضاء النوبة. والاختلاجات على نوعين المنتظمة وغير المنتظمة، ولكل منها أسبابه، أما الاختلاجات المنتظمة فهي الأكثر شيوعاً ولها أسباب متعددة من بينها: تسارع نبض القلب، وهي تسارع نبض القلب إلى أكثر من 100 دقة في الدقيقة الواحدة. وهذا أمر طبيعي في حالات الجهد أو التأثر يزول عند الراحة حتى ولو بدت مؤلمة. وقد يترافق هذا التسارع مع مؤشرات خارجية وداخلية، منها ألم في الصدر وانزعاج عند التنفس، ترتبط في معظمها بخلل عصبي فيزيائي. وقد ينجم هذا النوع من الاختلاجات أحياناً عن ارتفاع الحرارة عند الحمّى أو بعض العلاجات الطبية “الأتروبين والأدوية المهدئة والمضادة للانهيار العصبي أو الاكتئاب” أو عن نقص حاد في الحديد، كما إنها قد تكون نتيجة خلل في عمل الغدّة الدرقية، والاختلاجات الناجمة عن الكآبة، سواء كانت دائمة أو بشكل نوبات قلق واكتئاب. وتعتبر من أكثر الحالات شيوعاً قد يصحبها ارتفاع في “التكي كاردياك” ينطلق وينتهي تدريجياً، وأيضاً الاحتدام القلبي ويأتي بشكل إحساس بضربات عنيفة في الصدر تمتد أحياناً إلى العنق والجمجمة، وهي ليست بطيئة ولا متسارعة أو غير منتظمة. يعاني من هذا النوع من الاختلاجات العديد من المراهقين من دون أن تنجم بالضرورة عن مرض ما، قد يسببها نشاط الجهاز العصبي السمباتيكي الذي يؤدي إلى اهتياج مفرط في عضلة القلب. ومن المفيد في هذه الحالة تخفيف أو الإقلاع نهائياً عن استهلاك القهوة والتبغ، ويساعد أيضاً الابتعاد عن الأرق وتنظيم أنماط النوم. عندما تكون الأعراض مزعجة جداً يمكن وصف علاج بالأدوية لفترة مؤقتة، أما إن ترافقت الأعراض مع نبض متسارع دائم، فقد يجدر البحث أولاً عن أي خلل في عمل الغدة الدرقية. إفراط عمل الغدة الدرقية ويأتي ضمن الاختلاجات المنتظمة أيضاً، مرض بوفري، وهو يصيب الشباب البالغين وخصوصاً النساء من دون سبب واضح، مع أنه قد يتفاقم أحياناً بسبب الإفراط في عمل الغدة الدرقية أو مرض القلب. يعرف هذا المرض عادة ببدايته المفاجئة وتسارع دقات القلب، لتصل من 180 إلى 200 ضربة في الدقيقة، منتظمة تماماً. قد تكون النوبة معتدلة أو تترافق مع الاصفرار، التعرق وانخفاض الضغط الشرياني، وتنتهي النوبة أيضاً بشكل مفاجئ وعودة مباشرة إلى النبض الطبيعي. عندما يعرف المرء أنه مصاب بمرض بوفري قد يستطيع التحايل على النوبة ببعض المناورات التي تطلق ردة فعل خاصة، كابتلاع قطعة كبيرة من الخبز أو الضغط على العينين أو شرب كوب من المياه الغازية، يتم وصف العلاج الوقائي في بعض الحالات، كما إن هناك بعض حالات تلاعب النبض الأكثر تعقيداً وتباطؤ الدقات لتصل إلى أقل من 60 ضربة في الدقيقة، قد تكون مؤشراً إلى مرض جدّي في القلب، أما الدقات غير المنتظمة فغالباً ما يكون مصدرها الانقباضات غير الطبيعية للقلب، وهي غالباً غير خطرة، إلا إذا ترافقت مع الصفير وانخفاض الضغط الشرياني وضيق في النفس، فحينها قد تكون مؤشراً لمشكلات خاصة جداً في القلب تستوجب معالجة متخصصة.