كتب - معاذ البرديني:
ثلاث سنوات انطفأت فيها أضواء الكالتشيو الإيطالي العريق، ثلاث سنوات عانت فيها إيطاليا من الأزمة الاقتصادية الأوروبية التي فتكت في أوروبا، فكانت إيطاليا أحد أكبر المتضررين منها مما جعل عمالقة الكالتشيو الإيطالي يستغنون عن أبرز نجومهم لتغطية ديونهم، فأصبحت هدفاً أساسياً للمستثمرين الآسيويين. غابت النجوم فغابت المنافسة مما تسبب لاحقاً بتدنٍ كبير في المستوى الفني للفرق، ولكن هذا الغياب كان لابد له أن ينتهي وأن يحيا الكالتشيو مرة أخرى لتعود له الأضواء وتشعله من جديد.
نشاط كبير أنعش الميركاتو الإيطالي لهذا العام فتسابق الجميع لتدعيم صفوفه سعياً لإيقاف سيطرة اليوفنتوس.
يأتي فريق العاصمة روما في المقدمة حيث كان يستهل الفريق موسمه بأفضل صورة، ولكن افتقار المدرب الفرنسي رودي غارسيا للدكة في ظل المنافسة على ثلاث بطولات، كان السبب الرئيس الذي لا يعطي الفريق القدرة على مواصلة أدائه القوي طيلة الموسم، ومن المتوقع أن تؤتي تعاقدات روما ثمارها كونها أسماء لمعت مع أفرقتها أمثال المصري محمد صلاح والبوسني إدين دزيكو إضافة لحارس الآرسنال سابقاً البولندي تشيزني.
بينما النادي الإيطالي الأعظم أوروبياً ميلان هو أيضاً دخل الميركاتو لهذا العام بقوة وقام بتدعيم أحد أكثر الخطوط ضعفاً في الفريق وهو خط الهجوم فجلب كلاً من الكولمبي كارلوس باكا بطل اليوروبا ليغ رفقة أشبيلية الإسباني الموسم الماضي، والبرازيلي المميز لويس أدريانو مهاجم شاختار دونستيك الأوكراني، ولكن إدارة الميلان قامت بما هو أهم من ذلك وهو التعاقد مع مدرب قادرٍ على إدارة فريق بحجم الميلان، فوقع الخيار على مدرب سامبدوريا الإيطالي الصربي ميهايلوفيتش ليعوض إخفاقات المواسم السابقة، ما قدمه الميلان في مبارياته التحضيرية صيف هذا العام رفقة ميهايلوفيتش تعطي مؤشرات إيجابية تجعلنا نترقب عودة قوية لهذا الفريق العريق. أما القطب الثاني من مدينة ميلانو فريق إنترناسيونالي آخر الفرق الإيطالية تحقيقاً لدوري أبطال أوروبا رفقة المحنك مورينيو، دخل الميركاتو بكل قوة لهذا العام فدعم جميع الخطوط الدفاعية والهجومية والوسط، فجلب أحد أقوى مدافعي الليغا البرازيلي ميرندا والظهير البارسا الإسباني مارتين مونتويا، إضافة للاعب الوسط الفرنسي كوندوجبيا وختم تعاقداته بالمهاجم ستيفان يوفيتيش عائداً للكالتشيو الإيطالي مرة أخرى حاملاً ألوان النيرازوري، أما المهمة الأخيرة فهي بأيدي المدرب مانشيني ليكون التشكيلة الأمثل للمنافسة على اللقب هذا العام. هذا النشاط الإيطالي يعدنا بالكثير من المفاجآت السارة لمحبي الكالتشيو ومحبي الكرة بشكل عام ونجاح هذه التعاقدات سيرجع الأفرقة الإيطالية للمنافسات الأوروبية من جديد وكسر الاحتكار الإسباني والإنجليزي والألماني لها.