كتب - مازن أنور ووليد عبدالله:
تعاني الأندية البحرينية الأمرين فيما يخص الأعباء المالية التي تواجهها من أجل النهوض بفرقها الرياضية من موسم إلى آخر، فإلى جانب شح الميزانيات التي تصل لتلك الأندية من المؤسسة العامة للشباب والرياضة والتي لا تغطي حتى ما نسبته 50% من مصروفات النادي فإن الشركات الوطنية ذات المداخيل المليونية لا تعير هذه الأندية أي اهتمام أو التفكير في دعمها مادياً من أجل تحقيق ما يسمى بالشراكة بين القطاعين وبما يخدم القطاع الشبابي والرياضي في المملكة.
وبالعودة للوراء قليلاً من أجل التمعن في أبرز مسابقة رياضية في البحرين تتمثل في دوري الدرجة الأولى لكرة القدم (دوري الأضواء) فإن تجاهل شركات القطاع الخاص للأندية الوطنية كان واضحاً وضوح الشمس، فالفرق العشرة التي خاضت تلك المسابقة لم تحمل أغلبها أي شعار لشركة على قمصانها، عدا فريق المحرق الذي لعب بشعار (DHL) ويعود الفضل في هذا الأمر لرئيس النادي، بالإضافة إلى الرعاية المتأخرة التي حصل عليها نادي الحد من مجموعة النمل لمباراة نهائي كأس الملك.
علاقة الفتور التي تربط شركات القطاع الخاص والشركات الوطنية تثير العديد من علامات الاستفهام والاستغراب، لاسيما عندما نقوم بعمل مقارنة بين الأندية البحرينية والأندية في الدول الخليجية المجاورة، حيث لا يخلو قميص أي فريق من شركة راعية، وهذا الأمر أصبح يتجاوز حدود الخليج، فحتى الأندية في منطقة الشام تحظى بالرعاية من قبل شركات القطاع الخاص.
والغريب في الأمر بأن الأندية التي تمثل البحرين (الوطن) خارجياً هي الأخرى لا تحظى بدعم الشركات الوطنية، على الرغم من المعاناة المادية التي تعيشها تلك الأندية، وذلك ما جعل نادي الرفاع الشرقي يؤكد قبل أيام بأن مشاركة فريقه في الاستحقاقات الخارجية ستكون مقترنة بدعم مسبق من الجهات المسؤولة عن الرياضة في المملكة.
هناك أرقام مليونية نشهدها بين حين وآخر لمجموع أرباح بعض الشركات الوطنية ولكن للأسف الأندية الوطنية لا تنال نصيباً منها، والتخوف في الشركات من دعم الأندية يتمثل في إمكانية مواجهة العتب من الأندية وجهات أخرى، وهنا يتوجب على الشركات إبرام اتفاقات زمنية مع هذه الأندية من أجل أن ترتبط معها برعاية، ولكن هذه الاتفاقات غير موجودة في الشارع الرياضي البحريني.
ولابد أن يطال اللوم في هذا الأمر بعض الأندية الوطنية التي يجب أن تمنح جانب التسويق اهتماماً أكبر في أعمالها اليومية، وربط التسويق بما يقدمه النادي من جهد إعلامي قد يؤدي في النهاية إلى كسب الشركات المليونية.
عموماً الدعم المادي من الشركات الوطنية للأندية والقطاع الرياضي بات ضعيفاً للغاية، وحقيقة تنذر بالدور المفقود للأندية والذي يجب أن تهتم به المؤسسة العامة للشباب والرياضة من أجل إنعاش الوضع (الميت) في هذا الجانب.