إنه ومتى ما دق وللمرة الأولى فلا بد من زوال الأرض من تحتك والسماء من فوقك وهبوب العواصف من حولك، ستسأل ما الذي يحدث لك ما سمعت هذا الصوت قبلاً، وما تصورت بأن هناك من شيء يحيا ويسكن داخلك أبداً، جميع ما كان ساكناً هادئاً مستقراً ما عاد الآن يعرف للسكون والهدوء والاستقرار مكاناً، جميع ما كان آمناً مطمئناً في داخلك ما عاد الآن يذوق طعم أمان ولا اطمئنان، جميع ما كان يشعرك بالأمان والضمان فقد قدرته الآن، وجميع ما كان يمنحك لحياتك معنى ما عاد يعرف للمعنى عنواناً. كل شيء ضيع العنوان لأن لب الألباب وسر الأسرار يقترب من الحياة، حياة أنت لا تعرف عنها شيئاً وما سمعت عنها خبراً في يوم من الأيام.ذلكم الصوت حين تسمعه منادياً عليك ينقسم عالمك عندها مشتتاً أنت بينهما، عالمان لا جسر يصلهما، والهوة شاسعة عظيمة بينهما، لعله سيقال عنك أنه قد أصابك الجنون فالناس أجمعون يظنون أنهم من العاقلين فلا يستوعبون أو يحاولون حتى أن يفهموا ما حاجة المرء لفهم معنى الحب، إنهم عن فهم السر الحقيقي عاجزون تراهم لا يكفون عن سؤال سالك درب الحب، ما الذي تفعله وأنت تضيع حياتك هكذا جالساً صامتاً متأملاً، لكنك وأنت تتمزق بين الشاطئين غارقاً في فوضى عظيمة، تائهاً في أودية الحيرة، لسوف تمتص تلك الفوضى خالقاً عالماً جديداً من رحم التشتت والاضطراب، عالماً لا تغرب فيه الشمس ولا تغلق فيه الأبواب لأن الطريقة التي سترى فيها العالم ما هي إلا انعكاس للطريقة التي ترى فيها قلبك.علي العراديأخصائي تنمية بشرية
970x90
970x90