رويترز - قالت وكالة الطاقة الدولية أمس الأربعاء إن الطلب العالمي على النفط ينمو بأسرع وتيرة له في خمس سنوات بفضل تعافي النمو الاقتصادي وانخفاض الأسعار لكن تخمة المعروض العالمي كبيرة جداً وستستمر في 2016.
وذكرت الوكالة في تقريرها الشهري أنها رفعت كثيراً توقعاتها لنمو الطلب في العامين الحالي والقادم وتتوقع تراجع نمو إمدادات المعروض من خارج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في 2016 مع تأثر المنتجين الأمريكيين أكثر من غيرهم.
وأضافت الوكالة التي تتخذ من باريس مقراً لها «بينما بدأت عملية إعادة التوازن بوضوح من المرجح أن يطول أمد العملية حيث من المتوقع استمرار وفرة المعروض خلال 2016 بما يشير إلى أن المزيد من المخزونات سيتكدس.»
وتتوافق رؤية وكالة الطاقة مع رؤية الحكومة الأمريكية التي خفضت يوم الثلاثاء الماضي توقعاتها للإنتاج الأمريكي بما يشير إلى أن هبوط أسعار الخام 60% منذ الصيف الماضي ربما يؤثر أخيراً على الإنتاج الصخري.
ونزلت أسعار النفط عن 50 دولاراً للبرميل تحت ضغط من وفرة المعروض وارتفاع الدولار. وتعتبر توقعات وكالة الطاقة أكثر تفاؤلاً من تقديرات أوبك التي رفعت يوم الثلاثاء الماضي توقعاتها لإمدادات المعروض النفطي من الدول غير الأعضاء في المنظمة.
وقالت وكالة الطاقة إنها تتوقع ارتفاع الطلب العالمي على النفط بواقع 1.6 مليون برميل يومياً في 2015 بزيادة 260 ألف برميل يومياً عن التقديرات التي نشرتها الشهر الماضي وعزت ذلك إلى قوة النمو الاقتصادي وارتفاع طلب المستهلكين بفضل انخفاض الأسعار. وتابعت «تلك هي أكبر طفرة في النمو خلال خمس سنوات وتمثل ارتفاعاً هائلاً بعد زيادة الطلب 0.7 ملايين برميل يومياً فقط في 2014».
وأضافت أن استمرار قوة الاقتصاد الكلي سيدعم نمو أكبر من المعتاد بواقع 1.4 مليون برميل يومياً في 2016 بزيادة 410 آلاف برميل يومياً عن تقديراتها السابقة. ودفع انخفاض أسعار الخام شركات النفط إلى تقليص خططها الاستثمارية.
وقالت وكالة الطاقة «بينما سيساهم انخفاض الكلفة وتحسن الكفاءة في تعويض بعض التخفيضات في الإنفاق من المرجح أن يتلقى الإنتاج ضربة قريباً».
وذكرت الوكالة أنها تتوقع تباطؤاً شديداً لنمو المعروض من خارج أوبك مقارنة مع المستوى القياسي الذي سجله في 2014 عند 2.4 مليون برميل يومياً ليصل إلى 1.1 مليون برميل يومياً هذا العام ثم يقل 200 ألف برميل يومياً في 2016 مع تأثر الولايات المتحدة أكثر من غيرها. وتشير التوقعات إلى أن استراتيجية أوبك المتمثلة في الإحجام عن خفض الإنتاج وحماية حصتها في السوق بدلاً من دعم الأسعار ربما تؤتي ثمارها أخيراً، غير أن الاستراتيجية التي تبنتها المنظمة في نوفمبر تشرين الثاني الماضي أحدثت وفرة في المعروض العالمي وستستغرق السوق عاماً ونصف لاستيعاب هذه التخمة.
وقالت الوكالة «تظهر بياناتنا أنه بينما ستنحسر التخمة من ثلاثة ملايين برميل يومياً في الربع الثاني من 2015 وهو أعلى مستوى لها منذ 1998 إلا أن الوفرة المتوقعة في المعروض ستستمر في النصف الأول من 2016». وأشارت إلى أنه على افتراض أن إنتاج أوبك سيظل قرب 31.7 مليون برميل يومياً، وهو متوسط الإنتاج في الأشهر الثلاثة الأخيرة في عام 2016 فإن المعروض سيتجاوز الطلب بواقع 1.4 مليون برميل يومياً في النصف الثاني من 2015، وسيقل الفائض إلى نحو 850 ألف برميل يومياً في 2016 وقد تكون الشهور الثلاثة الأخيرة من 2016 أول فصل يشهد سحباً من المخزونات. وأضافت «هذه التوقعات لا تأخذ في الحسبان احتمال ارتفاع الإنتاج الإيراني في حالة رفع العقوبات».