قتل خمسون شخصاً على الأقل في دمشق وريفها أمس (الأربعاء) جراء غارات جوية شنتها قوات النظام السوري على مناطق في الغوطة الشرقية وسقوط قذائف على أحياء عدة في العاصمة، تزامناً مع دخول هدنة مدينة الزبداني حيز التنفيذ.
من جهة أخرى، تسببت ضربات جوية للائتلاف الدولي بقيادة أميركية استهدفت مستودعاً لفصيل إسلامي في شمال غرب البلاد بمقتل 18 شخصاً بينهم ثمانية مدنيين، فيما أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 31 ضابطاً من قوات النظام و33 عنصراً من تنظيم «داعش» في المعارك المستمرة بين الطرفين منذ الأحد في محيط مطار عسكري بشمال البلاد.
وفي ريف دمشق، نفذت طائرات حربية تابعة لقوات النظام غارات عدة استهدفت مناطق في غوطة دمشق الشرقية وتسببت وفق المرصد، بمقتل 37 مدنياً بينهم أربعة أطفال وإصابة أكثر من 120 آخرين بجروح.
وأظهرت صور في مدينة دوما التي تعرضت للقصف الجوي نحو 17 جثة موضوعة داخل أكياس بلاستيكية على الأرض داخل مستشفى ميداني، وتبدو في صورة أخرى جثة طفلين قتلا جراء القصف الجوي لقوات النظام على المدينة.
وفي صور أخرى، تظهر مجموعة من الجرحى وهم مستلقون على الأرض التي تغطيها بقع الدماء، وبينهم أطفال يبكون والدماء تسيل منهم جراء إصاباتهم.
وجاءت الغارات على الغوطة الشرقية المحاصرة من قوات النظام منذ نحو عامين بعد ساعات على قصف مقاتلي الفصائل احياء عدة في دمشق «باكثر من 50 قذيفة صاروخية»، وفق المرصد.
وطاولت القذائف احياء عدة في دمشق أبرزها المزة وساحة الأمويين وشارع بغداد والقزاز ومحيط السفارة الروسية ومناطق في دمشق القديمة والمهاجرين. وتسببت بمقتل 13 شخصاً على الأقل، عشرة منهم مدنيون، بالإضافة إلى إصابة ستين آخرين بجروح خطرة.
وغالباً ما يستهدف مقاتلو المعارضة المتحصنون في محيط العاصمة أحياء سكنية بالقذائف، في حين تقصف قوات النظام المناطق تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في ريف العاصمة بالمدفعية والطيران.
وفي مدينة الزبداني آخر معاقل المعارضة على الحدود مع لبنان، دخل اتفاق هدنة لوقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة حيز التنفيذ عند السادسة من صباح أمس، ويسري كذلك على بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين في محافظة إدلب، بناء على تسوية بين مقاتلي الفصائل وقوات النظام والمسلحين الموالين لها ومقاتلي حزب الله اللبناني.
ونص الاتفاق في صيغته الأولى على هدنة لمدة 48 ساعة، قبل أن يتم تمديدها 24 ساعة إضافية.
وتشن قوات النظام والمسلحون الموالون لها ومقاتلو حزب الله هجوماً منذ يوليو على مدينة الزبداني، في حين تحاصر فصائل «الجيش الفتح» وأبرزها جبهة النصرة وحركة أحرار الشام الإسلامية بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين للنظام بشكل كامل منذ نهاية مارس.
وفي محافظة إدلب،استهدفت ضربات جوية للائتلاف الدولي بقيادة واشنطن مستودعاً لـ «جيش السنة»، فصيلاً إسلامياً منضوياً في صفوف «جيش الفتح» في بلدة اطمة، وأسفرت عن مقتل عشرة مقاتلين وثمانية مدنيين بينهم خمسة أطفال يقيمون بالقرب من الموقع المستهدف.
ويشن الائتلاف الدولي الذي تقوده واشنطن منذ سبتمبر ضربات جوية تستهدف مواقع تابعة للجهاديين في سوريا.
وفي شمال سوريا، أحصى المرصد أمس مقتل 39 عنصراً من قوات النظام بينهم 31 ضابطاً و33 عنصراً من تنظيم «داعش» خلال الاشتباكات المستمرة بين الطرفين في محيط مطار كويرس العسكري في ريف حلب الشرقي منذ الأحد.
ويحاصر تنظيم الدولة الإسلامية مطار كويرس منذ مارس 2014 ويخوض اشتباكات عنيفة في محيطه ضد قوات النظام في محاولة للسيطرة عليه.