عقب إعلان تنظيم «داعش» «ولاية سيناء» اختطاف الرهينة الكرواتي، ثم إعلان ذبحه بعد ذلك كانت هناك مفاجآت كشفت عنها الصور والفيديوهات التي بثها التنظيم وأقوال الشهود، وسعت أجهزة الأمن المصرية إلى الاستعانة بها في التوصل لهوية الخاطفين ومن ثم إنقاذ الرهينة المحتجز.
أجهزة الأمن وفور الإعلان عن حادث الاختطاف استمعت إلى أقوال السائق الشخصي للمهندس الكرواتي الذي كان برفقته يوم الحادث حيث أدلى بمعلومات مهمة حول الواقعة وظروفها وملابساتها، وكشف مواصفات الجناة واللهجة التي كانوا يتحدثون بها ونوع الأسلحة النارية، التي كانت بحوزتهم، كما استمعت إلى أقوال العاملين بشركة البترول التي يعمل بها، وفحصت كاميرات المراقبة الموجودة على طول طريق الواحات الذي وقع به حادث الاختطاف.
وقال السائق في التحقيقات إنه أثناء سيره على طريق الواحات فوجئ بملثمين يعترضونه بواسطة سيارة دفع رباعي هبط منها 4 أشخاص وأجبروه على النزول، ثم اختطفوا المهندس الكرواتي وسيارته وهربوا به. وتمكنت أجهزة الأمن من العثور على السيارة بعد ذلك عند الكيلو 70 بطريق الواحات، وبها الهواتف الشخصية للكرواتي إلا أنه لم يكن متواجداً بها.
الاشتباه في زملاء الكرواتي
هذه المعلومات جعلت أجهزة الأمن تلتقط الخيط الأول للتحري والبحث لكشف غموض الحادث، حيث رجح مصدر أمني مسؤول أن يكون هناك بعض العناصر تعمل في الشركة التي يعمل بها المهندس الكرواتي قد ساعدت الجناة وأمدتهم ببعض المعلومات حول خط سيره لتسهيل اختطافه، وهو ما جعل أجهزة الأمن تقوم بتوسيع دائرة الاشتباه نحو كافة المحيطين بالكرواتي سواء من زملائه بالعمل أو أصدقائه أو جيرانه أو المحيطين به.
خيوط أخرى للبحث والتحري التقطتها أجهزة الأمن وكلها ترجح أن المهندس الكرواتي اختطف في مصر لكنه تم تهريبه خارجها وتحديداً ليبيا لحساب تنظيم دعش ولاية سيناء.
أدلة على ذبح الرهينة بليبيا
وفي هذا السياق يقول الخبير الأمني خالد عكاشة إن تفاصيل الحادث وتحليل الفيديو الأول الذي بثه التنظيم لإعلان الاختطاف، ومن بعده الصورة التي بثها أمس وخلفيتها تكشف الآتي:
أولاً: أن المهندس الكرواتي اختطف منذ شهرين وفي منطقة لا يتواجد فيها على الإطلاق أي عنصر لتنظيم داعش «ولاية سيناء»، وهي منطقة الواحات غرب البلاد وهو ما يؤكد أن داعش لم يكن هو التنظيم المنفذ للحادث، وإنما من المرجح أن يكون من قام بالتنفيذ عناصر تابعة لتنظيم أنصار السنة في ليبيا، تمكنوا من التسلل إلى الحدود المصرية الغربية واختطفوا المهندس الكرواتي وتسللوا به إلى ليبيا مرة أخرى.
ثانياً: أن ما يدعم المعلومات المتوافرة حول وجود المهندس الكرواتي في ليبيا هو تحليل الفيديو والصورة التي بثها التنظيم والخلفية المحيطة بها، فالطبيعة الجغرافية المحيطة بالفيديو والصورة ليست في مصر ولكنها قريبة من الطبيعة الجغرافية في ليبيا، حيث الرمال الناعمة التي تظهر أثر الأقدام.
ثالثاً: أن الكرواتي تم اختطافه من شهرين قبل الإعلان عن الحادث، وهو ما يعني أنه لو كانت الجهة أو التنظيم الذي اختطفه قام بالحادث لإجراء صفقة مع أجهزة الأمن لكان قد سارع بالإعلان عن الحادث للضغط على النظام وإحراجه أمام الدولة المنتمي لها الرهينة المختطف من أجل تنفيذ مطالبه، وهي بالمناسبة كانت مطالب عشوائية ومشوشة تمثلت في الإفراج عن السجينات في السجون المصرية من دون أن يذكر من هن؟ وإلى أي تنظيم متطرف سواء لداعش أو غيره يتبعن؟
مع العلم أن السجون المصرية لا توجد بها أي سجينات ينتمين للتنظيمات الموالية لداعش أو غيرها، الأمر الذي يؤكد أن الحادث دعائي وإعلامي وليس من أجل مبادلة الرهينة بسجينات.
حادث الاختطاف دعائي
رابعاً: توقيت الإعلان عن الحادث كان قبل افتتاح قناة السويس الجديدة بيومين، وهو ما يؤكد أن الحادث هدفه الدعاية ومحاولة إحراج النظام المصري فقط، وإفساد فرحة الاحتفال بقناة السويس رغم أنه وقع قبل الإعلان كما قلنا سابقاً بشهرين.
خامساً: من تحليل الفيديو والصور أستطيع التأكيد أن عملية الذبح لو تمت فهي وقعت خارج مصر وتحديداً ليبيا، وقام بها تنظيم من التنظيمات التابعة لداعش هناك ولحساب تنظيم ولاية سيناء، وبعدها تم وضع «اللوجو» الخاص بولاية سيناء على الصورة للخداع والتمويه ونسب العمل والحادث لداعش سيناء من أجل إضعاف الثقة في أجهزة الأمن المصرية وإحراج النظام، رغم أن الأمن تأكد وبما لا يدع مجالاً للشك أن الكرواتي المختطف لا يوجد له أي أثر في مصر بعد اختطافه.
«العربية.نت»