شنّ طيران حربي مجهول الهوية خلال الساعات الأولى من صباح أمس (السبت) غارات على أهداف عسكرية تابعة لتنظيم «داعش» بمدينة سرت وسط ليبيا.
وأكدت مصادر أهلية أن طائرتين استهدفتا مقرات للتنظيم في المجمع الإداري ومقر الأمن الداخلي ومقر الجامعة إضافة لفندق على البحر تتخذه «داعش» مكاناً لتخزين الذخيرة. وأوضحت المصادر أن أصوات الانفجارات توالت لعدة ساعات، بينما هرعت سيارات الإسعاف إثر توقف القصف لنقل عشرات الجرحى والقتلى.
ويعتقد عدد كبير من أهالي المدينة أن الغارات نفذتها طائرات غربية سددت ضرباتها بدقة عالية، فيما لم تصدر أي تصريحات من طبرق أو طرابلس تتبنى عملية القصف حتى الآن.
وفي ذات الصدد، ناشد بيان لمجلس وزراء الحكومة الليبية المعترف بها دولياً أمس (السبت) الدول العربية توجيه ضربات جوية ضد تنظيم «داعش» في مدينة سرت الساحلية.
وسحقت «داعش» على مدى الأيام القليلة الماضية تمرداً شاركت فيه جماعة سلفية وسكان مسلحين بهدف طردها من المدينة. وقال سكان إن عشرات الأشخاص قتلوا. وتجسد الاشتباكات حالة الفوضى في البلاد حيث تتنافس حكومتان وبرلمانان وإسلاميون ورجال قبائل وجماعات مسلحة على السيطرة على مدن ومناطق بعد أربع سنوات من الإطاحة بمعمر القذافي.
وقال بيان الحكومة الليبية «تناشد الحكومة الليبية المؤقتة الدول العربية الشقيقة ومن واقع التزاماتها تجاه الأخوة العربية وتطبيقاً لقرارات الجامعة العربية بشأن اتفاقات الدفاع العربي المشترك بأن توجه ضربات جوية محددة الأهداف لتمركزات تنظيم داعش الإرهابي بمدينة سرت بالتنسيق مع جهاتنا المعنية». واستغل تنظيم «داعش» حالة الفراغ الأمني للتوسع في ليبيا مثلما فعل في سوريا والعراق.
وتتمركز الحكومة المعترف بها دولياً في شرق ليبيا منذ أن فقدت السيطرة على العاصمة طرابلس قبل عام لصالح جماعة منافسة شكلت حكومة موازية. ولا تسيطر أي حكومة على سرت مسقط رأس القذافي.
ونفذت الحكومتان ضربات جوية على «داعش» في سرت في الأيام القليلة الماضية لكن قدراتهما محدودة وتستخدمان طائرات قديمة تعود لفترة القذافي ولا تمتلكان مدافع دقيقة التوجيه.
ولم يتضح كيف سترد الدول العربية على الطلب الليبي. وكان تحالف عربي بقيادة السعودية بدأ في شن ضربات جوية في اليمن في أواخر مارس في مسعى لمنع الحوثيين المتحالفين مع إيران من التمدد في أرجاء البلاد.