قتل أكثر من 100 شخص على الأقل أمس (الأحد) غالبيتهم من المدنيين نتيجة غارات جوية شنها الطيران الحربي السوري على سوق شعبية في مدينة دوما قرب دمشق، في حين وصف الائتلاف السوري المعارض ما حصل بـ «المجزرة».
وتتزامن هذه الغارات التي أوقعت أيضاً نحو 250 جريحاً مع زيارة لدمشق يقوم بها مسؤول العمليات الإنسانية لدى الأمم المتحدة.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد قتلى الغارات التي استهدفت السوق الشعبية في دوما ارتفع إلى «82 بينهم أطفال (...) كما أصيب أكثر من 250 آخرين بجروح». وأشار المرصد إلى أن العدد «مرشح للارتفاع بسبب وجود العشرات من الجرحى في حالات خطرة، كما أسفرت الضربات الجوية عن دمار في ممتلكات مواطنين».
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن «المعلومات الأولية تفيد بأن غالبية القتلى من المدنيين». وأوضح أن «الناس تجمعت بعد الضربة الأولى من أجل إخلاء الجرحى ثم توالت الضربات التي وصل عددها إلى ست في وسط دوما وأربع في محيطها».
وأفاد مصور لوكالة فرانس برس في دوما أن هذا القصف هو الأسوأ الذي يطاول هذه المدينة حتى الآن. وشاهد سكان الحي المنكوب وهم في حالة هستريا ينقلون الجرحى إلى مستشفى ميداني حيث كان عدد كبير منهم ملقى على الأرض لعدم وجود أمكنة لمعالجتهم.
كما شاهد مصور فرانس برس عشرات الجثث ملقاة على الأرض وأطفالاً جرحى يصرخون.
وبث ناشطون شريط فيديو على الإنترنت أظهر الموقع عقب الهجمات وبدت فيه آثار الركام إضافةً إلى شظايا ومخلفات معدنية.
كما أظهرت الصور تهدم واجهات أبنية من شدة الانفجار، وسيارات انقلبت رأساً على عقب وسط الأنقاض.
وتقع دوما في الغوطة الشرقية، أبرز معاقل مقاتلي المعارضة في محافظة دمشق، وتخضع منذ نحو عامين لحصار تفرضه قوات النظام.
ويعاني عشرات آلاف السكان في هذا القطاع شرق العاصمة من شح في المواد الغذائية والأدوية.
وتتعرض دوما ومحيطها باستمرار لقصف مصدره قوات النظام. ففي 16 يونيو، قتل 24 شخصاً جراء قصف مدفعي وصاروخي تزامن مع وجود الموفد الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا في دمشق.
واتهمت منظمة العفو الدولية الأربعاء قوات النظام السوري بارتكاب «جرائم حرب» ضد المدنيين المحاصرين في الغوطة الشرقية، محذرة من أن استمرار القصف والغارات الجوية يفاقم معاناة السكان.
كما حملت المنظمة فصائل مقاتلة في الغوطة الشرقية مسؤولية ارتكاب عدد من التجاوزات، داعية مجلس الأمن إلى فرض عقوبات على جميع أطراف النزاع المسؤولين عن ارتكاب جرائم حرب في سوريا.
وأصدر الائتلاف السوري المعارض بياناً حمل فيه «المحتل الإيراني ونظام (الرئيس بشار) الأسد المسؤولية الكاملة عن المجازر»، مضيفاً أنه «يرى في تعامل مجلس الأمن والمجتمع الدولي الباهت مع هذا الواقع عاملاً مساعداً في تصعيد المذابح ضد المدنيين السوريين».
وأعرب عن أسفه «لتجاهل جامعة الدول العربية ومجلس الأمن ومجموعة أصدقاء الشعب السوري والاتحاد الأوروبي إصدار مواقف منددة بالمجازر».
وفي الزبداني، الخاضعة لسيطرة المعارضة على مقربة من الحدود بين لبنان وسوريا، اندلعت اشتباكات عنيفة مع قوات النظام، كما قصف المسلحون المعارضون قريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين الخاضعتين لسيطرة قوات النظام في محافظة إدلب وذلك بعد انهيار وقف إطلاق النار بين الطرفين شمل هاتين المنطقتين.
وتسعى القوات الحكومية منذ أسابيع للسيطرة على الزبداني، ولتخفيف الضغط على المحاصرين في هذه المدينة رد المعارضون المسلحون بإطلاق مئات الصواريخ على الفوعة وكفريا.
وتزامناً، أفرجت جبهة النصرة، ذراع القاعدة في سوريا، عن سبعة من مقاتلين خطفتهم منذ أكثر من أسبوعين كانوا تلقوا تدريبات أمريكية في تركيا، بحسب بيان نشر الأحد.
وينتمي هؤلاء إلى مجموعة من 54 عنصراً من «الفرقة 30» تلقوا تدريبات عسكرية في تركيا، واجتازوا منتصف يوليو الحدود إلى سوريا لمحاربة تنظيم «داعش».
وكانت جبهة النصرة خطفت ثمانية من «الفرقة 30» بينهم قائدها العقيد نديم الحسن ثم خطفت خمسة آخرين في ريف حلب الشمالي، وقتل ثلاثة خلال اشتباكات مع التنظيم.
وذكرت الفرقة في بيان «تم الإفراج عن سبعة مقاتلين من عناصر الفرقة 30 الذين كانوا معتقلين عند الإخوة في جبهة النصرة».