قال حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى «لا نتمنى أن تكون منافستنا القوية والفوز مع أشقائنا، بل مع الدول الأخرى لتكون الفرحة أكبر»، موضحاً «ربما يأتي يوم يكون الفريق واحداً بين الأشقاء».
وأضاف جلالته لدى لقائه أمس منتخب البحرين الأولمبي لكرة القدم الحائز على المركز الأول في البطولة الخليجية الأولمبية لكرة القدم، بحضور رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة «نحب أن نهنئكم ونهنئ أنفسنا بهذه النتيجة التي هي نتيجة فرق البحرين القديمة التي بدأت كرة القدم منذ الأربعينات والخمسينات وحققت نتائج طيبة».
وأكد جلالته «اليوم دخلنا عصراً جديداً يتطلب المتابعة والمثابرة واهتمام الكل بالفريق يعني قراراً سريعاً ولكن في محله، أنكم تكونون بالفعل فريقنا فريق البحرين لاشك، ولكن باهتمام كامل منا، لأنه ليس هناك لعبة لها شعبية مثل شعبية كرة القدم في البحرين والعالم ووصلوا إلى مستويات عالية من الاحتراف والتقدم».
وقال جلالته إن «الشاب الرياضي يجب أن يعرف من البداية الطريق الذي يسلكه، وإن شاء الله سيكون الطريق واضحاً لديكم حتى الرياضي يجتهد، ولا يرى أن هناك نهاية سريعة للطريق، فطالما لديه إمكانية العطاء فيجب أن يعطي فهذا هو الهدف الذي نريده».
وأضاف العاهل المفدى أن «سمو الشيخ ناصر ورئاسته للمجلس الأعلى للشباب والرياضة وتعلقه بالمنافسات والتحديات جاءت نتيجتها على هذا الأساس، قبلتم التحدي فطول البطولة وفريقنا من فوز لآخر، وشيء جميل أن يلعب الفريق بمستوى عال»، مستدركاً «لكن دخول الاحتراف يتطلب من الأجهزة المسؤولة إعداد البرامج واللاعب والمشارك يكون متقبلاً، أي بالفعل يعطي وقته ويصفي ذهنه لأن أمور الاحتراف هي تمثيل لبلاده بأحسن مستوى».
وأردف جــــلالته «اليــــوم وللأسف بحكم الظروف التي ليس لكم دخل فيها تحرزون هذه النتيجة، وتدخلون الفرحة والسرور ولو لفترة من الزمن ينسى الإنسان الهموم الأخرى الموجودة في هذا العالم من مشاكل وعدم تفاهم وعدم استقرار»، مستدركاً «لكن أشعر أن منطقتنا في طريقها إلى الاستقرار المعتمد على أبناء الوطن وعلى إمكانية الوطن المبني على سمعته، فأمس حين رفعتم الكأس كان له سمعة كبيرة لدى إخوانكم الشباب في الخليج العربي، ويحدوهم الأمل ويسعون إلى رفع الكأس مثلكم، فهذا شيء جميل يدفع الجميع إلى تحقيقه».
وقال جلالته «إن أكبر سعادة لي بعد موافقتكم أن يكون هذا الفريق تحت مظلة الحرس الملكي والاتحاد البحريني لكرة القدم، وأنا شخصياً سأكون معكم باعتبار أنه كان لي هواية بكرة القدم ولكن المسؤوليات أبعدتني عنها، فالفوز وراء الفوز والنتيجة الطيبة أشعلت الفكرة من جديد، وسنعمل معاً حول هذه الأمور». وأضاف جلالته «فرقنا لا تحتاج إلا إلى الإدارة الموفقة بمعنى البرنامج الصحيح، فنحن دائماً على منصة التتويج إذا ما كنا الأول كنا الثاني أو الثالث في مختلف الألعاب وبأقل التكاليف وبالجهود الذاتية للاعبين»، موضحاً «لكن لابد من تطوير التدريب والإدارة التي تحتاج إلى إمكانات أكثر ومعدات وأدوات وتحتاج إلى أندية ومعسكرات خارجية للمزيد من الاحتكاك والمشاركة مع دول العالم، كل هذه لابد أن تكون من ضمن البرامج الموجودة لدى المسؤولين في الاتحاد».
وقال جلالته «أنا اليوم فرحتي كبيرة برؤيتكم ولأنكم تمثلون إخوانكم كل شباب البحرين».
وقدم سمو الشيخ ناصر بن حمد إلى جلالته أعضاء مجلس إدارة الاتحاد البحريني لكرة القدم، وأعضاء المنتخب الأولمبي البحريني لكرة القدم، والجهازين الإداري والفني للمنتخب بعد فوزه ببطولة «هواوي» الخـــامســة للمنتخبـــات الأولمبيـــة الخليجية لكرة القدم التي أقيمت مؤخراً في البحرين.
ورفع سمو الشيخ ناصر بن حمد خالص شكره وتقديره لجلالة الملك المفدى على تفضله باستقبال أفراد المنتخب البحريني وتهنئتهم بهذا الإنجاز، مشيراً إلى أن هذه اللفتة الكريمة من جلالته تعد تكريماً للرياضة والرياضيين.
وثمن سموه بكل الاعتزاز والتقدير الدعم الكبير الذي تحظى به الرياضة البحرينية من جلالة الملك لتطوير القطاع الرياضي والشبابي والارتقاء به. وأشاد سموه بما بذله اللاعبون من جهود طيبة خلال البطولة، وما قدموه من مستوى مميز في جميع اللقاءات استحقوا من خلاله الفوز بالكأس، وإدخال الفرحة والبهجة في نفوس الرياضيين والمواطنين جميعاً. وأكد سموه أن المجلس الأعلى للشباب والرياضة لن يدخر وسعاً لترجمة التوجيهات الملكية السامية بالعمل لكل ما من شأنه النهوض بقطاع الرياضة وتهيئة أفضل السبل والإمكانات أمام الرياضيين في مختلف الألعاب الجماعية والفردية لتظل راية البحرين خفاقة في كل المحافل الرياضية وعلى المستويات كافة.