شدد وزير شؤون الإعلام عيسى الحمادي على أن البحرين تواجه إمداداً فكرياً للإرهاب من إيران، مستبعداً المواجهة العسكرية مع طهران، وفي حال حصل ذلك فإن «أرواحنا فداء لهذه الأوطان (الخليجية) وللأوطان العربية»، مضيفاً «لسنا قلقين إن كانت إيران أهم لأمريكا من دول الخليج».
وقال عيسى الحمادي، في مقابلة مع قناة «سكاي نيوز»، إن البحرين لن تدخر جهداً للدفاع عن مصالحها والدفاع عن أمنها واستقرارها إن كانت هذه التحركات قانونية في مجال تطبيق القانون الدولي أو من خلال تحركات دبلوماسية، مضيفاً أن «استدعاء سفير البحرين بطهران عقب اعترافات متهمي تفجيرة سترة والطلب من إيران كف يدها عن البحرين هي خطوة تتبعها البحرين في هذا المجال للتعامل مع الأمر».
وأشار إلى أن «إيران منذ انطلاق الثورة الخمينية الفارسية أرادت أن تستثمر الدين للتدخل في شؤون الدول الأخرى ونحن نرفض أن ننجر إلى دائرة يكون فيها الصراع طائفياً مبنياً على بعض الأيدولوجيات هو الأساس».
وأوضح أن «ما حصل في أحداث 2011 المؤسفة هو أن هناك بعض من يعمل بالجانب السياسي أراد أن يجد الفرصة المواتية أمامه ويستثمر ما حصل في بقية الدول العربية ويحرق العديد من مراحل التقدم والتطور التي كانت حاصلة في البحرين ويجر العملية الإصلاحية التي كانت مستمرة منذ 2001 في المملكة إلى منحنى جداً خطير».
وذكر الحمادي أن الغالبية العظمى من الشعب البحريني التفتت لهذا الأمر وأدركت بشكل واضح أن الارتكاز على التقسيمات الطائفية والمصالح الضيقة سواء كانت من خلال الأيدولوجيات السياسية التي تغذى بشكل ثيوقراطي على المبدأ المذهبي لن تأتي بثمار ولن تأتي بالنتائج المطلوبة لطموحات الشعب البحريني على المدى البعيد.
البحرين بثت اعترافات لأشخاص ألقت القبض عليهم متهمين بعملية قتل شرطيين بحرينيين في سترة، ويقولون بأن لهم علاقة مباشرة بالتمويل والتدريب مع الحرس الثوري الإيراني وحسب ما أعرف لأول مرة هناك ربط مباشر مع الحرس الثوري الإيراني الذي هــو جناح من الأجنــحة الرسمية لإيران.. هل هذا يعني اليوم بأن هناك اتهاماً رسمياً موضوعاً على الطاولة من البحرين لدولة إيران بالسعي لعمليات إرهابية في البحرين؟
ما تم اكتشافه في الفترة الأخيرة والقبض على هذه المجموعات الإرهابية أعطى دلالة واضحة أن هناك تطوراً نوعياً ما يتعلق بالتكتيكات والمتفجرات والأسلحة المستخدمة للقيام بهذه الأعمال الإرهابية المدانة وأيضاً خطوط الربط وخطوط ما بين هذه المجموعات الإرهابية والتنظيمات الإرهابية بإيران أو المدعومة من قبل إيران مثل ما يسمى بحزب الله في هذه المنطقة، إضافة إلى الحرس الثوري الإيراني أصبحت أكثر وضوحاً من السابق من خلال الاعترافات التي أدلى بها المتهمون في هذه التفجيرات.
نقدم العزاء إلى أهالي الشهداء من رجال الأمن الذين ضحوا بأرواحهم للحفاظ على الأمن وأمن المواطنين والمقيمين في البحرين، ولكن الأمر الآن أصبح بالعلن والبحرين كدولة عربية مسلمة دائماً تطالب إيران أن يكون من خلال عمل إيران بالمنطقة أن يتسم بحسن الجوار وفق الأعراف الدولية المعتادة ولكن للأسف الشديد ما نواجهه الآن من الجانب الإيراني هو التدخل في الشؤون الداخلية للبحرين من خلال تصريحات المسؤولين الإيرانيين بشكل مستمر ومن خلال دعم إيران المباشر والواضح لهذه التنظيمات الإرهابية.
بالأمس سمعنا وشاهدنا ما تم اكتشافه أيضاً في دولة الكويت الشقيقة ويتضح أيضاً أن لإيران تحركات ليست فقط للنيل من الأمن والاستقرار في البحرين وإنما أيضاً في الدول الخليجية الأخرى.

هل هو اتهام رسمي؟ وهل وصلنا إلى هذه المرحلة اليوم، البحرين تتهم رسمياً إيران كدولة بدعم مجموعات إرهابية للقيام بعمليات إرهابية بداخلها؟
عندما سجلت اعترافات من المتهمين كان موقف البحرين موقفاً واضحاً في هذا الشأن وتم استدعاء سفيرنا في طهران للتشاور وتم التصريح بما أدلى به المتهمون وطلبنا من النظام الإيراني أن يكف أيديه عن البحرين.
هذه هي خطوة تتبعها البحرين في هذا المجال للتعامل مع الأمر ونحن نواجه ليس فقط تنظيماً وإنما هو إمداد فكري لهذا الإرهاب من قبل إيران وما تدعمه من قبل القائمين داخل النظام الإيراني لهذه التجمعات الإرهابية لجميع دول المنطقة وليس فقط في البحرين ونحن لربما مررنا بعدة مراحل للتعامل مع هذا الأمر منذ السبعينات ومنذ انطلاق الثورة الفارسية التي يجب أن نطلق عليها الثورة الخمينية الفارسية وليست الثورة الإسلامية لإيران لأن لم نشاهد ما هو جميل وما هو يحقق الأمن وما هو يسعى لتصدير الأمن والسلام للمنطقة وإنما جاء العكس، جاء بالحروب والدمار وعدم استقرار الدول ونحن لا نحب أن نسميها ثورة إسلامية وإنما ثورة خمينية فارسية أرادت النيل من استقرار دول الخليج العربي ومازالت تسعى لعمل هذا الأمر.

قلت إنكم استدعيتم السفير البحريني في طهران وأوصلتم رسالة إلى السلطات الإيرانية.. ماذا سمعتم من إيران؟
نحن استدعيناه للتشاور والتجاوب من الجانب الإيراني دائماً يكون هو نفي ورفض ما تم اكتشافه وموقف النظام الإيراني دائماً في مثل هذه المواقف أن يرفض مثل هذه الأمور والإنكار بشكل مباشر ولكن عندما تم الإنكار من جانب ولكن تأتي تصريحات من مسؤولين في النظام الإيراني بشكل مباشر تتدخل بالشؤون الداخلية بالبحرين كما حدث في الفترة الأخيرة من قبل خامنئي عندما تحدث عن وقوف إيران مع بعض شعوب المنطقة وذكر البحرين بالاسم، وعندما يتحدث أيضاً قائد التنظيم الإرهابي في لبنان حسن نصر الله وهو ما يسمى بحزب الله ويتكلم عن الشأن الداخلي للمنطقة ونحن نعرف ارتباط هذا الحزب الإرهابي حزب الله بالنظام الإيراني في طهران.
المواقف الرسمية لا تنتسق مع ما يقوم به من تصريحات.

إيران ترتكز على مبدأ وضع الخطوط الطائفية بين مكونات المجتمع
طهران تستثمر الدين للتدخل في شؤون الدول الأخرى
هم يقولون من ضمن الخطاب الإيراني الذي أريد أن أفهم موقفكم بشكل واضح منهم .. يقولون هذا دعم وجداني والبعض يفسره بالدعم العقائدي الطائفي ولكن اليوم الموضوع مختلف وهو دعم، تمويل كما تقول الاعترافات ودعم تدريب يعني ليس فقط دعم بالكلمة وبالمرجعية.. هل هناك خطة بحرينية بالتقدم لأي شكوى من نوع ما قانونية دولية مع اتضاح الصورة أكثر؟
ما نستطيع قوله في هذه المرحلة إن البحرين لن تدخر أي جهد للدفاع عن مصالحها والدفاع عن أمنها واستقرارها وإن كانت هذه التحركات قانونية في مجال تطبيق القانون الدولي أو من خلال تحركات دبلوماسية ولكن أريد أن أعرج على نقطة مهمة إيران ومنذ انطلاق الثورة الخمينية الفارسية أرادت أن تستثمر الدين للتدخل في شؤون الدول الأخرى ونحن نرفض ومنطقة الخليج أن ننجر إلى دائرة يكون فيها الصراع طائفياً مبنياً على بعض الأيدولوجيات هو الأساس.
منطقة الخليج العربي وبالتحديد في البحرين هناك تعايش وهناك تعددية ووجود للطائفة السنية والشيعية منذ القدم وقبل قيام الثورة الخمينية الفارسية وللجميع حقه وواجباته في هذا الوطن وما تريد إيران أن ترتكز عليه للوصول لأهدافها الفارسية التوسعية هو الارتكاز على مبدأ وضع الخطوط الطائفية ما بين مكونات المجتمع الواحد واستثمار هذا الشيء بفكر ثيوقراطي للارتكاز على الدين للوصول إلى أهداف سياسية ونحن نرفضه.
يجب أن يكون هناك وعي لجميع دول المنطقة في هذا الجانب أن تحصين الوطن من أي عوامل تدخل خارجي بغض النظر عن أهدافها وأطماعها وأساس انطلاقتها هو سيحقق الأمن المستدام والاستقرار والازدهار ومنطقة الخليج وجميع دول الخليج العربي في الفترة الأخيرة عندما بدأ ما يسمى بالربيع العربي ونحن يجب ألا نطلق عليه من إيمان شخصي أنه ربيع وهو أبعد ما يكون من الربيع.
دول مجلس التعاون الخليجي تعيش استقراراً وازدهاراً وتنمية مستمرة على جميع المراحل وبقية الدول العربية كانت تعاني في الفترة الماضية وكان لا بد من دول المجلس الخليجي أن تتخذ خطوات عملية للحفاظ على الوضع الموجود حالياً في هذه الدول وأيضاً الحفاظ على الأهداف القائمة لشعوب المنطقة ولله الحمد دول مجلس التعاون الخليجي على درجة كبيرة من النجاح واستطاعت أن تمر من خلال هذه الفترة الزمنية الصعبة ولا تتأثر مكونات الدولة أو دول مجلس التعاون الخليجي من الداخل في هذه الموجه العاتية التي أتتنا من الخارج وبأجندات لا تريد الخير للدول العربية.
نحن الآن يمكن أن نستذكر أكثر من مثال في الدول العربية وهناك دول منهارة من الداخل والمؤسسات الدستورية والوطنية أصبحت غير موجودة وهناك فوضى وفساد منتشر في هذه الدول وهناك إرهاب تتوسع دائرته في هذه الدول.

ما هو الدعم الإضافي السياسي أو العسكري او أي شكل من أنواع الدعم التي تحتاجه اليوم البحرين من الخليج.. والبحرين نعم صغيرة ولكن لديها جارين الجار الإيراني ومنه الداء بالنسبة لكم الآن ولديها الظهير السعودي والظهير الخليجي ومنه الدواء.. هل أنتم راضون اليوم على مستوى الدعم أم تطلبون إضافياً خصوصاً بعد ما تقولون بأنه اعترافات واضحة جداً بأن إيران تتدخل في الشأن البحريني بعمليات إرهابية؟؟
البحرين وفق رؤية وقيادة جلالة الملك المفدى دائماً تؤمن أن الأمن الوطني مرتبط بشكل مباشر بالأمن الإقليمي الخاص بدول مجلس التعاون على اعتبار أن هي عمقنا الاستراتيجي وهي بالنسبة لنا علاقة ممتدة ضاربة جذورها في التاريخ كوحدة مصير مشترك كدول مجلس التعاون الخليجي فلذلك هناك حرص من قبل البحرين على أن يكون التعاون والتنسيق بشكل مستمر مع دول مجلس التعاون ولله الحمد جميع هذه الدول ومن خلال منظومة دول مجلس التعاون الخليجي قدمت كل المساندة للبحرين ومنها دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادتها كانت لديها أيضاً مواقفها بشكل مستمر ودائم مع البحرين في أصعب الظروف التي مررنا بها وأيضاً بقية دول مجلس التعاون مثل المملكة العربية السعودية وغيرها من دول المجلس.
لكن ما نريده في الفترة القادمة يمكن هناك العديد من الاتفاقيات التي تحكم هذه العلاقات وتحكم هذا الدعم وفق الأعراف الدولية للمتابعة من هذا الجانب ولكن نحتاج وهناك إيمان تام على مستوى القيادات وعلى مستوى الشعوب أن نتحول بشكل فعلي لاتحاد داخل هذه الدول بحيث يكون هناك اتحاد لدول مجلس التعاون الخليجي وننتقل من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد على جميع المناحي سواء على النواحي الاقتصادية أو السياسية لأن هناك إيماناً تاماً على أنه من النواحي الاجتماعية هناك اتحاد واضح ما بين شعوب هذه المنطقة.

تتحدث عن الاتحاد وهو حديث ذو شجون كما يقال ليس بجديد وصل إلى مراحل ذهبية وكان من المتوقع أن يكون إلى درجة العملة الواحدة ومراحل متقدمة من الوحدة ولكن في الفترة الأخيرة كانت هناك بعض إشارات الاستفهام هل بالفعل هناك موقف خليجي واحد من الشؤون الأساسية ومن المواقف الأساسية ومن التطورات على مستوى الدول العربية والشارع من العدو ومن الصديق ومن ناحية الدول الإقليمية ومن الدول الأبعد.. هل تعتقد اليوم أن دول الخليج في أحسن أحوالها من ناحية التنسيق ووحدة الموقف؟
مجلس التعاون الخليجي هو أكثر مثال يمكن يبرز ما وصلت إليه هذه الدول من خلال عملها المشترك وحققت نجاحاتها على الساحة الدولية، يجب أن نستذكر على سبيل المثال القرار الذي صدر عن مجلس الأمن لليمن من خلال المبادرة الخليجية وهذا يعتبر إنجازاً على مستوى الدبلوماسية الدولية لدول مجلس التعاون كمنظومة واحدة وحتى من الجانب السياسي عندما يطلب الرئيس الأمريكي مقابلة قادة مجلس التعاون في كامب ديفيد للحديث عن أمر يهم هذه المنطقة هذا يعتبر تقدماً على المستوى السياسي وأصبحت هذه المنظومة لها دور أساس ومؤثر بشكل واضح.
عندما يتم التنسيق والوقوف صفاً واحداً وبتحركات عملية وبتحريك جيوش مجلس التعاون الخليجي لضرب أولاً بالشمال التنظيم الإرهابي داعش وغيره ومن ثم الاستجابة الشرعية للرئيس الشرعي لليمن من خلال الدعوة التي قدمها لدول المجلس الخليجي والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية فهذا مؤشر واضح للتنسيق ووصل إلى مرحلة متقدمة من هذا التنسيق والتعاون.

هل اخترقت إيران وحدة هذا الصف يعني عندما نرى زيارات لوزير الخارجية الإيراني وأن هناك محادثات للأشقاء العرب الخليجيين في وقت فيه إدانه من قبل البحرين لإيران بجرائم إرهابية؟
السياسة في دول مجلس التعاون الخليجي دائماً سياسة الأبواب المفتوحة ووزير الخارجية الإيراني يستطيع أن يزور المنطقة في أي وقت وهناك أيضاً زيارات من قبل مجلس التعاون الخليجي في الفترة الماضية إلى طهران وغيرها من العواصم، ولكن عندما يأتي ليسوق مشروع يتحدث فيه عن موضوع الاتفاق النووي الإيراني مع دول الغرب وأن حرص إيران على أن تدخل في مرحلة جديدة من التعاون على مستوى المنطقة لكن الأفعال على أرض الواقع تعاكس ما يسوق له وزير الخارجية الإيراني لابد من دول مجلس التعاون الوقوف أما مبدأ أن تستطيع إيران أن تخترق هذا المنظومة وهي منظومة دول الخليج أنا أستبعدها شخصياً من خلال المواقف الواضحة لهذه الدول وقد يكون هناك تفاوت لطرق التعامل على مستوى السياسة الخارجية مع إيران وغيرها ولكن الأساس الأوضح لهذه السياسة الخليجية وهي الوقوف صفاً واحداً عندما تأتي لحظة الحقيقة للتعامل مع ملفات مهمة ورأيناها في حرب الخليج والحرب ضد الإرهاب ورأيناها أيضاً خلال محادثات التي تمت أخيراً في كامب ديفيد للتعاون مع الملف الإيراني وكانت جداً واضحة وأن هناك تماسك وترابط في دول مجلس التعاون الخليجي.

ماذا سمع قادة الخليج في كامب ديفيد من الأمريكان وماهو رأيهم في هذا الاتفاق مع إيران؟ وهل ربح أوباما إيران وخسر العرب والخليج؟
خلال اللقاء وبعده أكدت الإدارة الأمريكية ومن خلال الرئيس الأمريكي أن العلاقة الموجودة ما بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول مجلس التعاون الخليجي هي علاقة تاريخية وستستمر بالمستقبل وسيكون هناك عمل مشترك لتدعيم هذه العلاقة، ولكن كان لابد من هذا اللقاء لتقديم الجانب الأمريكي لشرح مفصل أكثر لدول مجلس التعاون الخليجي أن ما تم من اتفاق مع إيران لن يأتي على حساب دول الخليج وهذا ما قامت به الإدارة الأمريكية وكان هناك شرح مفصل لهذا الاتفاق، والإدارة الأمريكية ترى أن الخيار الأفضل للمنطقة وحتى لمصالح الولايات المتحدة الأمريكية ودول المجلس حسب تعبيرها أن الاتفاق أفضل من ألا يكون هناك اتفاق.

وهل توافق دول الخليج؟
دول الخليج موقفها واضح إذا كان هذا الاتفاق ملزماً وشفافاً ويمكن الدول التي اتفقت مع إيران (خمسة + واحد) أن تراجع ما تقوم به إيران من خلال برنامجها النووي وأيضاً سياستها الخارجية أن يتم مراجعتها بشكل دوري على أنها متفقة مع بنود ويتوافق عملها الفعلي مع بنود هذه الاتفاقية فنحن مازلنا بالانتظار لنرى نتائج هذا الاتفاق الذي تم.
من خلال ما تم تناوله في الفترة الأخيرة كان هناك حديث أن على إيران أيضاً وهذا هو موقف دول مجلس التعاون الخليجي وليس فقط أن تتخلى إيران عن برنامجها النووي ولكن أيضاً عن سياستها في المنطقة يجب أن تتوقف عن التدخل بشؤون الدول الأخرى.

هنا هي العقدة أن دول الخليج ترى بأن مشكلة البرنامج النووي ليست هي الأولوية والمشكلة هي التوسع ومحاولات فرض النفوذ الإيراني عسكرياً وبأشكال كثيرة في نطاقها وداخل دولها.. هل طمأنتكم بهذه النقطة معاليكم؟؟
سمعنا تصريحات من قبل الإدارة الأمريكية وهي ترى أن قبل الاتفاق كانت إيران تتدخل في دول المنطقة وتغذي بعض التنظيمات الإرهابية وليس بالضرورة وبعد هذا الاتفاق بأنها سوف تتوقف ولكن أيضاً ما يهمنا هو بالتأكيد إنما سيتم رفع الحظر عنه من أموال موجودة بالخارج على ألا يتم استثمارها لتغذية وزيادة الجرعات لهذه التنظيمات الإرهابية وهذا سيجر المنطقة لمراحل أصعب.

لكن هذا اليوم متروك لنية إيران ؟
المتروك ليس لإيران فقط وإنما من الدول التي اتفقت مع إيران كما ذكرت ونحن لم نكن جزءاً من هذه الاتفاقية من خلال التفاوض الذي تم ويوجد الدفع باتجاه الطائفية لتحقيق أهدافهم ولا نغض الطرف دائماً عن مصالح الدول الغربية في المنطقة فإذا كان من مصالحها أن يتم تقسيم على أساس فكري أو طائفي لتحقق هي ما تريده ستدعم باتجاه بلا شك هناك مصالح دائمة لهذه الدول ولكن نحن يجب أن يكون هناك وعي مجتمعي لتحصين الأوطان من مثل هذه التقسيمات.

لماذا نجح هذا التقسيم حتى إن كنا لا نرضى، تحدثت عن تقسيم الوطن والبحرين شعب طيب وتراه يعمل في كل شيء في وحدة حال بالبحرين بالخير ولا سمح الله بالأزمات ما الذي حصل حتى اليوم استطاعت الطائفية أن تكون جرح البحرين؟
المجتمع البحريني و في مراحل زمنية مختلفة مر بها أثبت أنه يرتقي على أي محاولات لجره للطائفية إلى المظلة الوطنية الجامعة وفي أكثر من موقف وأكثر منعطف مرت به البحرين ولكن ما حصل في أحداث 2011 المؤسفة أن هناك بعضاً ممن يعمل بالجانب العمل السياسي أراد أ، يجد الفرصة المواتية أمامه بأن يستثمر ما حصل في بقية الدول العربية ويحرق العديد من مراحل التقدم والتطور التي كانت حاصلة في البحرين ويجر العملية الإصلاحية التي كانت مستمرة منذ 2001 في المملكة إلى منحنى جداً خطير ليس نتيجتها التقدم بهذه العملية الإصلاحية والتطويرية وإنما التأخر والتراجع والتجاذب على أسس غير وطنية ومنها الأسس الطائفية وغيرها ما حدث، وكان سريعاً ولله الحمد الغالبية العظمى من الشعب البحريني التفت لهذا الأمر وأدرك بشكل واضح أن الارتكاز على التقسيمات الطائفية والمصالح الضيقة سواء كانت من خلال الأيدولوجيات السياسية التي تغذى بشكل ثيوقراطي على المبدأ المذهبي لن تأتي بثمار ولن تأتي بالنتائج المطلوبة لطموحات الشعب البحريني على المدى البعيد.
القيادة بالبحرين وبقيادة جلالة الملك المفدى كانت وما زالت ومنذ الأزل أيضاً تتمتع دائماً بالحكمة والصبر في مثل هذه المواقف والرؤية الصحيحة للوضع القائم والوضع المستقبلي فكان التعامل بشكل جداً راقٍ مررنا بمنعطفات جداً صعبة ولكن أثبتنا أن في مملكة البحرين هناك رؤية ثاقبة للتعامل مع مثل هذه المواقف من خلال القيادة كان هناك حوار سياسي مر بعدة مراحل ولكن أيضاً في نفس الوقت كان هناك برامج تطويرية إصلاحية للعديد من المؤسسات تلامس الجانب الحقوقي في مملكة الحرين بالرغم من التقدم الذي كان قد قطعته البحرين قبل ذلك بشهادة الدول الغربية نفسها في العديد من المجالات.

اليوم الدول الغربية تتهم البحرين بأن هناك قصوراً من ناحية حريات التعبير السياسي والإعلامي وغيرهِ وأن ربما بسبب الأحداث الأمنية اضطرت البحرين أن تتجه لهذه الاتجاهات؟
قراءة قاصرة غير صحيحة غير سليمة لا ترتكز على وقائع على الأرض في داخل البحرين عندما نتحدث عن التعبير السلمي ليس هامشاً كبيراً وإنما انفتاح كبير في هذا الجانب منذ عام 2002 عندما فعل قانون الطباعة والنشر أصبح الأمر يرتهن بالقانون هناك حرية للتعبير لا توجد رقابة مسبقة على الصحف في البحرين. الصحافيون يستطيعون أن يكتبوا وأن يدلوا بما يريدونه دون أن تكون هناك رقابة مسبقة من الدولة وإنما هناك قانون إذا تعدى الكاتب الحدود القانونية يتم التعامل معه وفق إجراءات واضحة في القانون ومن خلال السلطة القضائية المنفصلة عن السلطة التنفيذية، فيما يتعلق بحرية التعبير والتجمع السلمي فممكن في مملكة البحرين نذكر أرقاماً في 2012 و2013 و 2014 عندما تكون هناك ثلاثمائة أو أربعمائة مسيرة مرخصة تعبر عن رأيها هذا يعتبر مؤشرأً واضحاً أن هناك حرية كبيرة من هذا الجانب.

مثلاً إيقاف صحيفة أو غيرها فوراً يأتي التفسير من ناحية أنه تم إيقافها لأنها معارضة محسوبة على طائفة معينة اليوم أريد منك أن تخاطب كل من يتحدث بهذا اللسان لأن كما ابتدأت ببداية هذا السؤال تحريك الجانب الطائفي جداً خطير، خطير على الجميع، بالنتيجة فهو خطير على الوطن هل تستطيع اليوم الدولة البحرينية بكل ثقة أن تدافع وتقول أنا فقط أحاسب بالقانون أنا لا أحاسب بالسياسة ولا بالطائفة؟
ما يحدث هو تطبيق للقانون في البحرين ولكن تأتي القراءة من الخارج تستعجل الأمور ولا تبحث عن الحقائق، يمكن ذكرت مثالاً عن إيقاف إحدى الصحف في البحرين تم في السابق إيقاف صحف أخرى لم نرَ مثل هذا التعاطي ومثل التعاطي الإعلامي الغربي أو حتى المواقف التي صدرت من بعض المنظمات الأوروبية وغيرها من هذا الجانب عندما أتت لصحيفة التي تم إيقافها مؤخراً في البحرين شاهدنا تعاطياً مختلفاً من قبل الغرب في هذا الجانب سواء كان الإعلام الغربي أو حتى بعض المنظمات الرسمية حملت مالم تحمل ولكن هي خطوات قانونية سبقتها إنذارات وسبقتها مواقف واضحة لتطبيق القانون مع تلك الصحيفة والآن هي رجعت وعادت لممارسة دورها مع بقية الصحف.

هناك أشياء تقلق المشاهدين والجمهور العام بطبيعة وصول الأسئلة..
يقلقهم مواجهة عسكرية مع إيران، ماذا تقول؟
ما نقوله للجمهور سواء داخل البحرين أو في دول مجلس التعاون الخليجي أو حتى في البعد العربي، حماية الأوطان أحياناً تتطلب الوقوف بحزم وبصدق وبكل ما أوتينا من قوة للدفاع عنها فإذا كان نتيجة هذا التطور الحاصل ونحن نستبعده ولا نحببه ولا نريد أن نصل إليه في المواجهة العسكرية ستكون روحنا فداء لهذه الأوطان وللأوطان العربية.

يقلقهم أن إيران أهم بالنسبة لأمريكا من دول الخليج..
نحن لسنا بقلقين من هذا الجانب.

يقلقهم أن النفوذ الإقليمي اليوم مقسم بين تركيا إيران وإسرائيل والعرب بالخارج..
قرارات القمة العربية أيضاً أعطت رسالة واضحة أن هناك تحركاً عربياً لمزيد من التنسيق وأخذ المواقف الدولية الحازمة في هذا الجانب فالقوة العربية المشتركة هي أيضاً رسالة تأتي في هذا الجانب ومؤشر إيجابي يجب أن لا ننساه أيضاً وليس الجميع مما ذكرتيهم ممكن أن لا يكون هناك تواصل معهم أو تنسيق، تابعنا جميع الاتصالات التي حدثت في الفترة الأخيرة مع الجانب التركي على سبيل المثال وهناك خطوط مفتوحة معهم ونتمنى أن يكون هناك المزيد من التنسيق في الجانب الدولي ولكن نحن لسنا بقلقين طالما كان هناك وحدة مصير وتعاون مشترك داخل دول مجلس التعاون الخليجي وهناك أيضاً دعم من قبل الدول العربية من داخل منظومة جامعة الدول العربية سيكون دائماً بخير ودائماً نسعى لتحقيق الأفضل لمصلحة الشعوب.