خلصت ندوة نظمها أمس المجلس الإعلامي لوكالة أنباء البحرين «بنا»،على هامش الاحتفال باليوم الدولي للشباب، إلى أن المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى وفر فرصاً كثيرة ساهمت في تكوين الوعي السياسي لشباب البحرين، مشيرة إلى أن مملكة البحرين تنظم 365 برنامجاً شبابياً سنوياً يستقطب 25 ألف شاب، ما يؤكد أن المملكة تضع قطاع الشباب على رأس أولوياتها، لما له من أهمية في نهضة الوطن ودور محوري في تشكيل مستقبل البحرين.
وذكرت الندوة التي عقدت بمقر الوكالة على هامش الاحتفال باليوم الدولي للشباب، وحضرها نخبة من الخبراء والمتخصصين والمسؤولين، أن هناك ضرورة لإيلاء الشباب البحريني أهمية خاصة، سيما في ظل الأرقام والإحصائيات التي تؤكد النمو المتصاعد لهذا القطاع وحيوية التركيبة العمرية لمجموع سكان البلاد، حيث يشكلون الأغلبية العظمى بين صغار وكبار السن، الأمر الذي يتطلب المزيد من العمل من أجل تنمية الشباب البحريني وتشكيل وعيه الوطني وتلبية احتياجاته المختلفة.
وقالت الندوة إن هناك الكثير من السياسات والإجراءات التي تم تبنيها للنهوض بالشباب البحريني، والارتقاء بدوره في خدمة الوطن ورفعته، منها: الميثاق الوطني والتشريعات المختلفة، فضلاً عن البرامج الشبابية المنظمة على مدار العام وإقامة مدينة شباب 2030 على مدى ست سنوات متتالية والتي تعمل على تنمية واحتواء القدرات والمواهب البحرينية، بالإضافة إلى الفعاليات الشبابية التي تنظمها الأندية والمراكز المحلية الأخرى وغيرها.
وأجمع المتحدثون في الندوة على أن وجود وزير للشباب والرياضة يعد الإنجاز الأكبر لتمثيل الشباب في جلسات مجلس الوزراء، مطالبين مؤسسات المجتمع المدني بالقيام بدورها تجاه الشباب وعدم إلقاء الكرة في ملعب الحكومة وحدها.
من جانبه، أكد رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشورى أحمد الحداد أن مملكة البحرين وفرت مختلف الحقوق الإنسانية للمواطنين، وخطت خطوات واسعة في مجال التعليم، موضحاً أن البحرين تعد الدولة الخليجية الأولى التي بدأ فيها التعليم عام 1932، واستمرت المسيرة التربوية حتى الآن، مشيراً إلى الدور الهام الذي تلعبه وزارة التربية في تهيئة الشباب تربوياً وتعليمياً.
وأكد الحداد ضرورة وضع وزارة الشباب لخطة تتضمن تطوير ودعم ثقل الشباب على مختلف الأصعدة، وذلك بالاستفادة من مؤتمر قمة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة الذي سيعقد في نيويورك في الفترة 25-27 سبتمبر المقبل، وتشارك فيه المملكة ممثلة في وزارة التنمية الاجتماعية، وبما يستهدف تعظيم العائد من وراء تنمية عماد نهضة الأمة ومحور مستقبلها.
وأضاف أن تبادل الوفود الشبابية بين البحرين وغيرها من الدول من الأمور التي تحظى بعناية وتقدير كبيرين، خاصة أنها تساهم في ثقل الوعي الشبابي بالمملكة، مشيراً إلى ضرورة تضافر جهود مؤسسات المجتمع المدني للاهتمام بالشباب، وعدم إلقاء المسؤولية كاملة على الحكومة.
وعلى صعيد التشريعات التي تختص بالشباب، أكد عضو لجنة شؤون الشباب بالمجلس علي أحمد أن اللجنة تقوم بدراسة ما يحال إليها من مشروعات القوانين والاقتراحات بقوانين وجميع الموضوعات المتعلقة بالشباب، ورفع التقارير إلى المجلس، موضحاً أن اللجنة تقدم الرأي للجان المختصة الأخرى فيما يتعلق بشؤون الشباب، وأن هناك حرصاً على لقاء الجهات المعنية بقطاع الشباب من مؤسسات حكومية ومجتمع مدني خلال مناقشة التشريعات التي تعنى بشؤونهم، بالإضافة إلى مراجعة برنامج الحكومة والحرص على التأكد من تضمينه برامج موجهة للنهوض بقطاع الشباب بصفة خاصة.
وأكد أن المجلس يناقش الميزانية العامة للدولة، فهو يدرس الموازنات المخصصة للمؤسسات التي تخدم قطاع الشباب، والتأكد من كفاية هذه الموازنات للمشروعات التي تقوم عليها، ومن أهمها بناء القدرات والخبرات لدى الشباب، وتطوير وبناء الأندية والمراكز الخاصة بهم، ويولي المجلس اهتماما بدمج ذوي الاحتياجات الخاصة من الشباب ضمن الخطط الرامية للارتقاء بهذه الشريحة باعتبارهم جزء من المجتمع يتوجب الاهتمام بهم.
وأشار إلى أهمية التنسيق القائم بين الشورى ومؤسسة الشباب والرياضة في الاهتمام بالشباب، مؤكداً أهمية حضور الفعاليات المحلية والخارجية التي تناقش احتياجات الشباب، ونوه بحضوره أحد مؤتمرات اليابان الذي شاركت فيه 180 دولة، وأكد أن أهم قضايا الشباب انحصرت في البطالة والخوف من الأوضاع الاقتصادية، والشعور بالاستقلالية وعدم الارتباط بالأجيال الأخرى، والتوجس من البيئة، والمخدرات والعقائد، وغيرها من القضايا التي يمكن من خلالها أن يتبنى الشورى تشريعات توافقية يستفاد منها في المجال الشبابي.
بدوره، أكد مدير مركز سلمان الثقافي مساعد سلمان أن المؤسسة العامة للشباب تقدم العديد من الفعاليات للشباب سواء على صعيد البرامج أو على صعيد المنشآت، مشيراً إلى تركيز المؤسسة على إعداد البنية التحتية، والاهتمام بمتطلبات الشباب، حيث تقدم المؤسسة 365 برنامجاً تستقطب خلالهم 25 ألف شاب.
وكشف مساعد عن اهتمام المؤسسة بالاطلاع على مقترحات الشباب المختلفة بالتعاون مع المراكز الشبابية، وكافة الجهات الحكومية المعنية، والجهات الأهلية، والاستجابة للمقترحات التي يمكن تنفيذها من خلال الإدارات بشكل مباشر، وتحويل المقترحات المتوقفة على الميزانية إلى مركز الدراسات للبت فيها، منوهاً بدور المؤسسة العامة في إعداد الفعاليات التي تتواكب مع المناسبات الشبابية، ومنها اليوم الدولي للشباب، وكيفية احتواء مدينة الشباب لمثل تلك الفعاليات، والتي تعمل على صقل وتطوير الشباب بالدرجة الأولى.
من جانبها، أكدت المنظمة «منسقة» بمدينة الشباب 2030 جويرية الشوملي على مدى استفادتها من المشاركة في هذه المدينة سواء كمشاركة في دورات القادة، أو من خلال عملها كمنظمة في المدينة، موضحة أن المؤسسة العامة للشباب وبالتعاون مع تمكين، تعمل على دعم الفئات الشبابية المختلفة، ورغم ذلك فإن الفئات الشبابية وخاصة الناشئة بحاجة إلى المزيد من الدعم، ومنها وجود وسائل مواصلات للمدينة...إلخ.
وأشارت جويرية إلى أهمية توعية الناشئة بالمدارس بضرورة المشاركة في فعاليات مدينة الشباب 2030، وتحويل سلوكياتهم السلبية إلى إيجابية، مؤكدة أنه من السهولة تغيير سلوكيات الناشئة لصغر أعمارهم وتجاوبهم مع الرسالة الموجهة إليهم.