أهابت جمعية مناصرة فلسطين – البحرين بالجمهور بالبحرين والأمة العربية والإسلامية، استذكار حادثة إحراق المسجد الأقصى الأليمة والتي تمر علينا ذكراها والأمة الإسلامية من أقصاها إلى أدناها تئن من جراحاتها التي كان العدو الصهيوني ولايزال سببها الرئيس. وتدعو الجمعية الجميع إلى عدم نسيان هذا التاريخ القريب والذي ينم عن الحقد الدفين من الاحتلال البغيض الذي لا يتوقف ولن يتوقف لطمس معالم المسجد الأقصى والقدس الشريف.
يذكر أنه في 21 أغسطس 1969 أقدم نصراني متصهين أسترالي الجنسية اسمه «دينس مايكل» جاء فلسطين باسم السياحة بإشعال النار في الجامع القبلي في المسجد الأقصى والتهم الحريق أجزاءً مهمة منه ولم يأت على جميعه. واستطاع الفلسطينيون إنقاذ بقية الجامع من أن تأكله النار. أما أهم الأجزاء التي طالها الحريق داخل مبنى المصلى القبلي المبارك فكانت منبر «صلاح الدين الأيوبي» الذي يعتبر قطعة نادرة مصنوعة من قطع خشبية وهو المنبر الذي صنعه «نور الدين زنكي» فلما مات قبل تحريره قام «صلاح الدين الأيوبي» بنقله ووضعه في مكانه الحالي بعد تحرير المسجد من دنس الصليبيين. كذلك أتى الحريق على مسجد «عمر» الذي كان سقفه من الطين والجسور الخشبية ومحراب «زكريا» المجاور لمسجد «عمر» ومقام الأربعين المجاور لمحراب «زكريا» وغيرها من الأروقة والنوافذ والأعمدة والسجاد وكل ما يمتد لتاريخ هذا الجزء من المسجد الأقصى الشريف.
وفي تمثيلية معتادة ألقت سلطات الاحتلال القبض على الجاني الذي ادعت أنه مجنون، وتم ترحيله إلى أستراليا ومازال يعيش حتى الآن في أستراليا وليس عليه أي أثر للجنون أو غيره. ولكن ثبت للفلسطينيين ذلك اليوم تواطؤ الاحتلال الغاشم والذي قام بقطع المياه عن المنطقة المحيطة بالمسجد في نفس يوم الحريق، وتعمدت سيارات الإطفاء التابعة لبلدية القدس- التي يسيطر عليها الاحتلال - التأخير حتى لا تشارك في إطفاء الحريق إلى أن جاءت سيارات الإطفاء العربية من الخليل ورام الله قبلها وساهمت في إطفاء الحريق قبل أن يأتي على جميع المسجد الأقصى وما فيه. أمام كل هذا التاريخ من الإجرام تتساءل جمعية مناصرة فلسطين – البحرين هل يا ترى تغير شيء اليوم من حقد الاحتلال على مقدساتنا التي دنسها أو على الأرض التي احتلها أو على الفلسطينيين الذي شردهم من ديارهم كي نكافئه بالتطبيع وهو الغاصب المحتل؟
ولقد كان لهذا العمل الذي مس مقدساً هو ثالث الحرمين ردة فعل كبيرة في العالم الإسلامي ، وقامت المظاهرات في كل مكان ، وكالعادة شجب القادة العرب هذه الفعلة ، ولكن كان للملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله موقفاً أكبر من ذلك لما خطب خطبته المشهورة والتي دعا فيها إلى تطهير المسجد الأقصى من دنس الصهاينة حيث قال رحمه الله «لا أبقاني الله لحظة واحدة إن بقي المسجد الأقصى تحت دنس اليهود». فكان التحرك الأول على مستوى قادة العالم الإسلامي بدعوة الملك فيصل رحمه الله لانعقاد مؤتمر للدول الإسلامية لهذا الموضوع، وكانت أول قمة على مستوى الإسلامي كانت نواة لتأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي التي أسسها الملك فيصل رحمه وتحولت إلى منظمة التعاون الإسلامي.
وتنادي جمعية مناصرة فلسطين – البحرين شعب البحرين، الذي اشتهر بوقوفه مع قضية المسلمين الأولى وشعوب العالم الإسلامي قاطبة، بالتيقظ لكل محاولات الكيان الصهيوني لتدمير المسجد الأقصى ومقدسات القدس الشريف والتي كانت جريمة الإحراق هذه عنوان بدايتها وأن يتحرك الجميع بكل ما يستطيع لإنقاذ المسجد الأقصى وعدم الركون لسياسة الأمر الواقع وكأن المسجد الأقصى شأن فلسطيني خاص.