كتب – عادل محسن:
قال محللون سياسيون إن الوفاق تحاول تدارك فشل ما سمي حركة تمرد في 14 أغسطس بالإيحاء أنها مازالت تتمتع بشعبية من خلال الدعوة لمسيرة وصفتها بـ»الجماهيرية» اليوم للضغط على أطراف الحوار وتحقيق أعلى سقف ممكن.
وأضافوا أن «الوفاق لا تملك الرؤية لدولة مدنية، بل تجر البحرين للوقوع في فخ ادعاءات تمثيل الأغلبية لعرقلة المشروع الإصلاحي بسبب ظروف طائفية»، مشيرين إلى أن «مبادرة التأزيم المطروحة من الجمعيات الخمس للحوار ليست إلا إشارة إلى انسحاب مقبل من الحوار».
وأكد المحللون أن «دعوات الوفاق لمسيرة يوم الجمعة تسميها جماهيرية ليست إلا زوبعة في فنجان بعد افتضاح أمر تزويرها محررات رسمية وتنسيب الكثير من المواطنين إلى الجمعية بالفبركة ودون علمهم».
المحلل السياسي عبدالله الجنيد يقول إنه «من خلال عملية قياس من 14 أغسطس وحتى تاريخ أول جلسة للحوار فإن الوفاق وائتلافها لم تفعل إلا التحريض لاستمرار الحراك التخريبي ميدانياً بعد فشلهم في تمرد 14 أغسطس».
وأضاف أن «المنبر التقدمي الديمقراطي سمى 14 أغسطس بالمغامرة غير المسؤولة وامتنع عن أي نشاط في هذا الاتجاه وهو بيان صادر وموثق، كما أصدرت جمعية وعد بياناً لم تكن فيه مع الحراك ولا ضده كعادتها بالتنصل من أي موقف قد يحسب عليهم وكذلك أكبر مكون في ائتلاف الجمعيات هي جمعية الوفاق وقال علي سلمان على لسانها إن الائتلاف أو المعارضة لن تدعو إلى 14 أغسطس ولم تعطها غطاء سياسياً، وما حدث يوم الجمعة ظهر بشكل مغاير تماماً ولم ترفع فيه شعارات 14 أغسطس، واليوم عندما نقرأ النقاط الست المطروحة من ائتلاف الجمعيات الخمس للحوار هل هي عملية استباق لبدء الحوار؟ لأنهم يتحدثون عن عملية الانسحاب (..) إذا كان هناك حوار جاد فلماذا يتحدثون عن ذلك؟».
وأشار الجنيد إلى أن «الجمعيات الخمس وبمراجعة خطواتهم منذ بداية الأزمة يصرون دائماً على عملية التفرد بالتفاوض مع الدولة كطرفي نزاع وليس حواراً وطنياً، وبالتالي تنفي وجود أي قاعدة سكانية أو رأي مخالف لرأيهم»، معتبراً إياه «تعد على أي رأي آخر مناقض أو مخالف».
ولام الجنيد، الصحافة ووصفها بالمقصرة في إظهار رأي الكتلة الصامتة التي تريد الوفاق اختزالها وعدم تفعيلها، مشدداً على أهمية أن تعي الصحافة والجمعيات السياسية الباقية أهمية تحريك الكتلة الصامتة وسيكون لها فعالية أكبر في تحجيم ائتلاف الجمعيات الخمس.
وزاد: «كلنا مع الإصلاح السياسي وندعمه ونتمنى تطويره وتحديثه، ولكن لا نعتقد أن الوفاق أو ائتلافهم يملك الرؤية لدولة مدنية، ولا نريد تعطيل المشروع الإصلاحي وبعدها نقع في فخ الأغلبية والتي يدعون تمثيلها بسبب ظروف طائفية وليس العكس».
وأشار إلى أن الوفاق وبدعوتها للمسيرة تحاول أن تتدارك فشلها بعد موت 14 أغسطس وانتهائه، وتحركاتها الميدانية ما هي إلا لدعم موقفها قبل جلسة الحوار والقبول بشروطها أو الاحتكام للساحة ورفع سقف الحوار، والعنف نتيجة للاحتكام للشارع وهو مرفوض والوفاق تحاول رفع سقف الحوار.
وأضاف:»استئناف حوار التوافق الوطني يأتي تكملة لبرنامج سياسي معين ومحاولة رفع سقف الحوار بوضع 6 نقاط من قبل الوفاق وفي حال الرفض تحتكم لآليتين الشارع أو الانسحاب من الحوار وهذا غير مقبول، لذلك نحن نحتاج لبرنامج للخروج من الأزمة من الحكومة في حال تأخرت القوة السياسية في ذلك، ووضع ميثاق شرف لكل الجمعيات السياسية.
من جانبه، قال الناشط السياسي بدر الحمادي إن جمعية الوفاق الإسلامية «فاشلة ومكشوفة» ودعوتها لمسيرة جماهيرية الجمعة مجرد زوبعة في فنجان، وكل تحركاتها أصبحت مكشوفة وهي بموضع العجز ولا تستطيع التحاور. وأضاف:»كل المؤشرات والدلائل تؤكد بأن أي جماهيرية للوفاق هي مزورة وليست إلا في مخيلة قادتها، إذ إن صاحبة أكبر عدد من الأعضاء انكشفت أن كثيراً من أعضائها نسبوا إليها بالفبركة والتزوير»، مشيراً إلى أن «البحريني بات يعلم أن الوفاق لا تعمل لمصالحه وإنما لخدمة أشخاص معينين داخل تنظيمها ومرتبطة خارجياً مع تنظيمات حزب الله والمرشد الأعلى في إيران». وأشار الحمادي إلى أن «فشل الوفاق في 14 أغسطس جماهيرياً وتحشيدياً ليس مرتبطاً في يوم واحد فقط فهي فاشلة بكل المعايير في معظم فعالياتها المرخصة بسبب قلة تأييد الشارع لها من جميع الفئات ومنها الشريحة الكبيرة التي تعارض كل السياسات التي تضرب بمملكة البحرين وشعبها وسيادة الوطن»، لافتاً إلى أن «الجمعية تعمل على نشاطين سلبيين فقط، بطلب تراخيص لتجمعات وبعد انتهائه منها يتم الزج بأشخاص للاعتداء على السلم الأهلي وعلى رجال الأمن الذين ينظمون المسيرات للحفاظ على الأمن».
وقال إن «يوم الجمعة له احترام عند المسلمين والوفاق تستغل هذا اليوم دائماً وكل أيام العطل الرسمية للتنظيم لدعوات فاشلة، وهذه الفرقعات محاولة للضغط على الحوار ووضع إملاءات وشروط، وكما هو معروف في الثقافة السياسية والحوارية أنه لا شروط في الحوار سواء كانت في بدايته أو وسطه أو نهايته وما دون ذلك هو رغبة في التملك والخروج عن الشرعية وعلى الإجماع الذي يجمع عليه شريحة كبيرة من الوطن لا تهمها هذه الفئة من جمعية الوفاق بخروجها عن الرتم الطبيعي السياسي أو أخلاقيات الحوار».
هؤلاء فاشلون ومكشوفون، وأما الزوبعة في الفنجان التي يطالبون بالخروج بترخيص في أي يوم من الأيام وخاصة أيام العطل (..) الوفاق أصبحت مكشوفة وفي موضع عجز وما تقوم به فهي لمآرب «شيء في نفس يعقوب» بالوصول لأهداف ليست في خدمة المجتمع ولا المواطن».