إلى روح الفقيد الراحل الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة
بعض الليالي جروحٌ في مآسينا
كل الليالي دموعٌ في مآقينا
وشهقة الغيم لا برقٌ يبددها
لكنه متقنٌ جمع الأسى فينا
يا ليلة الفقد في أحشاء محنتنا
كم دمعةٍ خانت الأحداق تصبينا
صبي من الحزن أنهاراً مشجرةً
ما عاد شيءٌ بهذا الحي يشجينا
يا شيخ رحلتنا حدق بأوجهنا
قبل الرحيل هنا سرٌ سيفشينا
انظر ملياً فتحت العين منك سنًى
في الخد منك ترى زهراً ونسرينا
وعند وجنتنا خلفت منسأةً
من حكمة الدهر إبداعاً وتحسينا
وماء قلبك أنهارٌ بجبهتنا
هل بعد قلبك أنهارٌ ستروينا
شفاهكم أنبتت في صوتنا سحباً
من اليقين، أفانيناً أفانينا
مضيت للنور لم تعبأ بمن قعدوا
لتمسح الهم من أقصى أمانينا
يا شيخ رحلتنا مهلاً فأنفسنا
من بعد ظلك لن تلقى المواسينا
أمطار غيث الحنايا الهاطلات غدت
من بعد وجهك أسراب المعزينا
أهكذا سرت والبسمات ما فتئت
تهزنا وتدوس القبر والطينا
هل يا ترى قد رأيت الخلد شاخصةً
أسمى من الحزن حين الحزن يظمينا
هل يا ترى قد لحمت الليل يجلدنا
فرحت تسبي من العليا ليالينا
هل يا ترى قد وجدت الملتقى عسلاً
إذ نلتقي في ربى عدنٍ ملبينا
د. خليفة بن عربي
شوال 1436هـ / (أغسطس) 2015م