أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا أمس (السبت) بوقوع نحو 50 قتيلاً في غارات جديدة نفذتها طائرات النظام على دوما في ريف دمشق.وبحسب اللجان، فإن النظام استخدم الصواريخ الفراغية والمدفعية في غاراته، وقدر المرصد أعداد المفقودين تحت الأنقاض بنحو مئتي شخص.واستهدفت قوات النظام مجدداً مدينة دوما،أبرز معاقل فصائل المعارضة في محافظة دمشق، في استهداف هو الثاني من نوعه في أسبوع على الرغم من التنديد الدولي. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن «تعرضت مدينة دوما لغارات جوية وقصف مدفعي وصاروخي عنيف منذ صباح اليوم».وأضاف «لا يزال نحو مئتي شخص آخرين في عداد المصابين والمفقودين تحت الأنقاض»، مشيراً إلى أن «كثيرين منهم في حالات خطرة».وذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا على صفحتها على موقع فيسبوك أن الطيران الحربي استهدف أمس أربعة أبنية متلاصقة في المدينة، مشيرة إلى تهدم مبنى من أربعة طوابق.وأوضحت «الهيئة العامة للثورة السورية» الناشطة على الأرض في بريد إلكتروني أن بين القتلى والجرحى نساء وأطفال، لافتة إلى أن عائلات بأكملها لا تزال تحت الأنقاض.وتداولت صفحات وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً تظهر أبنية متجاورة شبه مدمرة فيما انهار مبنى آخر بالكامل.ويأتي الاستهداف المتجدد لمدينة دوما رغم التنديد الدولي الذي أعقب الغارات الجوية التي شنتها قوات النظام الأحد الماضي على سوق شعبي مكتظ وتسببت في مقتل 117 شخصاً على الأقل بينهم 16 طفلاً، وفق المرصد السوري. وندد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا مطلع الأسبوع بالغارات معتبراً أنه «من غير المقبول أن تقتل حكومة مواطنيها بغض النظر عن الظروف».وردت دمشق الثلاثاء على تصريحات دي ميستورا متهمة إياه بـ «الابتعاد عن الحيادية في ممارسة مهامه» كمبعوث خاص إلى سوريا.وفي موازاة تنديد الولايات المتحدة الأميركية بالغارات «الوحشية» و«باستخفاف النظام (السوري) بحياة البشر»، شدد الاتحاد الأوروبي من جهته على «وجوب محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان ومقتل آلاف المدنيين».ورأت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية الخميس أن الهجوم أظهر «الازدراء المروع للمدنيين» من قبل الحكومة السورية. وقال نائب المدير التنفيذي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة نديم حوري في بيان «إن المجزرة الأخيرة تذكير آخر، إن كان لا يزال هناك حاجة لذلك، للحاجة الملحة كي يعمل مجلس الأمن على تنفيذ قراراته السابقة واتخاذ خطوات للحد من هذه الهجمات العشوائية».وتزامنت الغارات الجوية الأخيرة على دوما مع الذكرى السنوية الثانية لهجوم بالسلاح الكيميائي استهدف المدينة في 21 أغسطس 2013 وأوقع مئات القتلى.وفي الغوطة الشرقية أيضاً، نفذ الطيران الحربي التابع لقوات النظام ضربات جوية عدة استهدفت مدينة حرستا المجاورة لدوما والخاضعة لسيطرة فصائل مقاتلة عدة.