ماذا يجري في منطقة الحورة اليوم؟ وأين ذهب أهلها وناسها الطيبون ولماذا هجروها وسلموها للأجانب ولماذا هذه الهجرة الجماعية؟ في اعتقادي هناك أسباب كثيرة وتجاوزات متعددة أدت إلى ذلك، فمن هو البديل اليوم الذي يسكن تلك البيوت الطاهرة في المنطقة؟
لقد أصبحت نقطة لقاء تستقبل الأجانب وتمارس فيها أمور سيئة بعكس الصورة الجميلة التي اشتهرت بها وكانت المنطقة التي تعتبر ملفى للأصالة البحرينية ومعلماً من أهم معالم البحرين قديماً بسواحلها الجميلة.
فأين تلك العائلات الكريمة التي تستقبل كل من يزورها في ذلك الزمن بسعة صدر وترحيب، وكانت من العادات الطيبة، فجميع من سكن فيها قديماً كانوا بمثابة عائلة واحدة متحابة، وإنه لأمر محزن اليوم عندما نرى المساكن القديمة، وتذهب بك الذكريات الجميلة التي كنت تعيش فيها ستدمع عيناك بما تراه وسوف تواجه المفاجآت والسمعة السيئة والأعمال الشنيعة وتوافد الأجانب لأغراض معروفة والتي اطلع عليها كثير من المواطنين عبر شاشات التلفزيون وتلك الحلقة التي أثبتت ما أقول في هذا المقال.
لقد أصبحت منطقة البحبوح وكراً للعمالة الهاربة ومن أراد أن يعثر على خادمة هاربة أو عامل هارب فسوف يجده في الحورة هذا هو كلام المواطنين وقد كان كلامهم على حق، فهذا لا يقبله أي مواطن شريف يخاف على سمعة وطنه كيف وصلت الأمور إلى هذا المستوى فمن سمح وتستر عليهم في تلك الأعمال السيئة بأشكالها.
وسوف يتذكر من سكن الحورة أيام طفولته البريئة التي عاشها بين أناس بسطاء وحياة مليئة بالفرح،هل تذكرون ليالي رمضان الجميلة وأيام العيد السعيدة، هل تذكرون البواخر العملاقة التي ترسو قريباً من شواطئها الجميلة؟ لقد كانت أياماً لا تنسى.
هل تذكرون ذلك المسلخ (المقصب) الوحيد بالمنطقة الذي يتوافد إليه الكثير، وكان نقطة التقاء جميلة تجمع بين أعداد كبيرة من الأطفال وأهالي المناطق المجاورة. هل هناك فرصة أو أمل أن ترجع تلك العادات القديمة التي كانت تحمي أرض هذه المنطقة؟ أين أنتم اليوم يا أهل الحورة الجميلة وإلى أين أنتم ذاهبون؟ وكيف تهجرون أرضكم الغالية وذكرياتكم؟ فاليوم عليكم أن تطالبوا بتنظيفها من الفساد الذي أصبحت تشتهر به ويجب عليكم أن تتذكروا أجدادكم الذين كانوا شرفاء فهم اليوم غير متواجدين بيننا.
أخي العزيز أنت من سكنت في الحورة عليك أن تزورها مرة واحدة وأنا على يقين بأنك ستتفاجأ بما ستراه عيناك من فساد كبير وصورة بشعة تتحدث عن مآس وسوف تدمع عيناك لما تراه وسوف تتذكرها كيف كانت قديماً.
الناشط الاجتماعي صالح بن علي